انطلقت اليوم عملية الاقتراع في عدد (352) مركزاً انتخابياً وبعدد (777) محطة اقتراع في عدد (58) مجلساً بلدياً، تحتوي على عدد (186055) ناخباً وناخبةً مسجلين في سجل انتخاب المجالس البلدية.
هذه الانتخابات تعد هي المرحلة الأولى في انتخابات المجالس البلدية المزمع تنفيذ المجموعة الثانية منها في مطلع يناير 2025.
وبدأت منذ ساعات الصباح الأولى عملية توافد الناخبين على مراكز الاقتراع في البلديات الموزعة على شرق البلاد وغربها وجنوبها وسط أجواء تسودها البهجة والتنظيم.
تأمين الانتخابات
وبشأن الوضع الأمني أفاد أبو بكر مردة عضو مجلس إدارة المفوضية العليا للانتخابات الليبية، إلى وجود تنسيق أمني بغرض تأمين وحماية الانتخابات مع كافة مديريات الأمن في ليبيا، مؤكدا تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتأمين الانتخابات وتتوالي التنسيق والمتابعة، تسهيل إجراءات المفوضية وصولا إلى يوم الاقتراع، لافتا أن الأمور تسير بسلاسة ما يشجع جميع الشركاء في العملية الانتخابية.
من جانبه، أكد رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السائح، أن كل المؤشرات حتى الآن تشير إلى أن العملية الانتخابية ناجحة وتسير وفق ما هو مخطط له، مضيفا أن الانتخابات البلدية مؤمنة بالكامل، حتى الدوائر التي كان لدينا فيها شكوك كان هناك تنسيق في الأجهزة الأمنية بشأنها
التجهيز للانتخابات
وقال السايح أن الاستعدادات تجري منذ يونيو الماضي، حتى تكون هذه الانتخابات نزيهة، وتخضع للمعايير الدولية المتعارف عليها فيما يتعلق بتنفيذ العملية الانتخابية.
وأضاف أنهم ينتظرون في نهاية اليوم ما يصدر من المراكز الانتخابية من تقارير حول سير العملية لديهم، بخصوص النتائج ومرحلة العد والفرز، لافتا إلى أن الفترة المخصصة لإصدار النتائج الأولية لن تتعدى 3 أو 4 أيام، ما لم يكن هناك إعادة فرز وفتح صناديق اقتراع مرة أخرى.
وأكد السايح أن المفوضية تسعى بعد إنهاء الانتخابات البلدية لأن تنخرط الحكومة في مسألة تشكيل المحافظات ومجالسها، مشددا على أنه لا يمكن لأي حكومة أن تعمل بكفاءة ودرجة عالية من المهنية في ظل وجود حوالي 150 بلدية، لأنها لن تستطيع التواصل معهم بكفاءة من دون مجلس محافظين.
واعتبر السايح أن هذه فرصة عظيمة لتعزيز الحكم المحلي واللامركزية في ليبيا، خاصة وأن كل مناطق ليبيا تعاني من مركزية الدولة.
البعثة الأممية
من جانبها أكدت نائبة المبعوث الأممي إلى ليبيا ستيفاني خوري، أن انطلاق الانتخابات البلدية حدث هام نحو انطلاق ليبيا باتجاه الديمقراطية، معتبرة أنها تُشكل خطوة هامة لتعزيز الديمقراطية وضمان حكم رشيد يستجيب لطموحات المواطنين، ويُعيد الشرعية للمؤسسات الليبية من خلال الانتخابات.
وأضافت خوري أن الانتخابات الشفافة الشاملة الموثوقة هي وسيلة لتعزيز العقد الاجتماعي بين مؤسسات الدولة والشعب، ودليل على أن الانتخابات ممكنة في ليبيا لإعادة الانتقال السلمي للسلطة، مشيدة بالأعمال التحضيرية التي قامت بها المفوضية، لضمان أن تكون هذه الانتخابات شاملة وشفافة وذات مصداقية.
وحثت خوري جميع الناخبين المسجلين بما فيهم النساء والشباب بكافة مكوناتهم الثقافية في ليبيا، على المشاركة بفعالية في هذه الممارسة الديمقراطية، معربة عن أملها في استمرار هذه العملية في 2025 لتشمل 58 بلدية أخرى، وأن تتوج بإجراء الانتخابات الوطنية، وندعو جميع السلطات المعنية بتوفير التمويل والدعم اللازم لإجراء الانتخابات في جميع البلديات المتبقية.
عرس انتخابي
كما دعا رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة، للتوجه إلى هذا العرس الانتخابي والذهاب إلى مراكز الاقتراع والمشاركة في اختيار الكفاءات لقيادة المستقبل.
وأشار الدبيبة في تدوينة له على فيسبوك إلى أن المراكز ستُغلق عند الساعة السادسة، مجددا التأكيد على ضرورة أن يكون الليبيين في الموعد لأداء هذا الواجب الوطني، وعدم التأخر.
من جانبه أعرب محمد تكالة في بيان صدر باسم المجلس الأعلى للدولة عن ترحيبه بانطلاق المرحلة الأولى من الانتخابات البلدية، والتي شملت عدد 58 بلدية، موزعة على كامل التراب الليبي.
وأشار إلى دعم المجلس هذه الخطوة المهمة نحو الديمقراطية، معتبرا أنها دليل على إن إجراء الانتخابات أمر ممكن في ليبيا، متطلعا لاستكمال بقية الاستحقاقات الانتخابية القادمة، وأهمها إنجاز الانتخابات التشريعية في أقرب الآجال
الاتحاد الأوروبي
فيما أشادت بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، الجمعة، بجهود المفوضية الوطنية العليا للانتخابات وجميع الأطراف المعنية في إجراء الانتخابات البلدية، ووصفته بالإنجاز المهم، والهادف إلى ضمان الحكم المحلي التمثيلي، وتوجيه المشاركة السياسية من خلال السياسة الانتخابية.
وشجعت البعثة، الناخبين المسجلين على المشاركة الفعالة، وانتخاب القادة الممثلين بما يتماشى مع احتياجاتهم وتطلعاتهم، وحثت جميع المرشحين الليبيين على اغتنام الفرصة والمشاركة في العملية الانتخابية بنزاهة، وبما يتماشى مع مدونة قواعد السلوك التي وضعتها مفوضية الانتخابات.
ودعا الاتحاد الأوروبي جميع الأطراف والسلطات المعنية، على المستويين المحلي والمركزي، قبل وفي أثناء وبعد يوم التصويت، إلى دعم العملية الديمقراطية، وضمان أن تسود بيئة آمنة وشاملة، مؤكدا التزام بعثة الاتحاد الأوروبي والبعثات الدبلوماسية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا بدعم جميع المؤسسات ذات الصلة، لتعزيز العملية الديمقراطية في ليبيا.
غرفة العمليات الميدانية
وفي سياق دعم المجتمع الدولي للعملية الانتخابية الجارية في ليبيا، زارت نائبة المبعوث الأممي لليبيا ستيفاني خوري غرفة العمليات المركزية التابعة للمفوضية الوطنية العليا للانتخابات، رفقة الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، صوفي كيمخدزة، ورئيس مجلس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، عماد السايح.
وتُشرف غرفة العمليات المركزية على المتابعة التشغيلية أثناء ذروة الانتخابات، حيث تعمل على مراقبة أداء غرف العمليات الميدانية الستة عشر التابعة للمكاتب الميدانية للمفوضية، والتي تغطي 352 مركز اقتراع و777 محطة اقتراع موزعة على 58 بلدية مشمولة بهذه الجولة من انتخابات المجالس البلدية.
وتُعنى غرفة العمليات بتجميع التقارير الواردة من الميدان بشكل مستمر، وتشمل هذه التقارير بيانات فتح وإغلاق مراكز الاقتراع، ونسب إقبال الناخبين، وغيرها من المعطيات الأساسية التي تسهم في ضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة وشفافية.
عرس انتخابي كبير تشهده ليبيا، حدث تعلق عليه الآمال في أن يكون مؤشرا لانتخابات تقود البلاد نحو الاستقرار الحقيقي، إنها الانتخابات البلدية التي انطلقت اليوم في عدد من البلديات كمرحلة أولى، هذه الانتخابات التي تركزت عليها الأنظار وكثفت عليها الجهود تبدو بارقة أمل لليبيا جديدة.
تقرير: هدى الغيطاني