قضية المواطن الليبي أبو عجيلة المريمي الذي سلمته حكومة الوحدة الوطنية للولايات المتحدة بدأت تصبح طي النسيان في الشارع الليبي لكن خيوطها لازالت تنسج في المطبخ الأمريكي للحصول على أكبر قدر من المكاسب لصالح الولايات المتحدة على حساب ليبيا.
مواطن ليبي معتقل دون اتهامات حقيقية في قضية لوكربي التي تم إغلاقها منذ سنوات بعد دفع ليبيا تعويضات تقدر بحوالي 2.7 مليار دولار لضحايا طائرة بان آم الأمريكية التي اتهمت ليبيا بإسقاطها عام 1988 فوق بلدة لوكربى الاسكتلندية وهو ما دفع عددا من الدول لفرض عقوبات على ليبيا وتصنيفها كدولة راعية للإرهاب، حتى يوم 12 سبتمبر عام 2003 عندما رفعت الأمم المتحدة العقوبات الاقتصادية عن ليبيا.
وبعد مرور كل هذه السنوات أعادت الولايات المتحدة فتح الملف بعد تسلمها للمواطن أبو عجيلة المريمي عام 2022 في محاولة للحصول على مزيد من الأموال من ليبيا.
تسليم الأدلة
المريمي المعتقل في السجون الأمريكية يعاني الإهمال حيث أكد نجل المواطن الليبي المُختطف، بوعجيلة مسعود، أنه لم يقم أي مسؤول ليبي أو أحد أعضاء السفارة الليبية بالسؤال عن والده أو الاطمئنان عليه مند احتجازه وحتى الآن.
وأضاف بوعجيله أنه في 30 أكتوبر الماضي تم تسليم جميع الأدلة تمهيدا للجلسة المرتقبة يوم 12 مايو 2025، في محكمة بمقاطعة كولومبيا الأمريكية، مبينا أن المحكمة قضت بحضور عائلات ضحايا لوكربي للجلسات عن طريق الفيديو.
وأكد نجل المريمي أن والده صرح أمام محكمة أمريكية بأنه لا علاقة له بالتهم الثلاث الموجهة له في قضية لوكربي.
مكاسب سياسية
وطالبت عائلة أبوعجيلة المريمي المؤسسات التشريعية والتنفيذية بالتدخل لإطلاق سراحه وتلقيه العلاج، متهمة رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة بأنه سلم مواطن ليبي للأمريكان بدون وجه حق وعبر طرق غير شرعية.
وأضافت أن ليبيا قامت بتسليم أحد مواطنيها لدولة أخرى من أجل مكاسب سياسية وهو ما يعد وصمة عار في تاريخ البلاد.
عملية جراحية
وخلال اليومين الماضيين أكد نجل الأسير أبوعجيلة أن والده خضع لعملية جراحية بترت خلالها ثلاثة أصابع من قدمه اليسرى، بسبب الإهمال في العلاج وعدم تلقيه رعاية كافية.
من جانبها أفادت محامية المريمي أنها زارته في المستشفى مؤكدة استقرار حالته الصحية بعد الجراحة.
وأوضحت المحامية أن المريمي أجريت له عملية جراحية على قدمه اليسرى جراء انسداد في الشرايين ما أدى إلى قطع ثلاثة أصابع من رجله.
منظمة حقوقية
وطالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الحقوقية الولايات المتحدة بمعايير محاكمة عادلة لـ أبو عجيلة، داعية لتوضيح ملابسات اعتقال المواطن الليبي في سجون الولايات المتحدة.
كما طالبت المنظمة الحقوقية بالالتزام بالمعايير الدولية للمحاكمة العادلة، والسماح له بالتواصل مع أفراد عائلته.
ضحايا التفجير
بالنظر للقضية من وجهة أخرى فإن الولايات المتحدة تحاول استغلال قضية لوكربي وأبو عجيلة المريمي لإعادة فتح الملف حيث أطلق FBI عملية بحث دولية عن ضحايا تفجير لوكربي بما فيهم الأشخاص الذين عانوا من إصابات عاطفية، قبل محاكمة أبوعجيلة مسعود.
وأوضحت شبكة BBC البريطانية، أن أحد قضاة المحكمة الفيدرالية الأمريكية، ينظر في مدى إمكانية السماح بالوصول عن بعد للأشخاص “المتأثرين” بالقضية، حيث يحاول مكتب التحقيقات الفيدرالي العثور على كل من ينطبق عليه التعريف القانوني لضحايا التفجير ويريد مشاهدة المحاكمة عبر الإنترنت.
وأكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن محكمة واشنطن تريد قائمة نهائية للأفراد الذين يستوفون التعريف القانوني للضحية ويرغبون في الوصول إلى إجراءات المحكمة.
وكان الكونغرس الأمريكي قد أقر تشريعا يحدد ضحية لوكربي بطريقتين، إن كان حاضرًا في مكان الحادث أو بالقرب منه أو بعده مباشرة، والذي عانى من ضرر مباشر أو قريب، وتتضمن المجموعة الثانية، الزوج أو الوصي القانوني أو الوالد أو الطفل أو الأخ أو الأخت أو أقرب الأقرباء أو أي قريب آخر لشخص قُتل على متن الطائرة أو أصيب بأذى.
بهذا الشكل تسير الولايات المتحدة باتجاه فرض مزيد من المطالبات المالية لمن تصفهم بضحايا الحادثة التي كانت قد وقعت على اتفاق إغلاقها منذ سنوات.
وفي هذا الصدد يرى مراقبون أن الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على الأموال الليبية المجمدة لديها عبر هذه القضية وغيرها من الطرق التي يمكن أن تبتدعها للحفاظ على هذه الأموال لصالحها.