كيمياء الفوضى

    د. محمود ملوده

 الفوضى هي الشيء الوحيد الذي تحقق من “يسقط النظام”، فالنظام والتنظيم والانتظام مفردات تكلفتها عالية من الالتزام والضبط والربط والقيام بالواجبات وتطبيق القانون، والتعلم الجيد والحديث.

الفوضى وصفة مناسبة جدًا للمجتمعات التي لا ترغب في مواجهة مشاكلها بسبب التخلف والجهل، والفوضى تنتج طبقة اجتماعية بالغة الثراء والنفوذ، وهؤلاء ينجحون في صنع نظام ناعم من القهر والتعاسة، فالمبادئ الكبيرة حاضرة بقوة، ومن يعترض يصبح معارضًا للمبادئ. ، ولا يعاقب بقسوة ، كما في السابق ،بل يترك للفرجة والسخرية  ،والبسطاء كلهم يشعرون بالذل والمهانة والخوف ،ولكنهم وهم يتألمون يصدقون في السر ، ويكذبون  في العلن.  

هذه الثنائية تطيل في عمر الأزمة لأنها تحدث تحولًا في كيمياء الفوضى وتنتقل إلى طور الإدمان، وحينها الوصول إلى النعيم الأرضي يبدأ من النجاح في الحصول على جرعة من الفساد تتناسب مع الطموح..  إن الخروج من الفوضى لا يحتاج إلى ثورة ، بل إلى معالجة قاسية أو معجزة.