الناير اليعقوبي
واقع البحث العلمي في ليبيا بَيَّنُ بيان الشمس في كبد السماء، ليس بخافِ عن أحد من الأساتذة و الباحثين ، ممن يتوقون إلى جزء من مائة في المائة من أحلام يقظتهم ، بخلاف صُناع السياسات و القرارات في البلاد الذين لا يدرك جُلهم هذا المجال ،ومنهم من هو على سدة مناصب المؤسسات ذات العلاقة.
والحالة هذه ، ليبيا شأنها شأن دول الوطن العربي الثالث إن صحت هذه التسمية على غرار دول العالم الثالث، ندرة في الأبحاث المنشورة في المجلات المُصنفة دوليًا، و نسبة انفاق الدولة على البحث العلمي لا تتجاوز 0.05% من الناتج المحلي.
شُح التمويل الحكومي لعدم إدراك فخامة المسؤول بخُمس أهمية و ضرورة البحث العلمي، و عزوف القطاع الخاص عن المشاركة في هذا المجال، على خلفية محدودية و مادية أفكار رجال الأعمال ، تمثل أهم الإشكاليات التي تنغص على البُحاث آمالهم وتطلعاتهم.
إضافة إلى الفساد الإداري والمالي الساكن في مفاصل وأطراف الدولة ،وهجرة العقول الشابة طمحا في مراتب متقدمة في مجال العلم ،وطمعا في مقابل مادي مُجزي بدلًا من فتات مرتبات تحت خط الفقر.
هذه المنغصات وغيرها عمّقت من ركود وخمول المؤسسات المعنية بالبحث العلمي أودى بها إلى موت سريري، موتها سيان كحياتها.
وبعد.. كثيرة هي المعالجات إذا حسنت النية لتحسين الواقع، من بينها التمويل اللازم المناسب للمشاريع البحثية، وتعزيز التعاون مع مؤسسات بحثية دولية، وتنمية القدرات البشرية، وسن القوانين المُشجعة المُحفزة، ووضع استراتيجيات واضحة فاعلة تضع قطار البحث العلمي على السِكة بدلًا من سكتة تجهز عليه عن قريب.