بقلم – عفاف عبد المحسن
الإبداع بكافة ألوانه براح مفتوح .. أفق لا يحد .. فضاء للخروج بالمألوف عن أطره التي تكبله .. والكتابة الإبداعية الحقيقية التي تميز المبدع مهما كان لونه ( شعرا . نثرا . رواية . قصة قصيرة . مقالة . نقدا . خبرا صحفيا . قراءات واختزالات . دراسات أدبية . لن تكون نقلا عن أو ترويجا إلى أو شروحا أو محاكاة بل خلقا جديدا بلغة خاصة لصاحبها يتميز بها سلسلة جميلة فيها من العمق ما يثري ومن البساطة ما يجدي ومن الاندهاش ما يبهر باعثا تساؤلات جديدة في نفس القارئ المتلقي ..
لمتتبعي القسم الثقافي في المنصة الليبية الإخبارية مذ انطلقت في الثالث من مايو للعام 2024 تزامناً مع اليوم العالمي للصحافة تخيرنا إبداعات لكثر ممن أثروا الساحة الثقافية الليبية وساهموا في ذائقة المجتمع وسار معهم الناهل في مواجهة تطورات حضارية ونقلات حياتية تتبعها تغيرات سريعة في كافة مشارب الأدب .. خاصة من أهمل نتاجهم وسيرهم حتى بات الباحث عنهم مؤرخا أو دارسا كباحث عن سنا من نور وسط حزمة ملونة من أضواء فقدت بهرة لأحد مصابيحها .. فبحثنا نحن وكتبنا سيرهم لنصبح هنا مرجعية لدارسي سير من أرسوا قواعد الإبداع في الساحة الثقافية الليبية
الحرية توازن عقلاني بيننا والآخرين إذا اختل اعتبر استلابا غير منطقي لحرية الآخر .. أما في الكتابة فلا لأن الأفكار امتدادات غير مرئية في تلاقحها من ذهن الكاتب للمتلقي أو بين مبدع وآخر تفصلهما مسافات قطرية أو زمان وحضارات .. ولهذا كانت الندوات الفكرية والمؤثرات والمهرجانات المسرحية والفنية والمسابقات كي نجلس ونتابع ونفكر معا وننتقي الغث والثمين وأحيانا لنقول نحن هنا لدينا مواهب ومبدعين وهذه البداية أو تلك مواصلة لما انتهى إليه من سبقوا في المجال هذا أو ذاك .. أشارت المنصة لهذا خلال أشهر مضت وتابع المراسلون في كل شبر من الوطن الغالي حدثا يؤرخ له تلو الآخر ولم يستثن أحد .. معارض الكتاب المهمة .. توقيعات الكتب .. الأماسي الشعرية والمعارض الفنية .. مهرجانات المسرح والفنون الأخرى التي زينت أيام مدننا الليبية .. فكنا في المتابعة هناك :
رأى الشاعر الراحل الكبير نزار قباني أن الكتابة عمل انقلابي وأن أفضل القصائد تلك التي تصادر .. ولكن العمل الإبداعي الذي لا يصادر تتشبع من جنبات حروفه وكينونته الحقيقة والمنطق والمعقول والكائن وما سيكون والاحتجاج المسبب والفرضيات بمعطيات الواقع المعاش فعلا .. في عام بدأ ستكون لنا صولات وجولات ولن تكون على الإبداع مصادرات في هذا المقام سأقتبس عن كتاب علامات مهجورة للكاتب عبدالله القويري في مقال له عام 1966 م عنونه (( الكاتب ذلك المحتج دائما )) قال فيه :
” إذا صمت الكاتب ولم يحتج فمعنى ذلك أن مجتمعه مات “