قصة قصيرة ضمن المجموعة القصصية دموع الذكرى
للروائي القاص – د. محمد محجوب
في العقد السابع من العمر .. أمضى أكثر من نصفه في العمل الأكاديمي .. كنت يوما طالبا عنده .. حاضر وألف الكثير .. صرت زميلا له ولكنه دائما يظل أستاذي .
أحسست بقلق حول موضوع معين وزاد هذا القلق عندي وأصبح النظر لهن سمة لحركتي وفي كل جانب وبدأ خوفي يزيد عليهن من المجهول …
طرقت بار مكتبه فأذن لي كعادته بالدخول .. وقبل أن أتكلم بادرني بالسؤال :
_ مالك شاحب ؟ هل تعاني مثلي ؟
_ قلت مابك سيدي ؟ أنت بكل خير
_ قال : نعم ولكن هناك أمر
_ قاطعته دون أن أدري : يقلقك ؟
_ صمت طويلا …. ثم قال : أفنينا عمرنا فيهن وجمعهن من الشرق والغرب وكم من عرق وأعصاب ودموع في بعض الأحيان .. ياإبني … سكبناه من أجل } ….{
_ قلت : نعم وكم تغمرنا السعادة عندما تتضح الخطوط العريضة والبعيدة ..
_ وقال : صدقت ولن يعرف أحد قيمتهن مثلنا
_ فأضفت : ولن يحبهن أحد مثلنا
_ قال : اليوم ننظر إليهن بشفقة وحنان
_ قلت : وقلقنا نتيجة منطقية لسؤالك … مامصيرهن بعدنا ؟
_ قال أستاذي : ألمنا في كتبنا مشترك ياصديقي !!!
وظل السؤال عالقا .. مامصيرهن بعدنا