الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-01

5:03 مساءً

أهم اللأخبار

2025-01-01 5:03 مساءً

شاعر لا يرغب سجن القصيدة .. قاص يكتب ليتنفس

شاعر لا يرغب سجن القصيدة .. قاص يكتب ليتنفس

يسكن المدينة البيضاء ويسكنه الوطن

أنا ليبيا

أنا شجرة العاشقين .. دمعة الحالمين

أنا وردة الزمان .. ذكرى للراحلين

أنا جوهرة القادمين

لن أنام قبل صهيل الصبح

لن أنام

لن أموت قبل دق ناقوس الخطر

لن أغادر الصيف .. قبل هطول المطر

عبد الله عبد الباري _ شاعر يصور قصيدة النثر نتاجا لظاهرة الشعرية العربية ، ويقول : إنها قصيدة لها عالمها الخاص ، لذلك خلال نصف قرن وأكثر أثبتت جدارتها بروح فائقة على يد (الماغوط – أدونيس – أنسي الحاج – سليم بركات – شوقي أبي شقراء – بول شاوؤل …إلخ)، وهي ذاتية أكثر مونولوجية أكثر ، بالإضافة إنها تملك مساحة واسعة من حرية الكتابة ، كما إن الإشكال القديمة تجاوزها الزمن، فالزمن يجدد نفسه دائما، وعلى الشعر أيضا أن يجدد نفسه، من هنا تأتي أهمية قصيدة النثر، وتأكيد ظاهرتها، والإقبال على كتابتها، قصيدة النثر, صار لها شعراءها، وصار لها مريدوها من القراء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهميتها، وتأثيرها في المشهد الشعري – والثقافي على حدً سواء.. طبعا قصيدة النثر كشكل شعري لا تلغي الإشكال التي سبقتها هي تطرح نفسها دون إلغاء، لما سبقها، وهنا تكمن فنيتها وشعريتها معا.

كيف لا وهو الذي أعلن أنه ليس تربية مدارس قاصدا قطعا مدارس الشعر والقصة .. عبدالباري الأديب الليبي أحد أبرز القاصين بالجبل الأخضر مسقط رأسه شحات البديعة فكيف لا يبدع ويزخر هكذا قال عمل مديرا لإدارة الوظيفة العامة بوزارة العمل ومستشارا للخدمة المدنية حين تقرؤه ستدرك أنه كاتب وطني يعيش هموم المواطن العادي وفي الوقت نفسه يقدر ما يعانيه الوطن في الوقت الحالي ، وله نظرة خاصة يحكم بها على الأحداث والناس والأشياء فليس غريبا أن يوصف أنه أديب يملأ الوجدان بأفكار جديدة عجيبة فيعرف كيف يثير فينا تلك القوى الخفية الكامنة ويمنحنا عالماً مجهولاً رائعاً نستوعبه من خلال الكلمات المنبعثة من كهوف عميقة وتنزعنا من براثن الواقع المألوف وكذلك تخرج الكلمات المألوفة في ثوب من الأنغام الخلابة … في حدث غريب ومتفرد كماه .. للقاص والشاعر “ عبدالله عبدالباري ” كتبت عنه الصحف المصرية واستضافته تحت عنوان ( ابن الجبل الأخضر، يشارك ضمن منشورات أفاتار للطباعة والنشر ، القاهرة ، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب الذي افتتح يوم أمس 6  كتب في أكثر من مجال :

عبق المكان – قصة قصيرة.

أضواء على استراتيجيات الإدارة – علم الإدارة.

القاهرة – شعر.

الوطن أنت – شعر.

أنا ليبيا – شعر.

رهينة – قصة قصيرة.

كان هذا في الفترة مابين 22 / يناير/2020م إلى 4/ فبراير/2020م وربما هذا هو السبب الذي جعله يكتب في صفحته الخاصة على السوشيل ميديا (( أنا جديد حقا .. وهذه فرصتي .. أرتب الذاكرة،وأرص المشاعر في أماكنها المحددة سلفاً .. سأحدث نسختي الثانية .. من وراء حجاب .. شاكياً نسختي الأولى التي تأخرت في المواجهة .. كل هذا سوف يحدث .. فقط .. من سيوقع باسمه .. أسفل هذه النسخة .. لتصبح رسمية …..تماماً ))

عبدالله عبدالباري .. شاعر ليبي .. وأحد أبرز القاصين بالجبل الأخضر .. قال عنه أستاذ الأدب بجامعة عمر المختار التي تخرج عنها .. الدكتور/ عبدالجواد عباس (عبدالباري _ يسكن المدينة البيضاء وتسكنه مدينته الأم شحات ويسكنه الوطن) شاعر وقاص وطني وحر يعيش هموم المواطن العادي وفي الوقت نفسه يقدر ما يعانيه الوطن في الوقت الحالي، وله نظرة خاصة يحكم بها على الأحداث والناس والأشياء يمكننا وصفه بالأديب كونه يملأ الوجدان بأفكار جديدة عجيبة فيعرف كيف يثير في القارئ تلك القوى الخفية الكامنة  مانحه عالماً مجهولاً رائعاً يستوعب في الكلمات التي وكأنها تخرج من كهوف عميقة ، فتنتزع المتمعن فيها  من براثن الواقع المألوف، وكذلك تخرج الكلمات المألوفة في ثوب من الأنغام الخلابة .. قال عنه الأديب والناقد المعروف الدكتورحسام عقل (( عبدالله عبدالباري .. يستخدم قصيدة النثر بذكاء ويشتغل على آلية التكرار بحرفية  .. شعريته تحمل السهل الممتنع ..)

هكذا قال عن شعره عقل وفي جانبه القصصي يدرك القارئ لأعماله القصصية شاعرية السرد عند القاص في قصصه القصيرة، هذا الفن الذي أصبحت له مكانة خاصة متميزة في النقد الأدبي الحديث لما اشتهر به من عناصر فنية وجمالية جعلته بتفوق على كثير من الفنون الأدبية الإبداعية الأخرى ولا سيما الدهشة والإيحاء والترميز فضلا عن أهداف القصة القصيرة جدا ومضامينها وعلى العناصر البنائية وتقنيات القص، لذا جاءت ألفاظه سهلة بعيدة عن التعقيد والغموض، ألفاظ من لغة العصر الراهن موائمة للثقافة الراهنة ومتماشية مع الذوق الحديث.

عناوين نتاجاته الأدبي التي طرح ست منها دفعة واحدة في معرض القاهرة الدولي للكتاب وغيرها : “نزيف الصمت – استئناس الصمت – طعم الوجع – حكايات الثورة – القتل على الهواء – رهينة – عبق المكان  ” قصص قصيرة، و” قطرات من شلال الألم – صندوق قديم – الوطن أنت – القاهرة  ” شعر.

وله عدد من المخطوطات ذكرها في حوار معه في العام 2019 أنها لم تر النور بعد .. ولم أقرأ وأنا أجمع سيرته أن أحدها صدر بالفعل فكما ذكرت من قبل حتى هذا العام 2024 م هي : “زحام الأقنعة – عقارب تشرب القهوة – بنك الوجع ” مخطوطات قصص”، و”عتبة الخمسين – وجع لذيذ – الكلام مازال ناعماً “

أنا الصخرة والتراب .. وأحجار الجدار

أنا الماء والوحل .. ولهيب تلك النار

أنا لغة العاشقين الشرفاء الطيبين

وآخر زخرة في ليالي الحالمين

أنا طرابلس .. أنا برقة .. أنا الجنوب

أنا العم .. أنا الخال .. أنا الصديق

أنا الرفيق .. أنا الصحراء .. أنا الجبل

أنا البحر .. أنا دموع الحب

والموت .. أنا الهوية .. أنا البريئة

أنا زهرة الليمون

أنا غصن الزيتون

القاص والشاعر الذي تتلمذ في مدارس البيضاء وسط طبيعة خصبة بالجمال والحياة الدابة في كل شيء استكمل الثانوية في مدرسة القادسية ثم رحلته الجامعية في جامعة عمر المختار ولكن المحيط شكله عميقا أكثر من الدراسة الأكاديمية التي نهلها يلمس القارئ لأعماله كل ما ذكرنا عنه وأختم مالملمت من سيرته المؤثرة في ماهية الثقافة الليبية إذا زخرت الأماسي والأصابيح بدراسات عن أعماله الشعرية والقصصية بجدية الباحث عن المثقف الليبي المفكر المتخير للمعاني بعيدا جدا عن التسطيح والضحالة .. تعمدت أن أترك شيئا من تعريفه لنفسه ولكتاباته وآرائه هو في الحياة والأدب ختاما لبيوغرافيا أتصور أن جوانب كثيرة تنقصها لتعطي صورة واضحة عنه حين يبحث دارس أو مؤرخ للكتاب في ليبيا .. وبختام كهذا ربما أعطي صورة ملونة بملامح واضحة للشاعر والقاص ( الأديب المفكر ) عبدالله عبدالباري الذي قال أنا لا أعرف أن أتحدث عن نفسي ثم أبدع تصويرا لذاته المبدعة موضحا أن أسرارا أثرت في قلمه شكلت تفكيره :

 _ تحدثكم إصداراتي عني ، فاقرأوها لتقرأوني . . وبداياتي تقريباً ابلجت مع تفتح الوعي عندي على الدنيا وأنا أرغب في أن أقصَّ، وبنزوحي من الطفولة  وقصص الإنشاء، وشيئاً فشيئاً، لم يكن الهم يتشكَّل كما هو منطقي..  وبدأت أنشغل عن هذا الهم، لأن خيالي بدأ يتمدَّن ويتعقَّل، وصارت الكتابة أمنيةً جارحة لضميري تهبُّ كل فترة، وحاولت أن أهرب منها، ونجحت، لفترة طويلة. وفي فترة صعبة ضاقت بي وبآخرين .. وجدت نفسي أكتب القصة ومن بعض نصوص القصص وجدتني متورطاً في الشعر.

_ بداياتي تقريباً ابلجت مع تفتح الوعي عندي على الدنيا وأنا أرغب في أن أقصَّ، وبنزوحي من الطفولة  وقصص الإنشاء، وشيئاً فشيئاً، لم يكن الهم يتشكَّل كما هو منطقي..  وبدأت أنشغل عن هذا الهم، لأن خيالي بدأ يتمدَّن ويتعقَّل، وصارت الكتابة أمنيةً جارحة لضميري تهبُّ كل فترة، وحاولت أن أهرب منها، ونجحت، لفترة طويلة. وفي فترة صعبة ضاقت بي وبآخرين .. وجدت نفسي أكتب القصة ومن بعض نصوص القصص وجدتني متورطاً في الشعر .. وبصراحة تأتي الجمل وكأنها خرجت من مكان مجهول، وعادة ما أكتب وأنا أتوجع، وطعم الوجع دليلي .  

حينما لاحظ أحد الصحفيين عليه أن السرد التراثي وإسقاطاته يستخفيان بذكاء في قصصه .. أجابه بعفوية الممتليء بما يملك من إبداع واستوقفني الحوار والإجابات فقد قال مجيبا :

أنا لم أحقق ما أصبو إليه من استخدام تقنيات السرد التراثي بشكل ينسجم مع معطيات القص الحديث، المسألة ليست لعبة، وأنا رجل متحفظ، إنما كانت هناك ومضات هنا وهناك جرت على سن قلمي، والمسألة هاجس بالنسبة إلي، وأشعر دائماً أنني سأعود إلى عربة اللغة التي تحملني للماضي وسحره في فكرةٍ ما مناسبة، غير أنها لم تظللني بعد .. وفي زمن النووي والعبوات الناسفه .. أنا ضد كل أنواع الغطرسة والتسلط. ضد التسلح بكل أشكاله النووية وغير النووية حينما تكون غايته العدوان وتخريب فرص تعزيز السلام العالمي .. أنا مع الأمن والسلام والعدالة والحرية و الديمقراطية للشعوب المغلوبة على أمرها، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني، ولكل شعوب كوكبنا الأرضي في شكل عام .

في آخر مطاف جمعي لسيرته الباذخة وفيها من هيادب المعاني الممتلئة بخير يغيث المتلهف لقراءة شيء يشكل فكرا وإنسانية وأملا ويأسا معا ثم انبعاثا لروح جديدة تولد بعد تجربة القراءة لعبدالله عبدالباري المتفرد .. استشفيت من عباراته وحديثه عن هم الكتابة بلونين قريبين لنفسه يسرع إليهما قلمه تارة حين فجاءة وتارة حين وجع :

_ صارت الكتابة أمنيةً جارحة لضميري.

_ أعتقد بأنني أكتب القصيدة وأحياناً تكتبني.

_ شعريتي لا تحبُ (البراويز) ولا القوالب الجاهزة.

_ قصيدة النثر أقرب إلى الناس لأنها تحاكي لغتهم.

_ أهرب من التنميط، وأعود للطفل الخيالي الذي كدت أفقده للأبد.

_ الكتابة نقلة نحو عالم يفضح النسق الوهمي ويحاول تدميره من الداخل.

_ أسعى إلى نقل رؤيتي عبر القصة المتزحلقة التي تبحث عن المشترك الإنساني.

تجميع- عفاف عبدالمحسن

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة