سيرة الثراء والإثراء . الأديب . سالم العبار
الباحث عن اسم يختاره لا يختير له وعن مكان يقطنه يشعره بالدفء والطمأنينة يختار أن يعيش فيه ويعيشه معا والحصيلة من هذا البحث المضني هو معرفة الذات والتعايش مع الواقع بحبية لا بتململ إنه القاص سالم علي العبار المولود عام 1958 متجربته القصصية والادبية ومسيرته الصحيفة قاربت على 40 عاما ونيف .. مدى تعلقه بالمطر، وما تمثله قطرات المطر من حنين بين السماء والأرض والجسد صوره بمدى تعلقه بالكتابة و الحالة الشعرية كما كان كل هذا وراء تعلقه بالجانب القصصي قال في إحدى لقاءاته (( كتابه على هامش المتن تضمن عددا من أهم ماكتب من قصص عبر فيها عن نفسه ساردا سيرة ذاتية في أغلبها أقصوصة “من أنا”)) وقل ما يفصح كاتب أو شاعر عما يجيش في خلده من مضامين تمثله ومشواره الحياتي وعادة مايقولون الكتابة عن الخاص تؤثر على خوض غمار عموم الحالات الإنسانية فالكاتب لا يكتب نفسه بل يكتب الآخرين ويعيشهم ..
«الإنسان في اعتقادي ينفق جل عمره في أن يكون له اسمه، لأن الاسم ليس ما نتميز به من أسماء، وإنما بما نخلّده من أفعال، ومن خلال معايشتي لواقع مستجد، أيقنت بأن هذه الحياة ليست لي، فلا الاسم اسمي، ولا المكان مكاني، ولا الذاكرة ذاكرتي» سالم العبار
خرج عن تلك الأطر الضيقة الأديب سالم العبار القاص . الصحفي . معد البرامج الإذاعية ترأس تحرير صحيفة أخبار بنغازي منذ صدور عددها الاول عام 1996 وحتى هذا العام 2024 متجاوزا ومن معه ظروفا صعبة أثناء تأسيسها لكنها شهدت النور واستمرت طيلة سنوات لم تتوقف رغم كل الظروف بدعم العاملين عليها وقرائها من أبناء بنغازي .. وهو القائل في إحدى لقاءاته :
«نحن في ليبيا ليس بإمكاننا أن نتفرغ للكتابة ، تستهلكنا أشياء لا علاقة لها بالثقافة»
لأن المبدع عادة مايفكر بما يبهر الآخرين ليس ليشار إليه بالبنان بقدر رغبته ترك أثرا طيبا أو فكرة تتبنى من قبل آخرين كسنة محمودة تثري الوعي المجتمعي خاصة حينما نتحدث عن سالم العبار الكاتب الصحفي والقاص والمعد البرامجي في الجوانب الثقافية والمجتمعية .. جعل من صحيفة أخبار بنغازي التي تمول نفسها ذاتيا دون دعم من أحد .. منطلقا للمناشط الأدبية فنظمت الصحيفة عديد الأمسيات الأدبية والندوات الثقافية والفكرية كما أصدار كتاب ” اخبار بنغازي” وهو مجلد يحمل عديد الأعداد التي صدرت من الصحيفة خلال أعوام .
«أصدق الكلمات تصدر في لحظات الهذيان، حيث ينطق الإنسان ما في عقله الباطن ويكون في أعلى درجات التجلي»سالم العبار
شارك العبار بجلسات أربعائية أقيمت في مركز وهبي البوري ضمن برنامج النشاط الأسبوعي الذي ينظمه ويشرف عليه قسم البرامج والأنشطة الثقافية . مكتب الإعلام والثقافة بنغازي وخصصت إحداها لاسمه الكبير بين مثقفي وكتاب مدينة بنغازي بل ليبيا بأسرها وتحدث فيها عن تجاربه جميعها لسيما القصصية والصحافية ثم تحدث العبار عن تجربته الاذاعية المتميزة من خلال اعداده برنامج ما يكتبه المستمعون والذي تواصل بشكل مستمر لاكثر من عشر سنوات دون توقف وكان له الفضل في تقديم العديد من المواهب الشابة في مختلف صنوف الادب.
– مثل ليبيا في عديد المهرجانات الثقافية في العراق ومصر والمغرب وفرنسا
– كتب العديد من البرامج الإذاعية أشهرها برنامج ما يكتبه المستمعون الذي اكتشف من خلاله عديد المواهب الأدبية التى تشكل حاليا حضورا بارزا في الساحة الثقافية الليبية
_ من مؤسسي اتحاد كتاب ليبيا فرع بنغازي عام 1979 ترأس رابطة الكتاب الليبيين
_ ترأس تحرير مجلة الثقافة العربية ومجلة الفصول الأربعة نشر انتاجه القصصى والأدبى بالصحف والمجلات العربية والليبية .
_ بأهمية وحنكة مايصيغ من إبداع شهد له القاصي والداني حين ترجمت إحدى مجموعاته القصصية إلى اللغة الفرنسية إعتمد تدريسها في جامعة تولوز الفرنسية .
«أيقنت بأن هذه الحياة ليست لي، فلا الاسم اسمي، ولا المكان مكاني، ولا الذاكرة ذاكرتي»
# الأستاذ المرجع والصديق الوديع المحتوي للجميع سالم العبار درس الحقوق بجامعة بنغازى قاص وناقد وإعلامي – يكتب القصة القصيرة والدراسات النقدية ويعد البرامج الإذاعية – لديه عديد من الإصدارات الصحفية والقصصية والمقالات التي نشرت في عديد من الصحف العربية والمحلية وترجمت مجموعاته القصصية بعض منها للكردية وبعضها للإنجليزية والفرنسية وله عديد الإصدارات إلى تاريخ سرد سيرته الثرية عبر منصتنا الليبية جمعنا منها :
-1- تجليات مهرة عربية ( قصص قصيرة )
2 – منشورات ضد الدولة ( قصص قصيرة )
-3- خديجار ( قصص قصيرة )
4 – اللعبة ( قصص قصيرة ترجمت للغة الفرنسية )
5 – ملامح البطل فى القصة الليبية القصيرة (دراسة)
6 – مقالات في التراث ( دراسة )
7 – دراسات فى الأدب _ دراسات نقدية مع كتاب آخرين
8 -لغة الجسد ( دراسات فى النقد مع كتاب عرب )
9 – على هامش المتن (رؤى فلسفية )
10_ دراسات في الثراث الشعبي .
– تناول كتاباته العديد من النقاد العرب والأجانب من بينهم الفرنسي ( ادجار ويبر ) والمصري ( نجيب محفوظ ) كما نقاد آخرين من مصر.. تونس .. المغرب .. العراق .. سوريا وليبيا وذكرنا أن قصصا له ترجمت للغة الكردية .
«الأسماء دلالات ومعانٍ، ترتبط ارتباطا وثيقا بالموروث الاجتماعي، خصوصًا أسماء الذكور، حيث تتخذ غالبا أسماء أكثر رفعة وشأنا من أسماء الإناث، حسب الموروث الاجتماعي، فالاسم يتخذ دلالة الشجاعة والشهامة، أو الاستبشار، أو إرثًا عن الجد أو العم» سالم العبار
وأستقطع من أحد اللقاءات التي أجريت مع الأديب العبار قوله : قصتي( سارق الضوء ) إلى الإنجليزية ضمن نخبة من القصص العربية قام الناقد والباحث السعودي الأستاذ عصام الجاسم باختيار نصوص قصصية من كل بلد عربي ونقلها إلى الإنجليزية ومن ليبيا اختار قصتي ( سارق الضوء ) إلى الإنجليزية .. التي تضمنها هذا الكتاب وهو عبارة عن مجموعة من قصص الفلاش المترجمة: المقالات القصيرة والقصيرة والقصص القصيرة. في العالم العربي، يقول الناشر يعتبر الفلاش شكلا فنيا جديدا نسبيا، لم يظهر إلا خلال النصف الثاني من القرن العشرين في مصر والعراق وسوريا والمغرب. و سرعان ما أصبح نوعا حيويا في الأدب العربي المعاصر واكتسب انتشارا واسع النطاق في معظم المجلات الأدبية العربية. في هذه المختارات، يهدف المترجم إلى تزويد القراء الإنجليز بعينة من أفضل الروايات العربية الحديثة. لقد ضمن تمثيل أكثر من عشرين دولة في العالم العربي ……. نشر المترجم عددا من الروايات المترجمة في المجلات الأدبية الرائدة في معظم البلدان الناطقة باللغة الإنجليزية: الولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا وكندا ونيوزيلندا والهند وأيرلندا وسنغافورة
«هذه المدينة التي تشكّلت بغتة، لم يكن لي يد فيها، إن كانت حسنة فهي ليست من حسناتي، وإن كانت سيئة فهي ليست من سيئاتي، لكنني لا أريدها أن تجعل مني أكذوبة كبيرة. وهذا سؤال يؤرقني، فلا أنا ولا غيري اخترنا اسمنا ولا زماننا ولا مكاننا، وأنا لا أستطيع أن أتحدث بصيغة الجمع، إذا لم أتحدث بصيغة المفرد، لا بد أن أعرف من أنا، ومن أكون» سالم العبار
جمعتها .. عفاف عبدالمحسن
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.