الشاعر الليبي سالم العوكلي
مُبْكِراً ..
حلمتُ ببيت
له شرفة ونافذة واسعة
تطلان على البحر
***
أن يأتي الحلم متأخرا
أفضل من أن ينسى
***
كل ليل أُحدِّق في العتمة
من نافذتي الواسعة
فأرى لحية بيضاء تسيل على حواف الظلمة
وتجاعيدَ رمل مرت به العاصفة
أرمق وجهي كأني أعرفه
يرمقني وجهي بذاكرة لا تراني
***
كل صباح
أحدق في البحر من نافذتي الواسعة
فأرى وحشا يتجشأ فوق الصخر
يسيل بين أنيابه البيضاء لعابٌ مالح
وفي جوفه تتراكم الجثثُ؛
جثثَ من حلموا متأخرا
ببيت
وشرفة ونافذة
تطل على البحر من الضفة الأخرى
***
أُحدق الآن في ستارة داكنة
فلا أرى البحر
ولا العتمة
ولا وجهي
كل ما هنالك بيت بنافذة واسعة
وستارة طوال الوقت مسدلة.