قُتل 50 شخصًا على الأقل الجمعة في وسط السودان جراء هجوم شنته قوات الدعم السريع التي حاصرت عددًا من القرى في ولاية الجزيرة، حسب ما أفادت “لجان المقاومة”، وهي مجموعة من الناشطين المؤيدين للديمقراطية.
وأكدت تنسيقية لجان المقاومة في هساهيسا أن قريتي السريحة وأزرق تتعرضان لهجوم من قبل قوات الدعم السريع منذ الصباح، مشيرة إلى سقوط 50 قتيلًا وأكثر من 200 جريح في السريحة، مع “عدم إمكان إخراج الإصابات من القرية”، بسبب القصف والقنص.
وفيما لم تورد التنسيقية أي حصيلة للضحايا في قرية أزرق المجاورة، قالت: إنها “تتعرض لحصار كامل من قبل الميليشيا وللانتهاكات نفسها التي حدثت في قرية السريحة”.
وصعدت قوات الدعم السريع في الفترة الأخيرة هجماتها على المدنيين في ولاية الجزيرة الزراعية جنوب الخرطوم، بعد انشقاق قيادي فيها وانضمامه إلى الجيش.
ودعت نقابة أطباء السودان الجمعة الأمم المتحدة إلى الضغط من أجل إقامة ممرات إنسانية آمنة للوصول إلى سكان قرى ولاية الجزيرة الذين “يتعرضون لإبادة جماعية من قبل ميليشيات الدعم السريع”، مشيرة إلى أنه “لا توجد إمكانية لإسعاف المصابين أو حتى إخراجهم لتلقي العلاج”.
وأفادت مصادر طبية في عدة قرى بأن غالبية المراكز الطبية أرغمت على إغلاق أبوابها.
وعقب اتهامات حكومية وهيئات وناشطين سودانيين للدعم السريع بقتل عشرات المدنيين في قرى بولاية الجزيرة وسط البلاد، قال رئيس مجلس السيادة الانتقالي بالسودان عبد الفتاح البرهان، الجمعة، إن انتهاكات هذه القوات للقانون الدولي وجرائمها ضد الإنسانية “لن تمر دون عقاب، وتجعل من غير الممكن التسامح معها”.
وأوضح البرهان في منشور على حسابه بمنصة إكس، أنه “كلما تمادت مليشيا آل دقلو (قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو) الإرهابية في سفك دماء المواطنين الأبرياء، ازدادت عزيمة الشعب السوداني على مقاومتهم”.
كما اتهمت وزارة الخارجية السودانية، الجمعة، الدعم السريع بشن “هجمات انتقامية” على قرى وبلدات شرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للخرطوم من الناحية الجنوبية، بعد انشقاق قيادات منها منتمية لتلك الولاية وانضمامها إلى الجيش؛ واصفة الهجمات بأنها ترقى إلى “مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي”.
واتُهم طرفا النزاع في السودان بارتكاب جرائم حرب عبر استهداف المدنيين عمدًا ومنع المساعدات الإنسانية.