أ. عبد السلام مصطفى شليبك
منذ طفولتي وأنا أعيش مع شلل الأطفال، الذي أثر على حركتي بشكل دائم. نشأت في ليبيا، حيث الحياة مليئة بالتحديات لكل شخص، لكن التحديات التي أواجهها تختلف عن تلك التي يواجهها الآخرون. فأنا لا أحتاج فقط للتكيف مع القيود التي تفرضها إعاقتي، بل أيضاً مع الفهم المحدود للإعاقة في المجتمع من حولي. أحياناً، يكون الأمر وكأن الناس يرون كرسيي المتحرك قبل أن يروني كشخص.
أعتقد بشدة أن التوعية بالإعاقة يجب أن تُدرَّس في المدارس الليبية وإليك خمسة أسباب تدفعني لهذا الاعتقاد:
# تعزيز الشمول والتقبل: عندما نتحدث عن الإعاقة في الفصول الدراسية، فإن ذلك يتيح للطلاب فهم التنوع في القدرات والخبرات. نحن بحاجة إلى مدارس ليبية تعزز قبول الاختلافات بيننا، حيث لا يشعر الطلاب الذين لديهم إعاقات مثل إعاقتي أنهم غرباء أو معزولون. هذا الوعي يعزز بيئة يتم فيها قبول الجميع، بغض النظرعن قدراتهم.
# الحد من الوصمة والتحيز: كثير من الليبيين يفتقرون إلى المعرفة حول الأشخاص ذوي الإعاقة، مما يساهم في استمرار الصور النمطية والمفاهيم الخاطئة. إذا علمنا الأجيال القادمة عن الإعاقة من خلال التعليم، فإننا نمنحهم القدرة على رؤية الأشخاص مثلنا من خلال عيون جديدة، حيث يتم التركيز على إنسانيتنا بدلاً من إعاقتنا.
# تعزيز التعاطف والرحمة: ليبيا مجتمع يقوم على التعاون والتضامن، لكن قلة الوعي أحياناً تعيق التعاطف الحقيقي. عند تعليم الطلاب عن الصعوبات التي نواجهها، يصبح من السهل لهم أن يفهموا حجم التحديات اليومية التي قد لا يلاحظها الآخرون. هذا التعليم يمكن أن يخلق جواً من الدعم والتعاون.
# إعداد الطلاب لتنوع الحياة خارج المدرسة: العالم الحقيقي مليء بالتنوع، وليبيا ليست استثناءً. طلاب اليوم سيكونون قادة الغد، وسيحتاجون إلى فهم كيفية التعامل مع الاختلافات في الحياة اليومية، سواء كانت تلك الاختلافات في القدرات أو غيرها. من خلال التوعية بالإعاقة في المدارس، نساعدهم على الاستعداد للتفاعل بإيجابية وكفاءة مع الجميع.
# تشجيع الدفاع عن حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة: المعرفة هى قوة. عندما يعرف الطلاب حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة والتحديات التي يواجهونها، يصبحون أكثر استعداداً للدفاع عن هذه الحقوق. وهذا يعني أننا يمكن أن نشهد جيلاً جديداً من الليبيين الذين يطالبون بمزيد من الوصول والمساواة للجميع.
من مكان جلوسي، أرى أن التعليم يمكن أن يحدث تغييراً حقيقياً. نحن في ليبيا نحتاج إلى جيل جديد من الطلاب الذين يفهمون أن الإعاقة ليست نهاية الطريق، بل بداية لرؤية الحياة من منظور مختلف، منظور يجعلنا جميعاً أقوى.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.