هل من مهتم ؟ هل من طارق بخير ؟ أين الأصداء
خلال مقالات عدة توثيقية لموروثنا الشعبي الثقافي تطرقنا إلى أصحاب الكلام فأفادونا بالكثير عن الإرث الشعبي ” الشعري الفني والمقتنيات والمستخدمات كالإبل والخيول ” واستمتعنا بسرديات وغناوي وشتاوي ومجاريد ومهاجاة وضمة قشة وغيرها .. ورأينا أن نبحث عن أصحاب الكلام فيما يخص الجسم المؤسساتي الذي يحمي كل ذاك من النسيان وأن يغطيه غبار السنين ويطغى عليه الحديث فيترك إما إهمالا أو لضغوطات الحياة المدنية التي تأخذ في طريقها ألباب الصغار غير المكترثين بينما يسهى على البعض توثيق ملامحهم القديمه وأصالتهم والكبار أصحاب الخبرة والمخزون من الحكايا عن ذاك وتلك حين يرحلون عن دنيانا فلا ماضي لدينا نتحدث عنه ولا إرث ننقله للأجيال المتتالية ونبقى كمن علق في شجرة أول ريح تميلها يمنة ويسرة حتى تأتي صرصرا تقتلعها تماما لأن جذورها لم تكن متينة لتصمد ..
وبحثا عن مثل هذه المؤسسة عرفنا عن المركز الوطني للمأثور الشعبي وأجدى من أن نتحدث نحن عنه فليتحدث صاحب الكلام ورأيت قبل أن نطلق للدكتور الفاضل عنان التحدث عن الواقع وماكان والمآلات أن لا يحسب المقال على أصحاب الكلام في الجزء المعني بالآداب بل بالخلخلات كمقال نقدي وإن انتقد حالا لا كتابا ولا محتوا أدبي .. مؤسس المركز الوطني للمأثور الشعبي ، الدكتور علي برهانة .. عن قرار التأسيس يقول : الموروث الشعبي لليبيا يعاني الكثير ويئن تحت وطأة الغياب التدريجي متمثلا في الإهمال الكبير الذي يتعرض له الموروث الشعبي بتركه عرضة للضياع نتيجة لما تتعرض له البلاد من أحداث جسام منذ العام 2011، ناهيك عن توقف العمل في جمع الموروث الشعبي المهدد بالضياع إذا لم يتم الحفاظ عليه .. والحديث عن الثقافة الشعبية في ليبيا يأخذك إلى المركز الوطني للمأثورات الشعبية بسبها ويأخذنا إلى الثقافة الليبية والموروث الشعبي الذي يعاني الإهمال ولعل الكثير من ذاك الموروث ينتظر الإنقاذ ليشكل هوية ليبية مميزة بما تحمله من ثقافات متعددة .. المركز ليس حديث الإنشاء فقد اعتُمد بقرار من اللجنة الشعبية العامة عام 1997، واختيرت المنطقة الجنوبية مقرًا له نتيجة لما تزخر به من تراث أصيل ، متوارث عن الآباء والأجداد وثقافة تراثية كبيرة في جميع مجالات الحياة سواء على صعيد التراث الشفوي أو التراث المادي ، إضافة إلى أن مدينة سبها تعتبر المركز لبقية قرى و مناطق ومدن الجنوب .. إذن المركز يقع في مدينة سبها وهو معني بالحفاظ على الموروث الليبي بشكل عام، ولم يقتصر على منطقة معينة فقط، يوجد به تسجيلات لآلاف الساعات الصوتية والمرئية المسجلة حول الموروث الليبي، إضافة إلى مكتبة للدراسات الحديثة في التراث الشعبي، كان في السابق يستفيد منه طلبة الدراسات العليا في التجهيز لرسائلهم، إضافة إلى استغلال قاعاته لتدريس طلبة الدراسات العليا في علم الاجتماع والتاريخ واللغة العربية، وكذا وجود مقتنيات تراثية قيمة من الحُلي والفضة والملابس الشعبية والتراثية والمشغولات السعفية والطينية الأغاني الشعبية لكل مدينة، المالوف، الرقصات الشعبية وغيرها».
أما أهدافه التأسيسه فهي كثيرة ومهمة ذكرها الدكتور برهانة :
- المحافظة على التراث الشعبي الأصيل.
- تشجيع الصناعات التقليدية وتطويرها بما يواكب العصر.
- جمع و تسجيل وتصنيف مختلف ظواهر التراث الشعبي وفق طرق وتقنيات التدوين والتوثيق الكتابي والسمعي والبصري والمادي لحفظها من الضياع و الاندثار
- معالجة وإعداد المواد التراثية الموثقة بمختلف أنماطها إعدادًا علميًا دقيقًا لتكون عونًا للدارسين والباحثين المختصين في مجال التراث .
- تشجيع البحث العلمي في مجال التراث والمأثورات الشعبية ووضع المخططات التدريبية واعتماد مناهجها وإقامة الدورات وعقد الحلقات الدراسية والندوات والمؤتمرات التخصصية .
- إقامة العروض والمهرجانات الشعبية والمعارض والمتاحف، وتقديم الاستشارات الفنية اللازمة في مجال التراث .
- إعداد الموسوعات المرجعية للتقاليد والعادات الشعبية والمعمار والحرف والأدب والموسيقى والآلات والغناء الشعبي
- اقتراح مشاريع اتفاقات التعاون والتبادل مع المراكز والجامعات والهيئات والمؤسسات والمنظمات المحلية والعربية والإقليمية والدولية المتخصصة في مجال التراث.
- نشر الثقافة والفنون التراثية الشعبية بمختلف الوسائل الكتابية والسمعية والبصرية والإلكترونية بإصدار النشرات والدوريات والمجلات والكتب المتخصصة
- محاربة تشويه التراث الليبي في أي صورة كانت.
الاتفاقيات الدولية لحماية الموروث الثقافي .. قال :
«وفي 2003 أبرمت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة اتفاقية لصون وحماية التراث الثقافي غير المادي، والتي كنت من ضمن من صاغوها ولكن ليبيا لم توقع في حينها على هذه الاتفاقية، وفي نهاية 2010 عرضنا الموضوع من جديد على الجهات المسؤولة، وتلقينا الموافقة على التوقيع على الاتفاقية التي كانت ستعرض على مؤتمر الشعب العام في 2011 ، لكن أحداث الثورة الليبية ضد النظام أخر الأمر، لهذا أناشد اليوم كل المسؤولين لدراسة هذه الاتفاقية من جديد والتوقيع عليها للمحافظة على هذا الإرث» وجدير بالذكر في هذا المقام أن مجلة «تراث الشعب» كانت تصدر عن المركز وهي مجلة فصلية متخصصة، وكذلك عن المركز الوطني للمأثورات الشعبية كانت تصدر صحيفة «المأثور الشعبي» وهي أول صحيفة ليبية تعنى بالتراث.
الدكتور علي برهانة المتحصل على درجة الدكتوراه في الأدب الحديث والذي قدم رسالة مقارنة في الأدب الحديث والموروث الشعبي كان وعميدًا لجامعة سبها .. تولى رآسة مركز الموروث الشعبي واستبعد عن منصبه التكليفي وليس التشريفي لأسباب غير مقنعة قائلا : للأسف بعد سبع سنوات من عمر الثورة الليبية وحالة التشظي والفرقة التي وصلت إليها البلاد ورفع شعار المصالحة الليبية على أرض الواقع أنا كالكثيرين من الخبرات والأكاديميين، تم إبعادنا تحت ذريعة (العمل في النظام السابق) رغم أن عملنا كان من صلب تخصصنا ولم نعمل خارج إطارنا الأكاديمي .. مستطردا «حاولت أن أنبه الشباب الذين يعملون في المركز إلى أهمية الموجود فيه والمحافظة عليه لأنها أمانة وإرث مهم ، وهناك دكتور زميل في مادة التاريخ من جامعة الزاوية هو من يشرف على الاهتمام بالمقتنيات الموجودة إلى جانب الموظفين الأساسيين، رغم عدة محاولات للنهب ومن الأشياء التي تقلقني أيضا تحول المركز إلى مجرد مؤسسة دولة مفتوحة تصرف من خلالها الأموال، متناسين دوره الأساسي المعتمد على العمل الميداني ومسح للتراث وإعادة إدماجها في الحياة العامة كالمنظومة التعليمية والتراثية والثقافية ».
المركز كانت له في السابق عدة برامج تدريبية مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» للتدريب، وبرنامج «الكنوز البشرية» عن أشخاص يحملون التراث ويحافظون عليه بطريقتهم التقليدية وينقلونه إلى غيرهم كنوع من الحماية له، كذلك كان هناك القائمة الوطنية للتراث.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.