الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-01

12:57 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-01-01 12:57 صباحًا

كتالوج الثورات

كتالوج الثورات - خالد محمود

من باب الفكاهة أن يكون للثورة كتالوج ، الليبيون في تفاعلهم مع الأحداث الجارية في سوريا  وإسقاطاتهم المثيرة للسخرية والمشفقة أحيانا يشاطرون السوريون المشاعر ولحظات الترقب أمام هذا التغيير الخطير الذي يضع سوريا وشعبها على مفترق طرق ويعمق الفرقة اكثر مما هي موجودة قبل الثامن من ديسمبر 2024 ولا نغفل تفاؤل المتفائلين بسوريا الموحدة، ولأن الليبيين عانوا لسنوات طويلة وذاقوا مرارة الحرب والتهجير ونغمات الانقسامات بين السياسيين فإنهم وصلوا إلى القناعة  التي تجعلهم يعيدون النظر في كل آت جديد ولو كان يزين لهم الطريق بالورود والوعود.

عاش العالم العربي في أثنى عشر يوما مع مشاهد بثتها بعض القنوات لمجموعات مسلحة متعددة الانتماءات السياسية والعقائدية تتقدم بسرعة كبيرة جدا نحو دمشق ولا يوقفها شيء كأن الطريق أمامها فتحت وكانت عصية قبل ذلك.

هل هي معجزة الثورة في التفاف الحواضن على القادمين أم تخاذل الداعمين لسيادة الدولة السورية؟ 

السوريون البعض يرى أن القادمين هم أبناء المدن السورية وليسوا بغرباء عنها ما سهل الوصول سريعاً إلى مبتغاهم بل وتجاوزوه  بأشواط طويلة، ومن المبكر جدا الحكم على صيرورة الثورات ، ومن المجحف أيضا تقدير إلى أين تصير، إلا إن المجال كان متاحا لأقلام المعلقين من تدوين كلماتهم بلا تردد فكانت اغلب الكتابات على مواقع التواصل الاجتماعي تشير إلى تجنب أخطاء ما حدث في الثورة الليبية، وعدم تصديق كل من يعدهم بأن الحياة منذ يوم الثامن ديسمبر صارت او ستصير وردية، فالتجربة الليبية كانت درسا من دروس الثورات العربية إن جاز القول أو الربيع العربي بمسماه الفضفاض والذي اعتقد مروجوه ان الدول العربية التي ستشهد ثورات سوف تتحول إلى دول ديمقراطية بسرعة البرق.

هناك من علق وقال إننا في ليبيا طيف واحد ولم نصل بعد إلى دولة موحدة فكيف ستصل سوريا متعددة الأطياف ومن التعليقات الفكاهية احدهم نصح السوريين قائلا كتاب الثورة الفرنسية لم يعد مرجعا مفيداً بل اتجهوا إلى كتاب الثورة الليبية الأكثر دسامة وإفادة بعيداً عن هذه التعليقات غير المنحازة طبعا ، فإن من الصعوبة بمكان  وضع كتالوج متناه الدقة للثورة، فعندما كان يعتقد ان كتالوج الثورة الفرنسية هو مرجعية ثابتة أبانت الأحداث المتوالية بعد ذلك عن تباين واختلافات تفصل كل حدث عن الآخر بحسب البيئة والظروف المحيطة به. 

لا يمكن لنا إسقاط ما حدث أثناء الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر على الثورات العربية في القرن الحادي والعشرين أو أن نقارن بين ثورات المقاومة العربية ضد المستعمر ونسقطها على ثورات الربيع العربي التي اتضح أنها لا تلبي طموحات الشعوب فبدلا من ان تنقلهم من الفقر إلى الغنى عادت بهم إلى المربع الأول أو فتحت لهم الباب على المجهول، لا يمكن لي ختم كلماتي إلا بالتذكير أننا لسنا بمفردنا في هذا العالم أو بكلمات ادق إن هذا العالم لن يتركنا نتصرف من دون ان يملي علينا ماذا نقول وماذا نفعل فالتداخل واضح والاشتباك يحدث محليا وإقليمياً ودوليا نتيجة لصراع قوى الخير ضد قوى الشر فالتوازن الذي نعتقد انه موجود في هذا العالم تحكمه مبادئ حاكمة، لا يمكن لنا إلا ان نسير وفقها وإلا ضعنا كما ضاعت اوطان مثل فلسطين وانحسرت قوى مثل المانيا واليابان.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة