أعاد سقوط نظام الأسد في سوريا فتح النقاش حول إعادة اللاجئين لبلدهم. حيث تستضيف برلين نحو مليون سوري فيما ترفض الحكومة الألمانية التسرع، محذرة من تداعيات ترحيلهم على سوق العمل، داعية تركيا وإسرائيل لعدم تهديد الانتقال السلمي للسلطة بسوريا.
ودعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك تركيا وإسرائيل إلى عدم تهديد الانتقال السلمي للسلطة في سوريا بعد سقوط بشار الأسد.
وقالت بيربوك “إذا أردنا سوريا مسالمة، فيجب ألا تكون سلامة أراضي البلاد موضع تهديد، ويجب ألا تهدد الدول المجاورة مثل تركيا وإسرائيل اللتين تثبّتان مصالحهما الأمنية، هذا المسار (السياسي) من خلال أفعالهما”. وحذرت قائلة “يجب ألا تصبح سوريا مرة أخرى لعبة في يد قوى أو دول أجنبية”.
وأكدت بيربوك أن برلين تريد “بالتعاون الوثيق مع شركائها” تعزيز “التطورات الإيجابية في سوريا ومنع أي تأثيرات سلبية”.
وانتقدت بيربوك دعوات اليمين المتطرف والمحافظين في بلادها لإعادة اللاجئين الذين استقروا في ألمانيا وأوروبا، إلى سوريا فور سقوط بشار الأسد.
واعتبرت بيربوك أنه من “الغريب” أن الذين دعوا قبل أسابيع إلى تطبيع العلاقات مع الأسد لتسهيل ترحيل السوريين من ألمانيا “يدركون بعد مرور 48 ساعة فقط أنه يمكن للجميع العودة إلى ديارهم”، مؤكدة أن “هذا يثبت بوضوح الافتقار إلى الواقعية بشأن الوضع في الشرق الأوسط”.
واقترح أحد زعماء المعارضة الألمانية المحافظة ينس شبان “استئجار طائرات” وتخصيص مبلغ قدره ألف يورو “لكل من يريد العودة إلى سوريا”.
وبدورها، حذرت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر من تداعيات الإعادة المتسرعة للاجئين السوريين على سوق العمل الألماني. وفي أعقاب الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الألماني، قالت فيزر في برلين ستتعطل مجالات كاملة في قطاع الصحة إذا غادر جميع السوريين الذين يعملون هنا البلاد الآن”.
وأوضحت الوزيرة المنتمية إلى حزب المستشار أولاف شولتس الاشتراكي الديمقراطي: “ما يهمنا هو أن نقدم للسوريين الذين يعيشون هنا، ولديهم وظائف، واندمجوا في المجتمع، ولم يرتكبوا جرائم، وأطفالهم يذهبون إلى المدارس، فرصة البقاء هنا والتواجد من أجل اقتصادنا”.
وكان المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين قرر تعليق البت في طلبات اللجوء المقدمة من أشخاص من سوريا مؤقتا بسبب التطورات الديناميكية. ومع ذلك، يمكن للوافدين الجدد تقديم طلبات لجوء، حسبما صرحت وزيرة الداخلية.