شارك 28 شابًا وشابة من غرب وجنوب ليبيا في ورشة عمل استمرت لمدة يومين في طرابلس، نظمتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ضمن برنامج “الشباب يشارك”.
حيث ناقشوا خلال الورشة موضوعات متعلقة بخطاب الكراهية وسبل الحد منه، بالإضافة إلى التحديات التي تواجه العملية السياسية في البلاد.
وخطاب الكراهية (بالإنجليزية: Hate speech) هو مصطلح حقوقي فضفاض يُعرف بكونه أيَ “عبارات تؤيد التحريض على الضرر خاصة التمييز أو العدوانية أو العنف) حسب الهدف الذي تم استهدافه وسط مجموعة اجتماعية أو سكانية .. من الضعفاء والأقليات.. ويندرج خطاب الكراهية في مركبات «حرية التعبير وحقوق الأفراد والجماعات والأقليات ومبادئ الكرامة والحرية والمساواة». ويأتي مصطلح خطاب الكراهية لأن العالم ، بقوانينه الدولية والمحلية، يفرق بين حق الرأي وحق التعبير عن الرأي، فإن العالم لا يضع أي قيد على حق الرأي ويجعله مطلقاً ولكنه يضع قيوداً وضوابط على التعبير عن هذا الرأي فهناك قيود منها احترام حقوق الآخرين وحماية الأمن القومي. لذا، ينبع مسوغ قوانين خطاب الكراهية بكون الخطاب المفعم بالكراهية يتعارض وقيم التسامح والعيش المشترك التي تحتاجها الجماعات البشرية.
في الورشة التي بدأت الاثنين الثاني من شهر ديسمبر للعام الجاري .. قام المشاركون والمشاركات بمناقشة القضايا الملحة المتعلقة بخطاب الكراهية والعقبات التي تواجه العملية السياسية، بتسيير من مسؤولي البثعة وابتكار حلول خلاقة لمعالجة هذه القضايا. من خلال العمل الجماعي، طورت مجموعات الشباب المشاركة حملات إعلامية اجتماعية مقنعة تهدف إلى الحد من خطاب الكراهية ووضعوا توصيات هامة لدعم الجهود نحو الانتخابات الديمقراطية.
وقد اتفق المشاركون والمشاركات خلال اليوم الأول، عند مناقشة كيفية الحد من انتشار خطاب الكراهية عبر الإنترنت وفي وسائل الإعلام .. على أن الاستقطاب والانقسامات في جميع أنحاء ليبيا أدت إلى انقسامات مجتمعية، بعضها قد يؤدي إلى العنف عبر الإنترنت، والتي تؤثر على جميع المكونات الاجتماعية.
وجاء مقترح من قبل مجموعات عمل الشباب بضرورة إقامة حملات توعية تستهدف الشباب في أرجاء ليبيا حول ماهية خطاب الكراهية وكيفية الإبلاغ عنه، فضلاً عن العمل مع المؤسسات السياسية والأمنية، بما في ذلك التشكيلات المسلحة، لتحويل لغتهم بعيدًا عن خطاب الكراهية وتجنب تأجيج النزاع. مؤكدين ضرورة تحسين القوانين ، وتثقيف تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، فضلاً عن وضع مدونة سلوك لوسائل الإعلام، وتقديم المزيد من الدعم لمنظمات المجتمع المدني.
قسم المشاركون إلى فرق عمل مصغرة في اليوم الثاني للورشة .. مواصلين النقاش في مجموعات حول العقبات التي تحول دون إنهاء الأزمة السياسية المستمرة في ليبيا، وسعي البلاد قدمًا نحو الانتخابات الوطنية. كما قدموا توصياتهم للتغلب على هذه العقبات من منظور الشباب، بالتركيز على أربع مجالات رئيسة شملت: التحديات السياسية ، تحدي العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية ، التحدي الأمني ، وكذلك التحديات الاقتصادية.
حددو المشاركون الدور المحتمل للشباب في التغلب على هذه التحديات ؛ مؤكدين الدور الحيوي للشباب مسهمين في دفع البلاد نحو الانتخابات، مسلطين الضوء على الحاجة إلى زيادة الوعي والفهم العام للقوانين الانتخابية والدستور والثقافة الديمقراطية. مشيرين إلى انعدام الثقة بين الجهات السياسية ، موضحين أن القوة العسكرية والمال كانتا غالبًا من الدوافع الرئيسة للصراع في البلاد. كما أثار المشاركون والمشاركات التحديات التي تواجه المكونات الثقافية والنازحين داخليًا الذين يواجهون عقبات إضافية في إيصال أصواتهم.
فرق العمل المصغرة في الورشة .. عملت على تطوير حملات إعلامية لتشجيع مشاركة الشباب في الانتخابات البلدية المقبلة.
تعد ورشة العمل ضد خطاب الكراهية المنظمة للشباب ضمن مناشط بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا .. جزءاً من سلسلة من ورش عمل ستستمر بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تقديمها كبرنامج مخصص للشباب في ليبيا تحت مسمى “الشباب يشارك” هادفا إشراك 1000 شابة وشاب من جميع أنحاء ليبيا في مواضيع مختلفة. والهدف هو جمع أفكار المشاركات والمشاركين وتوصياتهم لإثراء عمل البعثة مع الشباب في جميع أرجاء ليبيا وإيصال أصوات أولئك الذين يتم في العادة استبعادهم لمن يجب أن يسمعها.
علما بأن .. القوانين الحديثة تعمل على ضمان حماية المساواة بين الناس وتحظر خطاب الكراهية، كما وأن الفقرة 2 من المادة 20 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية تذكر أنه : «تُحظر بالقانون أية دعوة إلى الكراهية القومية أو العنصرية أو الدينية تُشكل تحريضاً على التمييز أو العدواة أو العنف».