د.محمود المعلول
إن الناس مختلفون في الرؤى والأفكار والتوجهات والثقافة، حسب البيئة والنشأة والتربية مثل الرؤية الثلاثية للجبل فهناك شخص يقول لك، إن الجبل صغير لأنه يراه من بعيد، من مسافة بعيدة، ويعاندك ويسفه رأيك وهناك من يقول، إن الجبل كبير جداً لأنه يقف قريباً منه، ويراه كبيراً ويعاندك ويسفه رأيك، وثالث يقول: إنه لا يوجد جبل أصلاً لأنه يقف عليه مباشره ولا يرى جبلاً، ويعاندك ويسفه رأيك.
الناس مختلفين دائماً، والحقيقة ثابتة، وسبب هذا الاختلاف هو البيئة والثقافة، وحتى الهوى والمصالح لهما تأثير، والناس يقيسون بما يعرفون، وكما يقول المثل الشعبي الليبي فلان هذا حد معرفته.
وهذا التأثير حتى على الساحة السياسية اليوم، تجد الناس مختلفين، كل شخص يظن نفسه هو مصدر الحكمة والمعرفة، وغيره لا يعرف شيئاً، انظر إلى اختلاف الناس اليوم في مجالات عدة تجد رأي كثير من الأشخاص مختلفين عن بعضهم بين مؤيد، ومعارض لهذا ولذاك، وبعيدون عن التفسير الصحيح للأحداث
وقصة الناس يقيسون بما يعرفون، إن أحد الرحالة والمؤرخين ذكر: إن أحد الحكام كان قد سجن شخص لمدة طويلة حوالي “40” سنة، وكان حرس السجن عندما يدخلون عليه الطعام يجدون الفأر في حجرة ذلك السجين فيقولون: فأر ـ فأر، فعرف الفأر بالصوت والصورة، وعندما خرج هذا الشخص من السجن كان الناس يأتون إليه في بيته فيذكرون: الحصان ـ الحمارـ الفيل وغيرها وهو لا يعرفها فأصبح يقيس بالفأر فيقول لهم: هو الحصان أكبر أم أصغر من الفأر.
فالبيئة المحيطة واللغة هي مصدر المعرفة والثقافة. والله يصلح أحوالنا.