د. محمود عمار المعلول
اختلف العلماء هل الإنسان الصالح التقي العابد أفضل من الملائكة ، وقال البعض : إن الأسلم التوقف في هذا الأمر ، ولكن العالم ابن تيمية قال : إن الأنبياء والأولياء أفضل من الملائكة ، وقال ابن القيم إن مذهب أهل السنة ،إن صالحي البشر أفضل من الملائكة .
وهناك آية في القرآن إن الإنسان أحياناً يصبح أسوأ من الحيوان بسبب أفعاله وتعطيل عقله ، قال تعالى “إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً” سورة الفرقان الآية 44 ، فهم لا يعقلون أي لا يستخدمون عقولهم ، ولا يسمعون الحق ، وقال المفسر الزمخشري : الأنعام تنقاد لأصحابها ، وتعرف من يحسن إليها ، وتطلب ما ينفعها ، وتتجنب ما يضرها ، وهؤلاء البشر لا ينقادون لربهم ، ولا يعرفون إحسانه إليهم ، ولا يطلبون الثواب ، ولا يتقون العذاب .
الحقيقة إن هناك أناس ليس لهم موقف في الحياة لا ينكرون منكراً ولا يعرفون معروفاً ، وتذكر الأحاديث الشريفة إن من يبقى في الدنيا في آخر الزمان هم شرار الناس وخبثاؤهم وأراذلهم يشبهون خفة الطير في عقولهم وأحلامهم أي عقولهم هي أحلام السباع الناقصة ، ومعنى ذلك إنهم يسارعون في ارتكاب الشرور والمعاصي والآثام فهم لا يعرفون معروفاً أي لا يمتثلون به ولا يطبقونه فيما بينهم ، والمعروف هو اسم جامع لكل خير من طاعة الله ، ولا ينكرون منكراً أي لا يجتنبون أي شيء نهى الشرع عنه ، فهم يعملون ويرتكبون أي شيء ، ولا ينهون بعضهم عن الشرور والآثام والمعاصي ، والمنكر هو كل قبيح من الأقوال والأفعال ، والمنكر اسم جامع لكل أنواع الشر والمعاصي .
والله يصلح أحوالنا..
