واجهت الثروة الحيوانية في ليبيا عدة مخاطر بسبب انتشار الأمراض والأوبئة التي تؤدي إلى نفوق الماشية والتي تؤثر بالتبعية على توافر اللحوم وأسعارها في الأسواق، لاسيما في المواسم والأعياد.
ولم تكاد ليبيا تستفيق من وباء الحمى القلاعية ومرض الجلد العقدي الفيروسي اللذان ضربا مزارع الماشية بالعديد من المدن وتسببا في نفوق أعداد كبيرة في فبراير الماضي، حتى ظهر لديها مرض فيروسي آخر يصيب الحيوانات وهو اللسان الأزرق.
وفي وقت سابق أعد جهاز الشرطة الزراعية الليبي تقريراً وأحاله إلى النيابة العامة بخصوص نفوق حيوانات نتيجة إصابتها بمرض اللسان الأزرق في العديد من مناطق الشرق والغرب والجنوب الليبي.
واللسان الأزرق هو مرض فيروسي يصيب الحيوانات ويسبب التهابا في الأنسجة ويطلق عليه هذا الاسم لأن اللسان قد يظهر أزرق اللون لدى الحيوانات المصابة بسبب نقص الأكسجين.
ومن أهم أعراض اللسان الأزرق ارتفاع الحرارة، والتهاب وتقرح وتآكل ونخر الغشاء المخاطي للفم، وتورم وأحياناً زرقة في اللسان، بالإضافة إلى العرج سبب التهاب تاج الظلف، أو التهاب القدم والعضلات.
ويمكن لهذا المرض أن يسبب الإجهاض لدى الحيوانات، كما يمكن أن يؤدي إلى الموت في حدود 8 إلى 10 أيام، أو الشفاء البطيء مصحوبا بتساقط الصوف والعقم وتأخر النمو.
وتختلف شدة الأعراض بين الحيوانات المختلفة، حيث تكون أكثر شدة لدى الأغنام مما يؤدي إلى نفوقها أو فقدانها للوزن وتوقف نمو الصوف. ويبلغ معدل الوفيات بين الحيوانات المصابة باللسان الأزرق بين 2% و30%، ولكن يمكن أن يصل إلى 70%.
وكانت ليبيا عانت من انتشار وباء الجلد العقدي والذي أدى إلى فقدان نصف الثروة الحيوانية في مدينة مصراتة البالغة 5000 بقرة، كما تراجع إنتاج الحليب من 75 ألف لتر إلى 20 ألف لتر فقط، مما شكل ضربة قاسية للقطاع الزراعي في المدينة.
كما عانت ليبيا منذ شهور بسبب انتشار مرض الحمى القلاعية بين الماشية بشكل كبير، مما أضطر السلطات إلى إغلاق عدد من الأسواق الأسبوعية.
ورصد المركز الوطني للصحة الحيوانية في مارس الماضي نحو 47 بؤرة لانتشار المرض، ونفوق مئات رؤوس الماشية، مشيراً إلى أن مرض الحمى القلاعية يعد من الأمراض المستوطنة في ليبيا ويسجل ظهوره من الحين للآخر.
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة العالمية، تنتشر هذه الأمراض بين الماشية في ليبيا، عن طريق الاستيراد غير القانوني للحيوانات، التي لا تخضع لرقابة بيطرية، وانتقالها من منطقة إلى أخرى، بالإضافة إلى نقص المعرفة حول هذه الأمراض المعدية لدى بعض المربين.