يبدو أن الخوف من الأفاعي أسطورة يتداولها البشر دون تجربة هذا الشعور ولكن الحقيقة تختلف تماماً في تجربة صائد الأفاعي الليبي مصباح عبد السميع من منطقة البلنج الليبية الواقعة بين وادي الكوف ومدينة البيضاء.
تزخر ليبيا بأنواع عدة من الأفاعي والثعابين ولكن هاجس الخوف دائماً ما يغلب من يواجهها، هذا الخوt الذي كسره مصباح الذي يلقب نفسه بالجاسر وتعني الشخص المقدام والشجاع والجريء الذي لا يخشى أحد.
يؤكد مصباح أن “إفراز الإنسان للأدرينالين في لحظات الخوف يدركه الحيوان ويشعر به” هذا الحديث مجرد أسطورة بحسب دراسات عدة أثبتت أن الحيوان لا يفرق بين شخص خائف وأخر ولكن على الجميع الحذر فقط.
أفاعي وثعابين القارة الإفريقية من بين الأشرس في العالم وتتغذى على الفئران والثدييات متوسطة الحجم والطيور الأمر الذي جعل مصباح يتجه لتربية الفئران ليوفر الأكل للأفاعي التي يقوم بتربيتها وترويضها.
تعرض مصباح للدغات الأفاعي سبع مرات وأدخل على أثر أحدها للعناية المركزة وكاد أن يفقد حياته بسبب شغفه في هذه الهواية الخطرة، ويضيف أن الثعابين الذكور ليسوا بخطورة أنثى الأفعى وهي الأكثر عدوانية ولها ردود أفعال غير متوقعة قد تهاجمك فجأة مهما اعتقدت انك صديق مقرب لها تجد نفسك في مواجهة سمها القاتل.
يقول مصباح جاءتني عدة عروض لبيع الأفاعي إلى جهات خارج ليبيا ولكنني رفضت هذه الأفاعي جزء من ممتلكات الوطن، وأكد أنه لا توجد جهة في ليبيا تستخدم سم الأفاعي في صناعة الأدوية وهذا المجال على الدولة دراسته والعمل عليه ودخول سوق المنافسة عالمياً، عدم استغلال الأفاعي وعدم اهتمام الدولة بها جعل من مصباح يبعد الأفاعي الاناث عن الذكور في فترة التزاوج حتى لا تتكاثر الأفاعي التي يقوم بترويضها ويفقد السيطرة على العدد.
شغف مصباح لم يتوقف عند ترويض الأفاعي ولكن اتجه إلى دراسة سلوكها حيث قام بعمل تجارب لأنواع شرسة من الأفاعي ووضعها في مواجهة أفعى الكوبرا ولكن كل التجارب والتحديات أثبتت أن الكوبرا هي الأقوى والأشرس.
ومن بين التجارب التي عمل عليها مصباح وهو المتخصص في التحاليل الطبية هذا التخصص الذي رأى أنه كان له دور كبير في فهمه للأفاعي ومعرفة التعامل معها بشكل علمي , وبسبب الطلب المتكرر من المواطنين للمساعدة لإمساك أفاعي هجمت على بيوتهم ومزارعهم درس عدة مواد لمعرفة المادة الأكثر تأثير على الأفاعي والتي يجعلها تترك المكان فكانت الأقوى هي مادة الكيروسين “القاز” والتي اعتبرها “قاتل الأفاعي”، ويتسبب الكيروسين للأفاعي في ضيق تنفس ويؤثر مباشرة على رئة الأفعى وينهي حياتها.
جسارة صائد الثعابين قادته إلى أن يمتنع عن ارتداء قفازات وملابس تحميه من هجوم الأفاعي ورأي أن المتعة الحقيقية بالنسبة له هو صيدها من داخل أوكارها باليد مباشرةً.
وتبقى هواية الليبي مصباح عبد السميع مغامرة بالحياة وخطر يتأهب للاقتراب وبخ سمه في أي لحظة فلا أمان في وكر الثعابين.