حول اصدار عفاف عبد المحسن
امجاور اغريبيل
لماذا تركت الشاعرة عفاف عبد المحسن رسائلها على قارعة الشوق….؟
العنوان هو عتبة اي نص سواء كان كتابا او ديوانا او قصيدة او نصا نثريا ، العنوان هو فخ للإيقاع بالقاري كما يقول البعض ، ولكنه في الحقيقة يتعدى مسالة ان يكون فخا ، انه ملخص إن جاز القول لما يحتويه الكتاب وقد يكون تعبيرا عن مضمونه ، او تعبيرا عن تجربة خاضها الكاتب او الشاعر خلال انتاج نصه الادبي ، والعنوان كثيرا ما يحمل احد العناوين الداخلية او احد القصائد التي يجدها المبدع معبره عنه واكثرها قربا منه .
العنوان ليس اعتباطيا ولا عشوائيا ، ولا هو مجرد عتبة للولوج للتص فحسب، وإنما هو المحور الأساسي الذي يسمي النص ويحدد هويته ومعناه ، حوله تدور الدلالات ، وتبني علاقتها به، هو بمكانة الرأس من الجسد .. بهذا المعني، لا يأتي العنوان مجانيا واعتباطيا، بل له وعيه، طقوسه، لعبه، ومكره
اختيار اسم الكتاب او القصيدة لم يكن يمثل اي مشكلة عند الأقدمين ، بل هناك كتب تركها اصحابها دون اسم ، ومن قام باطلاق اسماء عليها لاحقا هم الناس او القراء .. واسماء القصائد كانت تشتق من قافية القصيدة مثال لامية الشنفري وسينية البحتري .. بظهور المدارس الحديثه في الشعر صار للدواوين وللقصائد عناوين ..
لا يمكن فصل العنوان عن العملية الابداعية ، انه وثيق الصلة بالمبدع والقاري معا ، فهو اول كلمة يقراها القارئ للنص ، وهو اخر كلمة كتبها المبدع ، انه المفتاح للدخول الى عالم المبدع لسبر اغوار النص ومعرفة دلالاته.
ولكن لماذا تركت صديقتنا عفاف رسائلها معروضة على قارعة الشوق ؟
هل لم تجد مكانا اخر ، ولماذا قارعة الشوق تحديدا ، اليس للحب قارعة وللحنين ايضا قارعة ، هل ارادت ان تبقى الرغبة والشغف موجودتان دائما ، فالشوق هو رغبة لا تتوقف عن المحاولة في الوصول الى مانريد ، اما الحنين فلا يتغذى سوى على الذكريات والذكريات ليست دائما جميلة…. ولماذا القارعة تحديدا والقارعة كما نعلم هي جنب الشيء
رسالتها الاولى كانت على قارعة الوجع ولو عنونت كتابها بعنوان هذه الرسالة لكان عنوانا يلبي كل صفات العنوان الجيد ، وهي لم تعنون اصدارها برسائل على قارعة الحب مثلا رغم ان الحب موضوع اساسي دارت وتمحورت حوله معظم الرسائل ، ربما هربا من كلمة الحب التي يساء استخدامها وفهمها…
بالكتاب حنين لذكريات لن تعود ابدا ، وشوق لاخرى قد تعود ، وحب عاني من اختلاف الرؤى و المفاهيم .
وبالكتاب انثى واضحة المعالم واثقة من نفسها ، سافرة في احتشام ، قادرة على تفسير ناقصات العقل والدين ، مدركة لحجم مكرها وذكائها ، ومع من يجب ان تستخدمها ، تسير في طريق اختارته بتاني ، محافظة على المسافة بين الرجل والمراة وهي تقرا (( وللرجال على النساء درجة ))…..وتعرف كيف تحتفظ بوجهها الطفولي وضحكتها البريئة عندما يصمونها بالكيد والمكر (( وكيدهن عظيم ))…