تحيي ليبيا يوم 26 أكتوبر من كل عام ذكرى مرور 113 عاماً على نفي الاستعمار الإيطالي آلاف الليبيين إلى جزر الجنوب الإيطالي النائية، التي كانت تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، وذلك في خطوة تهدف إلى تحييد المقاومة الليبية ضد الغزو الإيطالي، وكان هذا النفي الجماعي قد بدأ بعد فترة قصيرة من إنزال القوات الإيطالية على شواطئ طرابلس عام 1911، حيث تصدت لها المقاومة الليبية ببسالة في معركتي الشط والهاني الشهيرتين.
ويشير المركز الليبي للمحفوظات والدراسات التاريخية إلى أن عدد المنفيين الليبيين قد وصل إلى حوالي 5000 شخص، جرى نفيهم على دفعات إلى جزر نائية ومهجورة في الجنوب الإيطالي، مثل جزر “تريميتي” و”بونزا” و”أوستيكا”، وقد تحولت هذه الجزر إلى ما يشبه السجون الجماعية، حيث قضى مئات المنفيين نحبهم جراء الأوبئة والظروف المعيشية القاسية، ولا تزال قبورهم في تلك الجزر شاهدة على حقبة مؤلمة في تاريخ الشعب الليبي.
وتعبر هذه المناسبة الوطنية عن حرص ليبيا على إبقاء قضية المنفيين الليبيين في الذاكرة الوطنية، كرمز للصمود وتضحيات الشعب الليبي في وجه الاستعمار، حيث يُعد يوم 26 أكتوبر من كل عام يوم حداد رسمي، يؤكد من خلاله الشعب الليبي التزامه بعدم نسيان مآسي أجداده، وتكريماً لذكراهم في سبيل حرية الوطن وكرامته.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.