تحتفل ليبيا اليوم بالذكرى الثالثة والسبعين لاستقلالها الذي تحقق في مثل هذا اليوم من العام 1951، بعد عقود طويلة من الاحتلال الإيطالي وصراعات الاستعمار، ففي الرابع والعشرين من ديسمبر عام 1951، أعلن الملك إدريس السنوسي استقلال ليبيا، متوجاً جهود الآباء والأجداد الذين خاضوا نضال شاق ضد الاحتلال الإيطالي منذ عام 1911.
بداية التجربة الديمقراطية الليبية
كان إعلان الاستقلال بداية لعهد جديد في ليبيا، شهد تأسيس دولة القانون والدستور، وخلال فترة المملكة، نظمت البلاد أربع انتخابات تشريعية شكلت تجربة رائدة على المستوى الإقليمي، ورغم محاولات بعض القوى الاستعمارية لإبقاء ليبيا دولة ضعيفة تحت النظام الاتحادي، إلاّ أن الشعب الليبي نجح في عام 1963 في تعديل الدستور وإعلان الوحدة الوطنية تحت اسم المملكة الليبية وعاصمتها طرابلس.
رسالة الملك إدريس السنوسي في يوم الاستقلال
في خطابه التاريخي يوم الاستقلال من شرفة قصر المنار بمدينة بنغازي، قال الملك إدريس السنوسي: “يسرنا أن نعلن للأمة الليبية الكريمة أنه نتيجة لجهادها، وتنفيذاً لقرار هيئة الأمم المتحدة، قد تحقق بعون الله استقلال بلادنا العزيزة، وعلينا جميعاً أن نحتفظ بما اكتسبناه بثمن غالٍ، وأن ننقله بكل حرص وأمانة إلى أجيالنا القادمة”.
دور الأمم المتحدة في تحقيق الاستقلال
بعد الحرب العالمية الثانية، ملأت القوى المنتصرة الفراغ الذي خلفه الإيطاليون، لكن الليبيين رفضوا الوصاية الأجنبية، وأسفرت جهود المناضلين الليبيين عن إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة القرار رقم (289) في نوفمبر 1949، الذي نص على استقلال ليبيا قبل يناير 1952. تشكلت لجنة أممية للإشراف على نقل السلطة، وفي أكتوبر 1950 تأسست جمعية تأسيسية من 60 عضو لصياغة الدستور، وفي 24 ديسمبر 1951، أُعلن استقلال ليبيا، وتم اختيار إدريس السنوسي ملكًا للمملكة الليبية المتحدة.
شعب متحد رغم التحديات
وعلى الرغم من التحديات والمآسي التي عاشها الشعب الليبي على مر السنين، إلاّ أنه أثبت دوماً حبه للحياة ووحدته في المناسبات الوطنية والدينية، ففي مثل هذه الاحتفالات، ينبذ الليبيون خلافاتهم، ويشتركون في إحياء ذكرى الاستقلال التي تظل رمزاً للفخر والاعتزاز الوطني.
احتفال بماضٍ مجيد ومستقبل مشرق
الذكرى الثالثة والسبعين للاستقلال هي فرصة لتكريم تضحيات الأجداد وترسيخ روح الوحدة الوطنية، مع الأمل في بناء مستقبل يعكس طموحات الشعب الليبي في الحرية والازدهار.
