الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-01

4:57 مساءً

أهم اللأخبار

2025-01-01 4:57 مساءً

حريــة النشر الإبداعي

حريــة النشر الإبداعي

بقلم – عفاف عبدالمحسن

الإبداع بكافة ألوانه براح مفتوح .. أفق لا يحد .. فضاء للخروج بالمألوف عن أطره التي تكبله .. والكتابة الإبداعي الحقيقية التي تميز المبدع مهما كان لونه شعرا نثرا رواية مقالة نقدا خبرا صحفيا قراءة قصة وحتى دراسة أدبية اجتماعية أو سياسية .. لن تكون نقلا عن أو ترويجا إلى أو شروحا أو محاكاة بل خلقا جديدا بلغة سلسة جميلة فيها من العمق ما يثري ومن البساطة ما يجدي ومن الاندهاش ما يبعث تساؤلات جديدة في نفس القارئ المتلقي ويستثيره حماسا لمزيد من النهل .. وهنا دون أن يرث انفعاليات الكاتب القلق المستفز .. في مواجهة تطورات حضارية ونقلات حياتية تتبعها تغيرات سريعة الإيقاع .. فالكتابة الإبداعية لدى الكاتب الحقيقي تلك التي تحوي صراحة وضمنا حسا وثورة مواكبة وتؤدة اعتزازا بالتاريخ وتراث ووحلما بإستشرافات مستقبلية قادمة من أجل فكرته التي لا يموت قلمه دونها بل يحيا لمزيد من الدفاع عنها خاصة تلك التي تستنبت قيمة أكيدة للمجتمع بأسره .. فتكون زخرة قوية لبداية أو لخط وصول بما يتأجج في ضمائر الآخرين ليكتب لهم وعنهم بتجرد متخذا الموقف المشرف الذي يحسب لعمله الإبداعي لا عليه.

الكتابة الإبداعية إن سيجتها الأسلاك الشائكة وحدتها الجدران وحاصرتها عين الرقيب عليها أن تكون الموقف المشرف الذي يحسب للمبدع في تاريخه الأدبي الحافل بالمحكات ولكن نقطة الخلاف هل في فضائنا السياسي وتخوفنا من إعلان الحقائق كما هي ولوم أنفسنا على ارتكاب الأخطاء رغم كوننا بشر خطاؤون وخير الخطائين التوابين نحن بشر والخروج من عقدة إمكانية  التعري والانسلاخ عن ذنوبنا ثم تطهير قلوبنا وألسنتنا وأفعالنا من دنس النفاق السياسي والاجتماعي وأن نرفع رؤوسنا عالية ونحن نعلن الاعتذار دون تحايل .. ونبسط صفحة بيضاء أو ملاءة وردية أو أياد نضيفه لبدايات مشرفة.

هل للكتابة الإبداعية مساحاتها الحقيقية غير المحدودة من الحرية ؟؟ ربما نعم !! والأكيد على الأقل في مراحل سابقة .. لا !! باعتبارات تقول إن الحرية توازن عقلاني بين اختصاصنا و ما يخص الآخرين .. فلا يتغلب جانب على الآخر وإلا اعتبر استلاب غير منطقي لحرية الآخرين .. هذا في الحياة يا سادتي وسيداتي .. أما في الكتابة فلا .. هذا ما تعلمته من مبدعين آمنوا بقوة الكلمة في التغيير والتوعية ونشر الحقيقة وطرح الأفكار الناضجة استقراءا واستشرافا وتمعنا ثم تمكنا من صهوتها حين يعتليها القادر على وضعها وقولها في موقعها زمانا ومكانا ..

في الكتابة تلاقح للأفكار امتدادات غير مرئية من ذهن الكاتب للمتلقي أو بين مبدع ولآخر تفصلهما مسافات قطرية وأزمان وحضارات .. تقرأ ويستنبط المتأني في الفهم يستطيع التمييز بين الغث والثمين بين المقاييس والمعايير والضوابط والمسلمات والحقائق الحياتية والتاريخية لغربلة ما نأخذ وترك الباقي مهملا أو لآخرين يجدون فيه ضالتهم ..

ربما أكون معرأي الشاعر الراحل نزار قباني بأن الكتابة عمل انقلابي وأن أفضل القصائد تلك التي تصادر ولكن العمل الإبداعي الذي لا يصادر والذي يرى النور لتشبع جنبات حروفه الحقيقة المنطقية والاحتجاج المسبب والفرضيات بمعطيات الواقع المعاش فعلا .. فدائما اعزائي القراء الرأي العقلاني يقول بحرية العمل الإبداعي الحقيقي الذي يصل بالمتلقي العادي أو من كتب لأجله كي يعي تعثر خطواته خاصة الساسة والمسؤولين إلى بر الأمان ووضوح الرؤية ثم مراجعة الذات …… ووجدت ضالتي في كتاب معنون (( علامات مهجورة )) للكاتب الأديب عبدالله القويري رحمه الله والكتاب صدر في عام 1966 م تضمن مقالا وقع في صفحتين من صفحاته الكثيرة المهمة كلها وليس جلها ولكنه استوقفني ربما لأنني رأيت ما رأي مع اختلاف الزمن وابتعاد السنوات العمرية بيني وبين الأديب الكبير والقيمة المعرفية الإبداعية حتى ( وهل تعلى العين على الحاجب ) عنوان المقال : الكاتب ذلك المحتج دائما _ الجزئية التي ربطت بين رؤانا وقعت في جملة مفيدة متكاملة المعنى لكامل صفحات المقال كيف يختزل هذا المبدع المعنى في جملة (( إذا صمت الكاتب ولم يحتج فمعنى ذلك أن مجتمعه مات )) .

دعوا الكاتب يحتج .. استمعوا إلى ما يقول .. حاولوا مناقشته في حال عدم تلاقي قناعاتكم مع كتاباته .. فما رأيت خلال سني عمري كاتبا احتج من أجل نفسه .. إنه يحتج لقيمة كبيرة تهدد سكينته إذا تركها مهملة .. يكتب لأجلكم .. لأجل وطن .

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة