مر قرابة عقد من الزمن ولازال هانيبال نجل الزعيم الراحل معمر القذافي في سجون لبنان على خلفية اختفاء الزعيم اللبناني الشيعي موسى الصدر.
ويوجّه القضاء اللبناني، إلى نجل معمر القذافي تهمة “كتم معلومات تتعلق بمصير الإمام موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدر الدين الذين فُقدوا في العاصمة الليبية طرابلس عام 1978، إثر وصولهم بدعوة من معمر القذافي، والاشتراك في جريمة إخفائهم”.
هانيبال طفل
في المقابل، يتمّسك نجل القذافي ببراءته من قضية اختفاء موسى الصدر في بلاده، ويقول إنه لا يملك أيّة معلومات عن ذلك، لأنّ الحادثة وقعت عندما كان طفلا يبلغ من العمر عامين.
ورغم مرور كل هذه السنوات لا تزال قضية هانيبال تنتظر حلا لم يظهر في الأفق بعد خاصة وأن القاضي حسن الشامي رئيس لجنة المتابعة لقضية اختفاء الصدر ورفيقيه، قال إن دخول توقيف هانيبال القذافي عامه العاشر لا يشكل أي ضغط على الجانب اللبناني على الإطلاق.
وقال القاضي اللبناني لـ”الشرق الأوسط”:حتى لو دخل التوقيف عامه العشرين فلا مجال للإفراج عنه؛ لأنه مرتكب وممعن بالارتكاب، وما دام أنه لم يلتزم القانون ومستمر في كتم المعلومات المهمة التي لديه سيبقى موقوفاً، لافتاً إلى أن هانيبال أدلى بمعلومات مهمّة أمام المحقق العدلي، وذكر أسماء الأشخاص الذين ارتدوا ملابس الإمام موسى الصدر ورفيقيه، واستخدموا جوازات سفرهم وغادروا عبرها إلى روما لتضليل خطفهم وإخفائهم في ليبيا.
مطالبات بالإفراج
ولوّح القاضي الشامي بإجراءات عقابية إضافية ستطال هانيبال وقال إن :الافتراءات التي ساقها بحقّ قضاة لبنانيين واتهامهم بالابتزاز، هي جريمة جنائية وسيلاحق عليها في وقت لاحق.
ودعت هيومن رايتس ووتش السلطات اللبنانية للإفراج “فورا” عن هانيبال القذافي، المحتجز بتهم وصفتها المنظمة بأنها مثيرة للسخرية وملفقة.
وأضافت المنظمة أن السلطات اللبنانية استنفذت منذ فترة طويلة أي مبرر للاستمرار في احتجاز القذافي وينبغي لها إسقاط التهم والإفراج عنه.
شرطين أساسيين
في المقابل كشف مصدر قضائي لبناني بارز لـ«الشرق الأوسط» أن “توقيف هانيبال مستمرّ إلى حين تحقيق شرطين أساسيين: الأول أن يقدّم ما يمتلك من معلومات عن ظروف ومكان احتجاز الإمام الصدر ورفيقيه، والثاني أن تبدي السلطات الليبية تعاونها مع القضاء اللبناني بأن تنفّذ مذكرة التفاهم التي وقعتها مع لبنان، وتسلّم لبنان نسخة عن التحقيقات المستقلّة التي أجرتها بعد سقوط نظام معمّر القذافي”.