يبدو أن الجدل حول مباراة ليبيا ونيجيريا لن يتوقف وسيل من ردود الأفعال من الإعلام العربي والعالمي يصب غضبه على ليبيا ولم يتطرق إلى ما تعرض له المنتخب الليبي في نيجيريا في ظل هذه الموجة .
وجاء رد الإعلامي الرياضي مهند الجالي في منشور له عبر صفحته الموثقة بالعلامة الزرقاء ، حيث قال قبل الحكم على أي فعل لابد من البحث عن الأصل وغالبا ستجد أنه ردة فعل ، وللحكم على الظاهر من الذي حدث في ليبيا هو نتيجة حتمية لما حصل للمنتخب الليبي في سفريته الى نيجيريا ، الفرق فقط هو التداول الكبير لما حصل في ليبيا من لاعبي المنتخب النيجري ، وما غذا ذلك أن لاعبي منتخب نيجيريا لهم صيت كبير في أوروبا والعالم بحكم لعبهم هناك.
أضاف الجالي كل ما تراه منذ البارحة هو ردة فعل طبيعية و مبررة ضد المنتخب النيجيري بعد كل عمليات التنكيل التي تعرض لها الوفد الليبي من الاعبين و اداريين عند قدومهم الى نيجيريا للعب مباراة الذهاب، حينها تم حجزهم في المطار لساعات و اقتيادهم في حافلات متهالكة قرابة ثلاثمائة كيلومتر في مناطق تشهد مخاطر أمنية، في نفس المنطقة التي قتل فيها للأسف مصور تابع لمؤسسة إعلامية نيجيرية بنيران مسلحين انفصاليين حسب ما اعلن الاتحاد النيجيري بعد نهاية مباراة الذهاب!.
وأشار الجالي ما حدث هو ببساطة ما نعرفه جميعاً في أدبيات الدبلوماسية وهو المعاملة بالمثل لا أكثر، لكن الشيء المختلف هنا هو أن اللاعبين النيجيريين بحكم شهرتهم استطاعوا تسويق مظلوميتهم عالمياً وايصالها للإعلام الدولي و الحقيقة أنها كانت عملية اقتطاع و اختزال لكل ما حدث، لذلك علينا واجب كإعلاميين و جماهير رفع خطابنا هذا و شرح القضية بالتفصيل للأعلام العالمي.
وأكد الجالي أن ليبيا عرفت وستعرف دائماً بحسن استقبالها لضيوفها، يمكنك العودة لتاريخ المنتخبات التي زارت ليبيا او الأندية ، كل ما حدث هو عبارة عن ردة فعل متفهمة جداً بعد كل ذلك المخاض الذي عاشته البعثة الليبية في أدغال نيجيريا
أسرد الجالي في رده بأن التساؤل الذي يفرض نفسه الان لماذا حدث الذي حدث في نيجيريا ، ووقتها لعب المنتخب الليبي مباراته بكل روح رياضية وشجاعة واحترم كعادته لوائح الاتحاد الافريقي ، أيعقل أن لا يقبل المنتخب النيجيري ما حدث له في ليبيا وهو نفس الشيء الذي دبر للمنتخب الليبي في نيجيريا ، على الرغم من الفوارق الفنية بين المنتخبين واضحة ورفقاء فيكتور بونيفاس ليسوا بحاجة لمثل هذه التصرفات ، واذا سلمنا بقاعدة أن ليبيا تعمدت الرد بالمثل ، لماذا يتواجد المنتخب الغاني في ليبيا ولم يشتك من أي عارض.
وأورد الجالي حديثه عن السودان قائلاً لن اتطرق لمنتخب السودان لأنه صدقا في القلب ويلعب بوطنه وهذه ليست شعارات وردية.
واختتم الجالي رده بخصوص الشق الإعلامي العربي هناك إعلاميون كان صوتهم صادحا بما حدث للمنتخب الليبي وهم مشكورين على ذلك وعلى الرأس يرفعون احتراما وتقديرا لدعمهم لفرسان المتوسط ، لكن هناك من الإعلاميين من غض الطرف عن ليبيا وأصبحت مادته هي ما حدث لنيجيريا ، اذا كان هناك قصد واضح وجب تفصليه ، واذا لم يكن للموضوع كذلك ، فليبيا أولى بالدفاع لأن ما قامت به يصنف في خانة رد الفعل لا الفعل ، ووجب أيضا توضيح صورة المظلوم وشجب فعل الظالم، لأن الحلقة الأولى بدأت هناك في نيجيريا والثانية في ليبيا ، ولا يصح في أي سيناريو أن تلغى حلقة الأساس التي تعتبر خيط الفهم لا ذيل الخيط .