وافق قادة الاتحاد الأوروبي على بيان يدعو إلى إصدار تشريع جديد عاجل لتسريع وتيرة عمليات ترحيل المهاجرين، وإلى استكشاف “سبل جديدة” لمواجهة الهجرة غير النظامية.
وعلى الرغم من عدم ذكر طبيعة هذه التدابير بشكل صريح في البيان المشترك، إلا أنه تمت الإشارة إلى اسم “مراكز العودة” خارج أراضي الاتحاد الأوروبي، على غرار الاتفاق الذي أبرمته روما مع تيرانا، لإرسال مهاجرين إلى ألبانيا، لتقييم ما إذا كان لديهم الحق في اللجوء. وهو الإجراء الذي أبطلته المحكمة الدستورية الإيطالية فيما بعد بحسب موقع ” دويتشه فيله” الألماني.
القمة الأوروبية
وقبل القمة الأوروبية، شاركت رئيسة الوزراء الإيطالية، اليمينية المتشددة جورجا ميلوني، في استضافة محادثات الهجرة مع الدنمارك وهولندا، وهو ما حدد مسار الفعّالية الرئيسية، إلى جانب حكومات أخرى تنتمي ليمين الوسط واليمين المتشدد.
وشارك زعماء عدد من دول الاتحاد الأوروبي، اليونان وإستونيا وقبرص وسلوفاكيا ومالطا والنمسا وبولندا وجمهورية التشيك والمجر، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين التي وصفت الخطة الإيطالية بأنها “إبداعية”.
معدل المهاجرين
فيما قال رئيس وزراء التشيك بيتر فيالا في وقت لاحق إن المشاركين كافة اتفقوا على أن الاتحاد الأوروبي “يجب أن يكون أكثر جرأة وسرعة” في التعامل مع مسألة الهجرة.
في المقابل ردّ النائب الأوروبي، باس إيكهاوت، الزعيم المشارك لحزب الخضر في البرلمان الأوروبي، بأنه على التكتل “ألا ينحني أمام الترويج للخوف من اليمين المتطرف” فيما يتعلق بالهجرة.
الاتجاه نحو مزيد من التشدد يتزامن أيضا مع انخفاض معدل دخول المهاجرين غير النظاميين إلى دول التكتل الأوروبي بنسبة 42% مقارنة بعام 2023 ــ حيث جرى تسجيل 166 ألف حالة عبور، وفقا للوكالة الأوروبية لحرس الحدود والسواحل (فرونتكس).
المهاجرون المتجهون صوب أوروبا يمرون بدول ساحلية يعتبرونها نقطة للوصول إلى مقصدهم، وتعد ليبيا أحد أبرز هذه النقاط.
موقع “مهاجر نيوز” استعرض آراء مجموعة من النساء السوريات اللواتي وجدن أنفسهن على متن سفينة البحث والإنقاذ “جيو بارنتس” في وسط البحر الأبيض المتوسط والتي كانت تحمل 13 امرأة سورية و34 طفلًا، من بينهم طفلان دون سن الثالثة.
الاغتصاب
وأمضت معظم النساء والأطفال أسابيع، بل ربما أشهرًا، في ليبيا قبل أن يستقلوا قاربا خشبيا في محاولة للوصول إلى إيطاليا حيث قالت آية (اسم مستعار) بعد إنقاذها: “كنت محظوظة للغاية لأنني لم أتعرض للاغتصاب في ليبيا، على عكس العديد من النساء والأطفال الآخرين”.
وأضافت نيما، وهي أم سورية شابة: “كنا خائفين للغاية. في السجن في ليبيا، قال لنا الآخرون إن الحراس يجبرون الأطفال على ممارسة الجنس مع بعضهم البعض، ويقومون بتصويرهم، ويجبرون العائلات على المشاهدة.”
كما قالت جمانة* (اسم مستعار)، البالغة من العمر 40 عامًا من سوريا، وعلى عكس معظم النساء على متن السفينة، قالت إنها وأطفالها وزوجها لم يواجهوا أي مشاكل أثناء وجودهم في ليبيا.
أشارت إلى أن الشعب الليبي يتمتع بلطف كبير، حيث يُظهر معاملة حسنة تجاه النساء والأطفال. فعندما يرون امرأة، يقومون بمعاملتها بقدر عالٍ من الاحترام.
اعتداء
وتوضح منظمة أطباء بلا حدود أن العديد من النساء اللواتي تم إنقاذهن من البحر حوامل نتيجة اغتصاب في ليبيا أو على طريق الهجرة أو حتى في بلدانهن الأصلية.
وأشارت المنظمة الإنسانية الدولية إلى أن “العديد من النساء اللواتي ننقذهن خاصة اللواتي يسافرن بمفردهن يروين قصصًا مروعة عن الاغتصاب والاعتداء الجنسي في ليبيا. بينما تعاني أخريات من صدمات شديدة تجعل الإفصاح عن ما مررن به أمرًا صعبًا بسبب الخوف الكبير.”
وحذرت أليسون ويست، المستشارة القانونية لحقوق الإنسان في المركز الأوروبي لحقوق الإنسان، من أن النساء والأطفال المهاجرين الذين يمرون عبر ليبيا يواجهون أخطارًا شديدة ونقاط ضعف محددة.
وقالت: “غالبًا ما تتعرض النساء والأطفال للعنف الجنسي بما في ذلك الاغتصاب والدعارة القسرية والاستعباد.” وأضافت: “الأطفال المهاجرون معرضون بشكل خاص للاستغلال والإساءة، بما في ذلك التجنيد من قبل الجماعات المسلحة أو التورط في الأنشطة الإجرامية.”
انتهاكات
وحذرت هيئات دولية متعددة مرارًا وتكرارًا من انتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها المهاجرون واللاجئون في ليبيا على مدى العقد الماضي.
في عام 2023، أعربت لجنة من خبراء الأمم المتحدة عن مخاوفها من أن المهاجرين أصبحوا ضحايا للإتجار بالبشر، إضافة إلى نقلهم إلى مراكز احتجاز لا يُسمح لأي وكالات إنسانية أو محامين أو منظمات المجتمع المدني بالوصول إليها.
وفي تقرير مشترك، كتبت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن رحلات المهاجرين عبر ليبيا للوصول إلى ساحلها الشمالي “مشوبة بمخاطر كبيرة من انتهاكات وتجاوزات خطيرة لحقوق الإنسان في كل خطوة على الطريق.” وأشار التقرير إلى أن “الغالبية العظمى من النساء والفتيات المراهقات الأكبر سنًا اللاتي قابلتهن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا أفدن بتعرضهن للاغتصاب الجماعي من قبل المهربين أو المتاجرين.”
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.