الجراد هو نوع من حشرات الجنادب التي تنتمي إلى فصيلة مستقيمات الأجنحة، ويتميز بقدرته الفائقة على القفز لمسافات بعيدة، حيث يمكنه القفز مسافة تعادل 20 ضعف طول جسمه، رغم ما يسبب من أضرار للمزروعات، فإنه يعد من الأطعمة المفضلة في بعض دول العالم بفضل قيمته الغذائية العالية، هذا التقرير يسلط الضوء على خصائص الجراد وفوائده الغذائية، وكذلك بعض التحذيرات المتعلقة باستهلاكه.
خصائص الجراد: يتميز الجراد بجسم طوله يتراوح بين 3 إلى 13 سم، ويقسم إلى الرأس والصدر والبطن، ويحتوي على 6 أرجل، الجسم مغطى بطبقة من الكيتين، وله فم يحتوي على أسنان حادة وقرنان قصيران يستخدمهما للاستشعار، كما يصدر الجراد أصواتاً موسيقية نتيجة كحت قوائمه الخلفية أو أجنحته ضد جسمه.
القيمة الغذائية للجراد: يُعد الجراد غذاء غني بالبروتين والدهون، إذ يحتوي على حوالي 62% من البروتين و17% من الدهون، بالإضافة إلى 21% مواد عضوية، مثل المنجنيز والكالسيوم والحديد والصوديوم والبوتاسيوم، ويتغذى الجراد على الأشجار والنباتات البرية والنباتات الطبية والعطرية، مما يرفع من قيمته الغذائية ويجعله طعاماً ينشط الجسم.
التقاليد القديمة في تناول الجراد: يعود استهلاك الجراد في بعض المجتمعات إلى العصور القديمة، حيث كان الليبيون قديماً يقتلون الجراد ويجففونه تحت الشمس قبل تناوله مع حليب الأغنام أو الأبقار، أما اليمنيون، فقد كانوا يتركون الجراد المجفف لمدة عام قبل تناوله، كما يفضل البعض تحميصه على النار.
الفوائد الصحية للجراد: أظهرت الدراسات الطبية أن تناول الجراد قد يكون له تأثيرات صحية إيجابية، مثل تقليل خطر ظهور بكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية، كما أظهرت الدراسات أن الجراد غني بالبروتين، حيث يتراوح محتوى البروتين في الفصيلة الجرادية بين 57% و77% من المادة الجافة للحشرة بعد تجفيفها، مع اختلافات طفيفة بين المناطق.
تحليل العناصر الغذائية في الجراد: تشير البيانات إلى أن الجراد يحتوي على نسبة منخفضة من الكالسيوم، لكنه غني بالزنك وفيتامينات مثل “بي 2” و”بي 9″، كما يحتوي على مضادات أكسدة قد تحمي من السرطان، حيث أظهرت دراسة أجراها باحثون من جامعة روما أن تناول الجراد يمكن أن يحمي من السرطان بفضل احتوائه على مضادات أكسدة تفوق عصير البرتقال بخمسة أضعاف.
هل يجوز أكل الجراد؟ وفقاً للسنة النبوية، فإن أكل الجراد حلال حتى وإن كان ميتاً، حيث روى النبي صلى الله عليه وسلم: “أحلت لنا ميتتان ودمان”، مشيراً إلى أن الجراد والسمك يعتبران من الميتات المباحة، ولا يحتاج الجراد إلى ذبح خاص لأنه طاهر.
تحذيرات من تناول الجراد المعالج بالمبيدات: رغم الفوائد الغذائية للجراد، يحذر الخبراء من تناول الجراد الذي يتم مكافحته بالمبيدات، حيث قد يبقى أثر هذه المبيدات عالقاً في جسمه حتى بعد الطهي، مما قد يسبب التسمم.
الجراد في المطبخ الكويتي: في الكويت، لا يزال الجراد يحظى بشعبية كبيرة رغم تراجع إقبال الشباب عليه، يفضله البعض طرياً بينما يفضله آخرون مقرمشاً، ويعد من الأطعمة المغذية التي يُقبل عليها الكويتيون.
على الرغم من الفوائد الغذائية التي يقدمها الجراد، إلاّ أنه يجب التعامل معه بحذر، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجراد المعالج بالمبيدات، في النهاية يظل الجراد جزءاً من الموروث الثقافي في العديد من الدول، ويواصل احتلال مكانة خاصة في بعض المأكولات الشعبية.