أثار فيديو نشرته قناة إم بي سي السعودية موجة غضب واستنكار على مواقع التواصل الاجتماعي، تطورت إلى اقتحام عشرات العراقيين فجر السبت، مكتب المحطة في حي الجامعة في بغداد.
ورأى المحتجون في فيديو القناة السعودية إساءة إلى رموز “المقاومة”، وأضرموا النيران في الباحة الخارجية للمبنى وحطموا محتويات في داخله.
وندد سعوديون بالاعتداء على مقر القناة، من بينهم عبد اللطيف آل الشيخ الذي رأى في ذلك “انتهاكاً صارخاً لحرية الإعلام والتعبير”، فيما رآى آخر أنها حركة “مفتعلة” بهدف إشغال الرأي العام عن “القمع” داخل العراق.
كما انتقد بعض العراقيين الهجوم الذي يقول الكاتب والمقدم التلفزيوني عمر الجمّال إنه لم يؤد إلى إغلاق مكتب القناة السعودية وإنما استهدف شركة عراقية متعاقدة مع القناة السعودية، مضيفاً أن الاعتداء أسفر عن “سرقة أموال عراقية وليست سعودية”.
وجاء الفيديو الذي بثته المجموعة الإخبارية بعنوان “ألفية الخلاص من الإرهابيين” في إطار تقرير لبرنامج “MBC في أسبوع”، يوضح “كيف تخلص العالم من هؤلاء الأشرار”، بحسب نص التقرير.
ورصد الفيديو أبرز قادة الحركات الإسلامية المسلحة الذين قُتلوا منذ عام 2000، ومن بينهم شخصيات تنتمي لما يعرف بـ”محور المقاومة” مثل أبو المهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي في العراق.
كما سلط التقرير الضوء على أبرز القياديين في حزب الله اللبناني وعلى رأسهم حسن نصر الله، وكذلك على زعماء حركة حماس الفلسطينية صالح العاروري وإسماعيل هنية، ويحيى السنوار.
ووصف التقرير السنوار بأنه “وجه جديد للإرهاب، وآخر من تخلص العالم منه”، كما كُتب على الشاشة الخلفية لمقدميْ البرنامج “السنوار .. أنقذته دولة ما تسمي بإسرائيل من الموت فحاربها”.
وانهالت التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل من مختلف الدول العربية، في إدانة للتقرير الذي رأوا فيه نوعاً من التحيز للجانب الصهيوني والتطبيع معه، فيما وصفه البعض بأنه “تقرير صهيوني بتمويل سعودي”.
واستنكر النائب في البرلمان العراقي مصطفى سند تقرير القناة السعودية، مشيراً إلى أن قناة إم بي سي العراق “مدعومة حكومياً”.
وشدد عبر حسابه على “فيسبوك” و”إكس” على أن “الموضوع لا ينتهي بالتكسير أو الحرق، لا مكان لكم في العراق، وسيتم العمل على إلغاء رخصتكم” مضيفاً أن “اسم العراق لا يتشرف بالعملاء”.
وأصدرت حماس بياناً يدين التقرير الذي وصفته بأنه ظلامي وتحريضي” ضد الحركة وقادتها، و”سقوط مهني وإعلامي وأخلاقي يتساوق مع الدعاية والرواية الصهيونية التي تسعى لشيطنة المقاومة ورموزها”.
وجاء في البيان أن “هذا التقرير لا يخرج إلا عن صحافةٍ صفراء وطابورٍ خامس” وطالبت الحركة الفلسطينية إدارة القناة السعودية “بالتراجع الفوري عن هذا السقوط والانحدار المهني وحذف التقرير من منصاتها، وتقديم الاعتذار عن هذا التقرير الذي يسيء لأصحاب القناة والقائمين على إدارتها”.
وبحسب رواد موقع التواصل، فقد جرى حذف الفيديو من صفحة البرنامج الأسبوعي بعد نشره على فيسبوك وتويتر، كما جرى تعطيل حساب مُعد التقرير.
وانتشر على مواقع التواصل وسم #مقاطعةMBC يدعو إلى مقاطعة سلسلة القنوات السعودية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.