الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-16

1:36 صباحًا

أهم اللأخبار

2024-11-16 1:36 صباحًا

اللوحة 10… بعد محطة الرمل

اللوحة 10... بعد محطة الرمل من رواية مر القدر للدكتور محمد محجوب

من رواية مر القدر

عندما غادرت هند صديقتها في مصوراتي محطة الرمل؛ جلست الصديقة تستذكر ما جرى بينهما؛ من حديث، وذكريات عاشاها سوياً؛ في ليبيا وفي بنغازي بالتحديد، وبفعل هذه الزيارة وأثرها تذكرت العديد من الصديقات منذ أيام الدراسة، وهنا وقف الفكر على المصورة التلفزيونية رشا؛ نعم رشا قد يكون لديها حل لمعضلة المقارنة؛ ثوان وهاتف رشا يرن؛ نعم تفضلي! أنا صديقتك إلهام المصورة في محطة الرمل؛ إلهام! إلهام؛ نعم نعم يا رشا. أريد مقابلتك في وقت متسع تفضلي في أي وقت؛ لا متى يكون الوقت مناسباً، يوم الخميس الخامسة مساء؛ اتفقنا. في الموعد المتفق عليه وفي بيت رشا؛ كان اللقاء وطرح القضية التي صارت جزءاً من تفكير إلهام ووقتها ؛ يا صديقتي عندي قضية أريدك أن تساعديني في حلها؛ ماهي؟ عندي صورتين صورة لطفل عمره عام تقريباً؛ وصورة لنفس الشخص وعمره خمسة وعشرون عام تقريباً. الصورة فردية أم جماعية؟ لالا الصورة جماعية؛ فيها ثلاثة أفراد: الأب، والأم،  والأبن. نحن سوف نركز على الطفل بما أنه الهدف عندنا، جميل ولكن ألا تساعد بقية الشخصيات في التعرف عليه؛ ممكن ولكن هو المطلوب! نعم. انظري إلى هذه الصورة؛ هم أيضاً ثلاثة أفراد أسرة؛ نعم تأمليها وأريدك أن تركزي على الطفل بصورة أكبر؛ ملابسه جميلة وفيه علامة فوق أنفه؛ نعم . وماذا؟ غير ذلك . ألم تلاحظي شيئاً قد يكون مفتاحاً مهماً لهذه المعضلة؟ لون بشرته مميز؛ هذه لا يمكن أن تكون قرينة قالت رشا! فردت إلهام لماذا؟ قالت لأن للعوامل الطبيعية أثراً كبيراً على البشرة؛ انظري من جديد؛ حقيقة لم ألاحظ شيئاً. انتبهي في يد الطفل اليمنى وفي معصمه بالتحديد إسوارة؛ نعم نعم ؛ وغالباً ما ينقش فيها اسم الطفل؛ صحيح وعديد الأسر تفعل ذلك صدقتِ. في الصورة التي لديك أو التي سوف تعرض عليك ركزي على الطفل ؛ وعلى هذه الحركة ؛ ربما تكون هي المفتاح . بفرح غامر وسعادة كبيرة غادرت إلهام بيت صديقتها؛ وهي تردد في الإِسوارة  الحل  إن وجدت .   

مع تحياتي في لوحة قادمة . محمد محجوب

________________________________

مقدمة الرواية كما وردت تذكير بأبعادها ومراميها وفلسفتها كحكايا واقع مجتمعي ..

تعد هذه الرواية الموسومة ” بمرّ القدر” محاولة لإلقاء الضوء على عديد من المرارات؛ التي يعيشها الإنسان في مناطق كثيرة من العالم، الإنسان هنا: المواطن العادي العامل ، الموظف، المزارع، الصانع البسيط، الأستاذ الجامعي الذي لم يطمح يوماً في غير التعليم والرقي بمجتمعه، والذي لا يسعى بأي معنى ليكون عنصراً في أي نظام سياسي ، هذا الإنسان سواء كان رجلاً أم امرأة أو شاباً ، متعلم أو غير متعلم ، باختصار: العنصر الذي يحترق دون أن يعطى، قدره أنه إنساناً. والقدر المقصود: الأحداث التي يعيشها هذا لإنسان، ويجبر على عيشها، دون اختيار منه ولكنه يجد نفسه مجبراً، على تلك الحياة. ولا تجادل هذه الرواية في مسألة القدر، من الجانب الديني، وعلم الله اللامتناهي، وعلم الإنسان المحكوم بالزمان والمكان، ولا مسألة الإيمان. وأتصور أن في هذه الرواية لحظات من الحيرة؛ التي تجتاح روح الإنسان وقلبه، وتتركه نهب قلق مزمن لا ينتهي، وكيف يمكن أن يقضي الإنسان حياته متفكرا في القدر، الذي يعطل جلّ طاقاته ويشل حركته، ويبقيه ضائعا بين الترقب والهلع، ويكون القدر بهذا الموت المؤجل … كتب الروائي السوري الكبير ” حنا مينة ” في روايته ( الشراع والعاصفة) يقول ” المسافة بين العين ومرمى البصر ليست المسافة الوحيدة للرؤية ، وليست كذلك المسافة الأكثر طولاً أو بهجة. العاشقون مثلاً، والمغتربون، والمحزونون، وكل الذين نأت بهم الدار عن الدار، هؤلاء جميعاً، لا يرون بعيونهم فحسب، بل بقلوبهم أيضاُ ” كم أتمنى أن تنال هذه الرواية شيئاً مما قاله هذا الفيلسوف الروائي، بحيث يكون للقلب رؤية تتجاوز رؤيا العيون المفتوحة  القاصرة عن الرؤية. خصوصاً وأن احداثها بكل ما لها وما عليها كانت تدور بين أرض ليبيا ومصر بصورة جوهرية … والحديث عن الصلات وما يدخل فيها من الأحداث و العلاقة بين مصر وليبيا، يعني الحديث عن تاريخ لا يمكن فصله؛ ولا يمكن التفكير في مثل هذا الفعل، فعل الفصل لأنك تتحدث عن جسم عضوي، بما له من روحانيات، فهو يبدأ من قبل القرن السابع قبل الميلاد. يعني منذ وجود هذه الأرض في جميع جوانبها الاقتصادية، والاجتماعية، والحضارية. ويؤكد ذلك كما تقول المراجع التاريخية ” أن بعضاً من المصريين جاءوا أساساً مما يعرف اليوم باسم ليبيا أو الصحراء الليبية، حملوا معهم آلهتهم الصحراوية واستوطنوا وادي النيل، ربما هذا هو تعليل ما نلاحظه من العلاقة الخاصة بين مصر وليبيا. وعاش الشعب الليبي والمصري مصائر مشتركة عديدة مثل الاحتلال الفارسي لمصر وجزء من ليبيا سنة 525 ق . م الذي تم القضاء عليه في المرة الأولى سنة 404 ق.م وعلى الرغم من أن الكتابات العديدة في ذلك التاريخ لا تتحرى الدقة؛! مثل القول : بأن الفراعنة المصريين والجيش المصري قاموا بتأديب القبائل الليبية التي تغير على مصر بسبب الفقر والاحتياج ؛ ثم تُردف تلك الكتابات بأن الفراعنة تحصلوا على كم كبير من المواشي، وأسروا عدداً لا بأس به من البشر ؛ وهذا دليل على التناقض وعدم الاتساق  من مصدر يكاد يكون وحيداً لتاريخ ليبيا في ذلك الوقت . ومع الوقوع في كل هذا الخلط فإن التأكيد على بقاء الشخصية المتميزة للطرفين؛ و وجود التعاون أمر مبرر منطقياً قياساً بالحقائق والإنصاف . وفي مصر القديمة  وبسبب تردي الأوضاع الاقتصادية استمر التفاوت بين طبقات المجتمع في مستويات المعيشة؛ الأمر الذي أثر في الأحول الاجتماعية؛ التي تعبر هذه الرواية عن جزء يمكن القول بأنه حديث منها، وكذلك ظهور فئات الأجانب ووصولها إلى أرقى مناصب الدولة؛ وكان من نتيجة ذلك زيادة زواج  الفراعنة من الأجنبيات؛ وزيادة عدد الجواري؛ ودخول هؤلاء الأجانب لقصور الفراعنة؛ بكل ما يترتب عنه! وفتح المجال إلى زواج الأجانب من المصريات؛ وخصوصاً من الطبقات الفقيرة. وربما صار النهب مهنة في مصر في ذلك الوقت. وأما تاريخ ليبيا في تلك الازمان فإن جل البُحاث يربطونه بالكتابات المصرية من خلال نمط. معين أو سياق معين وهو الجانب الحربي  يقول باتس” لم تصور لنا الوثائق سوى نزاعهم مع شعوب أقوى وأكثر تحضراً كما أن هذه الوثائق هي في الواقع تقارير حربية سجلها الجانب الآخر”   ( الجانب المصري) ومن أمثلتها المعركة التي خلدت ذكراها على حجر بالرمو حيث استولى الملك ” سنفرو” على 13100 رأس ماشية من الليبيين، أما في السلم فإن المصريين كانوا يستوردونها؛ في كل الأحوال ومنذ القديم يمكن القول:  بأن التاريخ يثبت بأن أرض  ليبيا غنية قياساً بمصر. ولذلك عوامل عديدة . ولم تكن كل العلاقة بين الشعبين قتلاً وحروباً، ولكن بعض الأسر الليبية حكمت مصر مثل: الأسرة الثانية والعشرين، كما تقول المراجع التاريخية ” والمعروف أنه في عصر الأسرة الثانية والعشرين كان الإله (ست) معبوداً بالغ الأهمية في واحات الصحراء الغربية، من هنا نرى ” وينرايت” يقول : إن دين السماء في مصر ليس بالغ القدم فحسب بل نراه مرتبطاً ارتباطاً خاصاً بالغرب بليبيا. بالصحراء”  وفي الإسكندرية قبر القديس مرقص الليبي، وكم رئيس لمكتبة الاسكندرية من أبناء ليبيا. ولا أتصور أن الشعر والشعراء نسوا أو تناسوا ” كاليماخوس  القوريني”  شاعر الإسكندرية.  هذه الرواية ، وإن ركزت على منطقة معينة وهي مصر وليبيا، من أجلّ سرد أحداثها وتركيز جهود أبطالها في مناطق معروفة، على مستوى الوطن العربي،  فهي واقعية؛ فإن ذلك لا يعني وقوعها هنا ولم تقع هناك في العراق ، أو سوريا، أو اليمن. لأن هموم الوطن العربي تكاد تكون واحدة. كما قال جليس أنور العراقي أشرب نحن نشرب من كأس واحدة. وكما تسأل ذلك العجوز: هل لا تزال هنا؟ ألا تذكرني؟ لقد حلقت عندك منذ ذهبت وجبت الدنيا: تطوعت في جيش الحلفاء وحاربت في كل مكان وانتصرت في العلمين على رومل (آه). جاء من سوريا وحارب في العلمين وهزم رومل في ليبيا. إنه الوطن وكذلك الهموم . لا أريدك أن تطرح ذلك السؤال، على أي شيء تحصل؟ أيضاً أشارت هذه الرواية، إلى عديد الدول العربية، التي سلبت منها أجزاء عزيزة من أرضها؛ مثل سوريا، مصر، المغرب. وكل قطعة سلبت هي أم انتزعت من بيتها، وأخذت عنوة من زوجها؛ والأمر يكون أشد عندما تُنسىَ. تحاول هذه الرواية رسم صورة؛ لواقع الوطن العربي، الذي يعيشه المواطن؛ في كل أقطاره؛ من عدم استقرار، وطمع العقلية العربية في الوصاية، على بعضها بعضاً، ولو أدى ذلك للاحتلال كما وقع بين العراق والكويت، وكما حدث في شهر رمضان سنة 2017م بين قطر وأربع دول عربية هي : مصر، البحرين، السعودية، الإمارات. وخصوصاً ما تعيشه المرأة العربية وطفلها، من تشرد وضياع؛ ليسوا سببه ولكنهم ضحيته؛ هذا الوطن الذي لم يستقر منذ القدم وبعد الاحتلال؛ وللأسف ربما يمكن القول بأن الاحتلال كان يملك مبررات الظلم !! هذه المرأة التي لم تتعلم؛ والتي غُرِبت بسبب الفقر، وليس لها من خيرات بلادها سوى رصاصات تقتل زوجها وأخاها؛ وتجعلها سبية، عند حفنة مرتزقة؟  و قتلت من العالم الآخر. أو كم من القنابل تجعل بيتها أثر بعد عين.  وكم فرح أخوها يوم زفافها؛ لأنه يريد غرفتها وغرفة أختها التي غادرت منذ زمن. وهذا الطفل الذي لم ولن يعرف أين قتل أبوه؛ و من قتله ؟ ولماذا قتل؟ والذي تردد كثيراً على جهات تملك المعلومة، ولكنها لم تمنحها له! فعاش حياة الألم والقدر، هذه الشابة التي عاشت مع أمها وكأنهن أخوات ، يستقبلن الضيوف بفكرة واحدة. وهذا الباحث الذي لم يفهم ولن يفهم لمن تعمل حكومته؟ وهذا الوزير الذي يحضر كالصنم؛ دون أن يدري لماذا طلب منه الحضور؟  وهذا المحاسب الذي لا يجوز له الحديث عن ثروة بلاده وأين صرفت ؟ أو في ماذا ستصرف؟  تصور هذه الرواية رغبة شاب من أصول ليبية؛ ربما ترجع إلى مملكة جرمة في الجنوب الليبي؛ في محاولة  لمعرفة مصير أمه وحياتها؛ بعد وفاة أبيه في أرض بعيدة عن بلاده،  كيف ما كانت؛ وبأي طريقة عاشت؛ لأنه عرف أين مات أبوه وقَبِل رواية موته القاسية. حمل الأدلة وجمع القرائن؛ وأتسم بالصبر من أجل هذا الهدف. وقد قسمت الرواية إلى لوحات ، كل لوحة فيها تحمل فكرة أو هكذا تزعم، تبدأ هذه اللوحات من رقم ( 1) إلى ( 24) كما أشرت إلى الشخوص الذين عبروا عما يدور في وجدان أبطالها، أيضاً الأماكن التي دارت فيها الأحداث، وما يمكن توقعه من بعض المدن، خصوصاً غريان التي يتربص بها عدد لا بأس به وما يمكن أن يحدثه ذلك في تاريخ ليبيا القادم. لك أيها القارئ أن تنتقد هذا العمل، مع مراعاة شيء واحد وهو أن تميز بلادي جوهرة ، فهذه الرواية فكرة باحث حاول أن يرسم من الحروف لوحة فنية.   


اكتشاف المزيد من المنصة الليبية

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة