قامت مجموعة من الرياضيين كانو على متن مركبة بإنقاذ حياة 16 شابا جزائريا كانوا يأملون الوصول إلى إسبانيا عبر مضيق جبل طارق. القبطان الرياضي تيبو فوشيل كامو الذي كان برفقة طاقمه قدم العون لهؤلاء الشباب، إلا أن أحدهم لم ينج من رحلة العبور وكانت جثته تطفو إلى جانب القارب.
ويروي الرياضي تفاصيل عملية الإنقاذ لصحيفة ليبراسون الفرنسية ، قائلا “كنا نعبر مضيق جبل طارق مع لوران وبول، عضوي طاقمي. هذا المكان عبارة عن ممر تجاري، ومفترق طرق لسفن الشحن مما يتطلب منا أن نكون يقظين للغاية لتجنب الاصطدامات .
بول كان أول من رصد المركب بين سفن الشحن، وكان على متنه أشخاص يقومون بإيماءات كبيرة بأيديهم”.
اقترب الرياضيون من قارب المهاجرين الذين كانوا بداية في حالة من الهلع، وقدموا لهم بعض المياه والطعام، “كان هناك 16 شابا كانوا انطلقوا من الجزائر أملا ببلوغ إسبانيا، لكنهم ظلوا يبحرون على غير هدى لمدة خمسة أيام”.
وبعد حوالي ساعتين من الانتظار، وصلت فرق الإنقاذ الإسبانية ونقلت جميع المهاجرين إلى ميناء ألميريا جنوب إسبانيا.
لكن لم ينج الجميع خلال رحلة العبور هذه، فعندما عثر الرياضيون على القارب كانت تطفو بجانبه جثة. “كانوا بداية 17 شخصا على القارب لكن الأخ الأصغر لأحد الشباب كان يبلغ من العمر 22 عاما ومصابا بمرض السكري. لم يتمكن من الحصول على طعام ولم تكن بحوزته أدوية. فمات منذ بضعة أيام أثناء رحلة العبور، واضطروا إلى إنزال الجثة إلى المياه عند اقترابنا منهم لأن حالة الجثة كانت سيئة”.
يضيف الرياضي الفرنسي البالغ من العمر 45 عاما أن الشعور “كان مختلطا.. بالنسبة لنا ولهم.. مشاعر من الحزن والفرح في آن واحد”.
يتلقى البحّار وطاقمه الكثير من رسائل التهنئة، لكنه يقول “هل يجب أن نفخر بفعل شيء عادي؟ الكلمات مهمة. أنا أصر: إنهم ليسوا مهاجرين. نحن جئنا لمساعدة بشر.. ناجون وغرقى”. وعبّر عن غضبه من مرور عبّارات تجارية لم تقدم مساعدة للمهاجرين.
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.