الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2024-11-22

1:14 مساءً

أهم اللأخبار

2024-11-22 1:14 مساءً

عودة السيدة اللوحة الـ 14 من رواية مر القدر

عودة السيدة اللوحة الـ 14 من رواية مر القدر

في زيارته الماضية  لم يلتقِ أنور بنعمة زوجة عمه مراد لأنها  كانت في زيارة للقاهرة وهذه السيدة لديها رغبة شديدة في الزيارات وخصوصاً للعائلة وكذلك الأصدقاء. ومنذ لقاءه الأول بها لاحظ ذلك، كما لاحظ حبها الكبير لمشاهدة الأفلام التلفزيونية  وربما أي نوع من الأفلام العالمية! ما أصبرها على السهر، لم تستقر طويلاً في العامرية ، فحزمت حقيبتها واتجهت نحو منطقة العوائد. في أثناء حديثها هناك قالت لها صديقتها سهام التي عرفت منها أخبار أنور؟ كيف حال أنور؟ وسألتها ماذا حصل معه؟  فردت بنوع من الحيرة: لم أره من زمن طويل؛ فردت الصديقة  سهام: غريب ألم تعلمي بأنه زاركم الأيام الماضية؟ قالت: لالا والله. ولكن من أين لك هذه المعلومات ؟ فردت مع ابتسامة عريضة: من العروسة السيدة ابنتك؛ تعجبت نعمة ولكن لم تُظهِر غضبها، فكانت حينها حكيمة. وواصلت سهام الحديث: ربما يكون هناك نصيب بين السيدة وأنور ؛ فقالت نعمة: من يدري ؛ ولكن ما نراه في مثل هذه ألأمور قد يكون مؤسفاً وموجعاً؛ ولكن من يدري. والله هو شاب لا باس به وخريج الجامعة الليبية و من قسم محترم قسم المحاسبة؛ قالت سهام خريجو المحاسبة دقيقون جداً, قالت نعمة إلا الليبيين؛ عشت معهم وأنا زوجة عمه قليل منهم الدقيق في عمله والتزامه بالقوانين . وأردفت تقول: أنا أريده أن يأتي إلى بيتنا؛ فردت سهام: لماذا؟ عندي مجموعة من الوثائق المهمة؛ الغير مكتوبة تخص قضيته وأشعر أنها سوف تساعده في عملية البحث؛ التي أرهقته جداً. في هذه اللحظة فركت يديها؛ ووضعت يدها اليمنى على الاصبع الأسطى في اليد اليسرى!! هنا انتبهت سهام لذلك الخاتم الجميل ذا النقشة المتميزة؛ كما لفت نظرها كبر حجمه! تساءلت سهام عن الخاتم وأعجبت بتلك النقشة المتميزة، ردت نعمة عن التساؤل قائلة: هذا كما تعلمين هدية والد أنور لي، عندما تزوج أشترى ثلاثة من هذا النوع من الخواتم؛ وقدمها هدايا! أحدها لأم أنور ، والثاني إلى عمته، والثالث هذا الذي في أصبعي. إنه خاتم جميل يحمل جزءٌ كبيراً من ذكريات عائلتنا قبل أن تتصرم؛ وبشيء من الحزن واصلت الحديث لم نعد بيتاً واحداً كما كنا، ضيعنا الميراث والأطماع، وها نحن نحاول من جديد،  نعم وكان والد أنور حسن الطباع،  وشهماً بكل معنى الكلمة. في تلك الخواتم أسرار ، ومنها خاتمي الذي أعجبك وهو منها، لا يعلمها إلا القليل؛ فردت سهام: أيتها الصديقة ألا تقولين شيئاً عنها ماهي تلك الأسرار ؟ مع الإصرار وتكرار كلمة ، لالا. لابد وأن تقوليها ولو رمزاً لي؛ استجابت نعمة لطلب الصديقة سهام وإن كان على مضض، ولكن  بشرط أن لا تقال لأحد؛ قطعت سهام بقولها لك العهد بذلك . لاحظي هذا النقش بدقة،  كل خاتم منقوش فيه اسم زوج صاحبة الخاتم. أنا فيه أسم زوجي، وعمة أنور فيه أسم زوجها، وأم أنور فيه اسم أبيه، وهذا ما سوف أقوله لأنور، وبهذا الأمر أنتظره،  لأن هذه المعلومة قد تفيده كثيراً، ولو نحن كما كنا ما احتجنا لكل هذا فهذا الخاتم شهادة ودليل، في حال غياب الشهود والوثائق المكتوبة،  وربما يكون مفتاحاً مهماً في هذا السياق .

نتواصل في لوحة قادمة

الروائي _ د. محمد محجوب – أستاذ فلسفة العلوم

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة