تقرير: هدى الغيطاني
يوافق شهر أكتوبر الجاري، شهر التوعية بسرطان الثدي، هذا المرض الذي يصيب أكثر من 10% من السيدات حول العالم سنويا.
ويُرمز لشهر أكتوبر بشريط وردي اللون، ليشهد اهتمام منقطع النظير لتثقيف المهتمين بهذا المرض، من خلال التعرُّف المبكر عليه والعلامات والأعراض المرتبطة به، بسبب تأثيره واسع النطاق وارتفاع معدلات الوفيات.
وفي العام 2022، اتضح أن 11.6% من جميع حالات السرطان التي تم تشخيصها هي سرطان الثدي لدى النساء، مما يجعله ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا في جميع أنحاء العالم.
وفي العام نفسه أيضا، تم تشخيص حوالي 2.3 مليون امرأة بسرطان الثدي و666 ألف حالة وفاة على مستوى العالم، مما يجعله السبب الرئيسي لوفيات السرطان بين السيدات.
سرطان الثدي في ليبيا
وفيما يخص انتشار هذا المرض في ليبيا فقد كشف رئيس المركز الوطني لمكافحة الأمراض حيدر السايح في تصريحات خلال شهر أكتوبر الجاري، أن آخر التقديرات الرسمية تشير إلى تسجيل 22059 إصابة بالسرطان و4750 حالة وفاة يوميا في ليبيا، مشيرا إلى غياب الأرقام الرسمية خلال السنوات الماضية في تقدير أعداد الإصابات في البلاد.
وأوضح المركز حسبما نقلت مصادر إعلامية، أن 28% من الإصابات تركزت في مرض سرطان الثدي، يليها سرطان القولون بنسبة 18%، وتوزعت باقي نسب الإصابات بين أورام متنوعة، مشيرا إلى خطأ الاعتقاد السائد بأن ليبيا أقل في نسبة الإصابة من دول الجوار (مصر وتونس).
من جانب آخر أظهرت بيانات المعهد القومي للأورام العام الماضي 2023، تصدر سرطان الثدي في قائمة أنواع السرطانات بنسبة 22%، بجانب تصدره قائمة الوفيات بالشراكة مع سرطان الرئة بنسبة 11%.
كما ذكرت وزارة الصحة بحكومة الوحدة الوطنية، أن سرطان الثدي في ليبيا هو الأكثر شيوعا بين النساء وأن نسبتها في ازدياد مستمر ومعدلاتها عالية، كما قامت بتفعيل وبث البرامج التوعوية حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي والذي يساهم بنسب عالية في الوقاية من المرض بنسبة قد تصل إلى 98% .
بقاء المريضات على قيد الحياة
ونتيجة لارتفاع نسبة الوفيات الناتجة عن الإصابة بسرطان الثدي، أجريت دراسات علمية بهذا الشأن، وفي هذا الصدد أجري في جامعة طرابلس دراسة نشرت في 2022 حول تحليل البقاء على قيد الحياة لمريضات سرطان الثدي في ليبيا، وأظهرت نتائجها أن “زمن البقاء لمريضات سرطان الثدي نحو (77) شهرا.
وكشف التحليل عن أن احتمال بقاء مريضات سرطان الثدي اللواتي كان الورم عندهن في الثدي الأيمن أعلى من احتمالات بقاء أولئك اللواتي كان الورم عندهن في الثدي الأيسر أو في الثديين. إضافة إلى ذلك وجدت الدراسة أن احتمال بقاء المريضات اللواتي خضعْن للجراحة وللعلاج الكيميائي أعلى من احتمال بقاء أولئك اللواتي تلقيْن العلاج الإشعاعي والعلاج الكيميائي”.
التوعية بسرطان الثدي
وباعتبار أن شهر أكتوبر شهر التوعية بسرطان الثدي، ونتيجة لضرورة الاهتمام بالتثقيف والتوعية بهذا المرض لاكتشافه في مراحله المبكرة، أجريت دراسة نوعية في جامعة بنغازي بعنوان تقييم برامج الوقاية والاكتشاف المبكر وعلاج مرض سرطان الثدي في ليبيا، وأظهرت النتائج “عدم كفاية البنية التحتية لتقديم الخدمات اللازمة للمرضى والنقص في الموارد، والحاجة إلى مزيد من الموارد البشرية الماهرة من حيث العدد والتخصص والكفاءة، إلى جانب الحاجة للإﺣﺼﺎﺋﻴﺎت والسجلات الوطنية للسرطان ودراسة المسببات المحلية ووضع المعايير”.
كما أكدت الدراسة أن “برامج التوعية والتثقيف في هذا المجال لم تكن كافيه ولا مناسبة؛ وأن هناك ضعف في المعرفة بمرض سرطان الثدي، وعوامل الخطورة التي تستوجب القيام بعمل الترصد الدوري؛ وعدم الدراية والمعرفة بالفحص الذاتي للثدي، وعدم قدرة المستجيبات على شرح هذه الطريقة وتطبيقها بشكل صحيح”.
“كما أكدت النتائج على ضرورة الاهتمام ببرامج الكشف المبكر وتطبيقها على كل الفئات، حيث بينت النتائج أن كثير من الحالات تشخص في المراحل المتأخرة، وبالتالي فرص العلاج تكون ضعيفة، وهو ما يبرر الحاجة إلى سياسات وبرامج وطنية قوية للكشف المبكر”.
وأظهرت الدراسة “محنة محدودي الدخل والسكان خارج المدن الكبيرة، الذين لا يحصلون على الخدمات اللازمة، وشكلت صعوبات التمويل الصحي الحكومي وعدم كفايتها عائقاً أساسياً أمام المرضى للحصول على الخدمات الصحية، وارتفاع التكلفة على دافعيها، حيث تتم تغطية هذا النقص في التمويل من جيوب المرضى، وهو ما يعرضهم لخطر الإنفاق الكارثي”.
ما بين الحاجة لاتباع خطوات عملية مجدية للتوعية بسرطان الثدي في ليبيا، وجهود المسؤولين في الدولة على معالجة أزمة السرطان بشكل عام رغم ارتفاع نسبة الإصابات، تبقى الأوضاع النفسية للمريضات والاهتمام الشخصي بالمتابعة الدورية والكشف الذاتي من أبرز الأولويات التي يجب أن تكون نصب أعين المريضات والسليمات والمتعافيات.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.