تواجه ليبيا أحد أكبر الأزمات المهددة للأمن الغذائي والغطاء النباتي نتيجة اجتياح الجراد الصحراوي لعدة مناطق في الجنوب الليبي وتسببه في تلف المحاصيل الزراعية.
إحصاءات
المزارعون ومؤسسات المجتمع المدني تحدثوا عن خطورة غزو الجراد الصحراوي للأراضي الزراعية في العديد من مدن الجنوب مثل سبها وسمنو وتراغن وبني وليد وتازربو وترهونة إلى جانب مدينتي ترهونة وبني وليد.
رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد استعرض خلال اجتماع مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أوضاع البلديات التي اجتاحها الجراد حيث أوضح أن ما يقارب من 9 هكتارات ببلدية سبها تعرضت لهجمات الجراد وأنه تم معالجة 85% من الأراضي، وأن المحاصيل المصابة تتمثل في أعلاف وأشجار مثمرة، بينما تعرضت محاصيل الذرة والبرسيم والخضروات للإصابة ببلديتي تراغن وتازربو وأنه تم معالجة ما يقارب 90% من المساحة وإجمالها 285 هكتارًا، بينما تعرض ما يقارب 300 هكتار ببلدية بني وليد للإصابة، حيث تعرضت محاصيل الذرة السكرية والبرسيم للإصابة ووصلت نسبة المعالجة 92%.
توحيد الجهود
وأضاف رئيس اللجنة الوطنية لمكافحة الجراد أن الجراد انتشر مؤخرًا ببلدية ترهونة، وأن ما يقارب 10 هكتارات جارٍ معالجتها من خلال استخدام المبيدات وآلات الرش المجرورة، وأنه تم الإبلاغ عن الإصابة في بداية الشهر الجاري، ويتم العمل حاليًا على معالجتها ومنع انتقالها إلى بلديات أخرى بالتعاون مع مكاتب الزراعة بالبلديات ووزارة الحكم المحلي.
من جانبه أكد الدبيبة ضرورة توحيد الجهود بين الجهات التابعة لوزارة الزراعة لمكافحة الآفات التي تتعرض لها الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية، وإعطائها الأولوية في كافة البرامج التنموية المعدة، موجّهًا بتقديم الدعم اللازم للجنة الوطنية لمكافحة الجراد للقيام بدورها المناط بها.
منظمة الأغذية والزراعة
منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة قالت إن الجراد الصحراوي يعد من أكثر الآفات المهاجرة تدميرا في العالم حيث يمكن أن تكون الأسراب التي يشكلها كثيفة وجدّ متحركة مؤكدة أن الجراد الصحراوي عبارة عن آفات آكلة نَهمَة تستهلك مثل وزنها في اليوم، وتستهدف المحاصيل الغذائية والغطاء النباتي الذي تستخدمه قطعان الرعاة كعلف.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة يمكن أن يحتوي فقط كيلومتر مربع واحد من سرب ما يصل إلى 80 مليون من الجراد البالغ ، ويستطيع في يوم واحد استهلاك كمية من الطعام تساوي ما يستهلكه 35000 شخص. لذلك عندما تصبح الأسراب كبيرة وواسعة الانتشار، فإنها تشكل تهديداً رئيسياً للأمن الغذائي وسبل المعيشة الريفية.
أزمة
ومنذ بداية عام 2020، انتشر الجراد الصحراوي الهائل عبر شرق إفريقيا الكبرى وجنوب غرب آسيا والمنطقة المحيطة بالبحر الأحمر، حيث سمحت الظروف المناخية المواتية بتكاثر الآفات على نطاق واسع.
وصنفت منظمة الأغذية والزراعة انتشار الجراد الصحراوي في عام 2020 كأحد أعلى أولوياتها المؤسسية.
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.