للكاتبة – حنان علي كابو
في محطاته المتنوعة يشعل عصام الصابري ابن البلاد جذوة الابداع قابضا عليه من الناصية تماما ؛تارة الربان الذي يبحر في مركب الشعر بأدوات من حنين، وتارة أخرى التشكيلي الذي يغوص في تجربتها التجريدية ويفتح له الأخضر كل اشرعته؛ وفي الوجه المقابل هو ابن الصبر والصمت الذي يحمل كاميرته ويعرف جيدا متى تخلد اللحظة وهي في كامل شرودها وعمق ابجديتها فهو الدارس للتصوير السينمائي والإضاءة … يقول في مستهل حديثه :
“نعم كان الشعر أولها فالتصوير ثم الرسم ، فكل فن يحمل في طيّاته طريق للبوح ، وكل منّا يمر بمحطات يسلّم بعضها بعضا ، أخرجت مكنون كل مرحلة بشكل من الاشكال ، منها ما تم نشره على صفحتي ومنه ما آثرت الاحتفاظ به لنفسي .”
في وقت ما غفّت الناس
وكل حد فرّش لحافه
مازلت متسنّد الساس
والصبح رايح انخافه
كبر خيطنا عالقيّاس
ضعيف النظر كيف شافه ؟
………
الناس راقده وانا سريت بروحي ,,
يا روح ذوحي وين تبي ذوحي
عند كولاج تقف الفكرة كثيرا لتشهر عن نفسها ؛ العمل الذي جمع جمالية عالية وبتقنيات متميزة يضيف قائلا عنه :
“في مؤسسة براح للثقافة والفنون نلتقي بشتى أنواع الفنون ، منها كان الأستاذ حمزه عطيه ذو نظرة موسيقية تجسد ما استشعر بكلمات شعري وقام بتلحين عدة اعمال من كلماتي احتفظنا بها ولم نسجلها ، وفي ذات مساء وكان الفنان التشكيلي جمال الشريف حاضراً عرضت عليهم فكرة أن يجسد الفنان جمال الشريف ما ترمز اليه كلماتي كما يفعل الأستاذ حمزه بأوتار عوده ، واقترحنا عدة عناوين للفكرة فكان كولاج انسبها لمدلوله عن تلاقي الفنون الثلاثة ( الرسم والشعر واللحن ) ، وكانت كولاج”
كان كولاج يغوص في عمق بنغازي بذكرياتها التي لن تعود ، فقط الحنين الذي أدار أكرة الصفحات أستأنف حديثه قائلا ..
“ كل كلمة كتبت بمداد من دمع وآه ، وخرجت من صميم قلبي ، فالحنين كان هو ما قادني .”
ما اتكمليش دموعك
مازال تبكي غصب موش بطوعك
مبخوتلك
دموعك دسي
ما اتشمتيهم فيك وين اتحسي
اليوم خالطه لا اتغربلي لا اتبسي
راه يفضحك تنضيح جرحك ، أوعك
ما اتكمليش دموعك
في شعره المحكي المغناة خلف كل قصيدة حنين جارف ودم .. هل تربت عليه الكتابة ؟ أجاب الصابري :
“ كنت صادقا مع نفسي في كل كلمة ، فكتاباتي كانت بوح الروح للروح واليد التي تواسي وتربت ، وقد وجدت صدى ذلك في ردود فعل الناس .”
الصابري في حديثنا عنه نقول إنه مقل جدا في ظهوره الشعري رغم تميز نفسه الشعري لم يصدر بعد ديوانا له يقول حول ذلك” “الأمسية لم يحن وقتها بعد لعدة اسباب ، أما الديوان فقد فقدت الكثير الكثير من القصائد التي للأسف كنت اخزنها في هاتف فقدته ولا احفظ منها شئ .”
قديش خاطري باصواتهم نسمع منادات اسمي
،،،،، والله شوّك جسمي
قديش خاطري ،،
قديش خاطري لو فالمنام ايجيبهم
نسمع صوتهم
ترجيبهم
وانحس الدفا في حنهم
في طيبهم
وانضمهم
وانشمهم
والوانهم تملا ملامح رسمي
ياريت
المميز في تجربة الصابري وقوفه على عدة محطات إبداعية فسبرت غوره بسؤالي من يوثق اللحظة الذاكرة ام الكاميرا ؟يعلل كلامي ويجيب عن ذلك قائلا “كمن يجيد التحدث بلغات عدة ، فالفنون كذلك تتيح للانسان أن يعبر عن ذاته بعدة مدلولات لأحاسيس الفن المختلفة ، فللون اسلوب وكذلك الكلمة .” أما من يوثق اللحظة فهي “الكلمة ، فالذاكرة تضعف والصورة تضيع وإن كان عليهما معوّل كبير في التوثيق .”
الصابري في احد جوانبه الابداعية يعد الصابري مصورا ومدير تصوير سينمائي فهل في تكنيك التصوير يستند على اضاءة معبرة او احترافية تحريك الكاميرا ؟ هل هو ياترى من أنصار الأسلوب الخاص في التصوير ولو على حساب التكرار ام التحفيز على العمل والابتكار ؟
يقول “الإضاءة هي أساس التصوير الثابت والمتحرك وبها يتم التعبير عن حكاية اللقطة او المشهد .. “التحفيز والابتكار ، هذا ما تشكّل في العمل الذي قمت فيه بتصوير منحوتات الفنان جمال الشريف في معرض دُمى .”
في اللوحات التي شاهدتها له كان الأخضر بكل درجاته اللونية حاضرا بقوة فإلي ماذا يرمز للصابري ؟ ختم حديثه بإجابة مختصرة وتامة في آن “العتق والقدم والأصالة.”
شارك هذا الموضوع:
اكتشاف المزيد من المنصة الليبية
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.