جلس أنور أمام مقهى ألف ليلة وليلة؛ بجوار مقهى البارون، في عروس البحر وعلى مقربة من كرنيش الحب والغرام ، شاطئ الاسكندرية. وقت الأصيل والشمس تستحم في حنايا البحر قبل أن تنام فيه؛ أقفل نقاله عمداً. مع هذا المنظر الذي يوحي للشعراء والرسامين والفنانين بخيالات تذكر قول العلماء: عند غروب الشمس أو شروقها يقطع الضوء المنبعث من الشمس مسافة في الغلاف الجوي أكبر بكثير من تلك التي يقطعها في النهار عندما تكون الشمس عمودية، وساح خياله في إبداع الشعراء لرسم هذا المنظر تذكر منه قول أحدهم ” والشمس تكسب في الغروب اشعة حمراء فوق اللجة الزرقاء” وجاءته أفكار وأفكار؛ جلها حول الصورة، قال في نفسه إن الصورة التي لدي صورة فوتوغرافية وبهذا تدخل في نطاق التصوير الضوئي وهو عملية إنتاج صور بوساطة تأثيرات ضوئية؛. وكلمة فوتوغرافي (Photography) مشتقة من اليونانية، وتعني الرسم أو الكتابة بالضوء. وكما اعرف ويقول أهل الاختصاص يُفضل أن يكون التركيز على الوجه والعين بشكل أكبر، على النظرة واتجاه النظر، فهل وجه الصورة يحمل علامات هذا الوجه الحنون؟
وهل تقاسيم الصورة منذ عقدين من الزمان قادرة عن التعبير عن ذلك المحيا؟
وجه الشباب والجمال عندما كان الحبيب موجود والابن مولود ، وحضر في ذهنه قول “هناك أساليب عديدة لا تعد ولا تحصى، لإبراز الصورة بشكل مميز. التصوير في هذا المجال ممكن بوجود شخص، شخصين أو أكثر وكل فئة لها طرق خاصة للتعامل معها” وتساءل هل أتقن المصور فنه بحيث تكون الصورة واضحة؟ تللك الصورة التي يملكها إلى الآن، في طريق الوصول إلى أمه؛ وإثبات تلك الأمومة، التي لا يرفضها أحد، ولكنها تحتاج بحكم الظروف إلى دليل قوى؛ قال: إن إخبار المصور بوعلام بهذه الصورة ومحاولة المقارنة بين الصورتين بتأكيد أكسبها العديد من المهتمين، وجهود بوعلام أثمرت نتائج لا يستهان بها؛ في كيفية المقارنة وأوضحت نقاطاً بناءة لإمكانية ذلك الفعل. هنا توقف تفكيره لأن سؤالاً باغثه يقول: تصور أن بوعلام هو من صور تلك الصورة؟ استبعد الفكرة، وسار في تخميناته، أتصور أن جلّ من يرتاد الكرنيش اليوم؛ وكل المصورين على هذا الشاطئ الجميل يعلمون بهذا الأمر! ومن الإيجابيات أيضاً أن بوعلام سوف يقول وأنا أثق في ذلك؛ أن هذه المعضلة تخص مواطناً ليبياً أو صديقاً ليبياً؛ وأعتقد أيضاً أن سماح ستعلم بهذه القصة؛ وهذا الموضوع يخصها وإن لم تعلم إلى الآن!! هنا قال له حدسه استبعد فكرة أن سماح لا تعلم؛ لأنه لا شيء يخفى في مصر وخصوصاً على الكرنيش.
ردد في نفسه حتى وإن علمت ذلك فإنه لن يؤثر على قضيتي بل ربما يخدمها . وهو في هذا السكون والتفكر ؛ يمر أحد المصورين على البحر؛ سار خطوات ولكنه رجع على آثاره؛ ووقف امام أنور قائلاً: السلام عليكم؛ وكيف الحال؛ فجأة وجد أنور نفسه واقفاً وهو يقول: تفضل يا أخي؛ بالجلوس، جلس المصور وهَمَّ بالحديث فبادره أنور: لا كلام قبل الضيافة؛ صمت المصور . بعد الضيافة والسؤال من هنا وهناك، قال المصور : كنت في الأيام الماضية أنا والمصور بوعلام ، ومجموعة من المصورين على البحر نتناول قضية، أكمل أنور: المقارنة بين صورتين ؛ قال: نعم. ومن خلال الأوصاف، التي حددها العم فتحي توقعت أن تكون أنت صاحب تلك المعضلة؛ بعد هنيه قال فيها أنور لنفسه: نعم أنت صديق يحمل قضايا أصدقائه يا بوعلام، ثم أجاب أنور صدقت هو أنا. صمت مرة أخرى ، وقال لقد صدقت نبوءتي في انتشار الخبر على الشاطئ وفي كل الإسكندرية. ثم التفت إلى المصور وقدم له هذا السؤال : هل وجدتم طريقة للمقارنة؛ رد المصور نحن أهل البحر؛ والخبرة؛ كيف لا نجد، وسوف يقوله لك بوعلام، وَهَّم المصور بالمغادرة؛ فقال أنور ألا تعطيني معلومة؛ فقال المصور: لا؛ لأن طِباعنا من طِباع البحر ؛ يأكل من أخطأ معه ولو ولد فيه . وسلم مغادراً.
مع تحياتي ولقاء في لوحة قادمة
المؤلف أ. د / محمد محجوب
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.