الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-06

11:46 صباحًا

أهم اللأخبار

2025-01-06 11:46 صباحًا

نهاية سنة 2024… نهاية الأسد بداية الجولاني

نهاية سنة 2024... نهاية الأسد بداية الجولاني

التقدم المفاجئ للمعارضة السورية وتأثير الصراعات الإقليمية

إن التقدم المفاجئ الذي أحرزته المعارضة السورية المسلحة في غضون 10 أيام هو النتيجة غير المقصودة لصراعين آخرين، أحدهما قريب والآخر بعيد. وهو ما يترك العديد من حلفاء الولايات المتحدة الرئيسيين مع قوة جديدة وغير معروفة إلى حد كبير يقودها المعارضون المتشددون، الذين أطلقوا هجومهم ضد النظام في 27 نوفمبر الماضي.

لقد شهدت سوريا الكثير من الأحداث العاصفة على مدى السنوات الماضية. فمنذ غزو العراق، سعت الولايات المتحدة إلى إيجاد سياسة خاصة بسوريا قادرة على تلبية الاحتياجات المختلفة إلى حد كبير لحلفائها إسرائيل والأردن وتركيا، وشركائها أحيانًا العراق ولبنان.

سوريا: محور الشرق الأوسط وصراعات القوى الدولية

كانت سوريا دائما بمثابة منطقة محورية في الشرق الوسط: فهي تربط نفط العراق بالبحر الأبيض المتوسط، والشيعة في العراق وإيران بلبنان، والجزء الجنوبي من حلف شمال الأطلسي في تركيا بصحاري الأردن. وقد وضعها جورج دبليو بوش في محور الشر، ولم يكن باراك أوباما راغبًا في المساس بها كثيرًا خشية أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التفكك، أما دونالد ترامب فقد قصفها مرة واحدة، وبسرعة كبيرة.

على خطوط الواقع تدور الأحداث في سوريا، بعد هروب بشار الأسد، ولا تنفصل الأحداث عن تطورات الأحداث طوال 15 شهرا من الحرب، بدأت بطوفان الأقصى، لكنا تفاعلت بشكل تجاوز غزة أو الضفة إلى لبنان وسوريا وإلى إيران، الحاضر الغائب في المشهد من بدايته إلى الآن، حيث يبدو الحال خارج نطاق سيطرة فصيل واحد أو بلد ما، بل هو تقاطع مع أطراف لكل منها دوره الذي تصاعد أو تراجع حسب الاتفاقات أو التفاهمات، التي سهلت إنهاء حكم بشار الأسد، بشكل بدا مفاجئا، لكنه كان جزءا من مشهد متوقع.

دور تركيا وأطراف دولية في المشهد السوري

طوال 13 عاما كانت هناك أطراف مختلفة داخل سوريا، حيث دخلت تركيا من البداية بدعاوى الأمن القومي، واحتلت شريطا من الشمال، وكانت ممرا لقوات ومقاتلين من أنحاء العالم، بجانب أن تركيا تضع عينيها على قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة، والتي تتشكل من الأكراد، وتعتبرهم تركيا تهديدا لها.

مع الدعم فإن أمريكا موجودة بقوات لحراسة حقول البترول، بينما استدعى بشار الأسد إيران وحزب الله وروسيا، وبالطبع فإن إسرائيل لم تغب عن المشهد أبدا، بل إنها الطرف الفاعل في التطورات الأخيرة بشكل حاسم، وهناك وجود ظاهر أو مستتر لأطراف عربية أو دولية أخرى ساهمت من البداية في دعم داعش أو قوات أخرى، واحتفظت لنفسها بأجهزة أو مندوبين، هناك دول مثل مصر والأردن والسعودية والعراق والإمارات أعلنت رفضها التقسيم، وأدانت العدوان الإسرائيلي واحتلال أراض سورية، استغلالا لفراغ أمنى، وخلو الساحة بعد انسحاب الجيش في أعقاب هروب بشار الأسد.

سقوط النظام السوري وسط فوضى التحالفات

الشاهد أن التطورات الكمية تفاعلت على مدى شهور لتتيح تحولا يبدو مفاجئا، بينما هو تطور طبيعي، والدليل أن نظام بشار الأسد الذي لم يسقط طوال 13 عاما مع وجود كل منتخبات العالم في الإرهاب، سقط بسرعة، في أعقاب انسحاب قوات حزب الله، لإسناد جبهة جنوب لبنان.

والواقع أن ما جرى في سوريا طوال سنوات كان حربا بالوكالة لصالح أطراف ودول، ومع هذا استمر النظام، لكنه سقط بسرعة ووسط فوضى أدت إلى انسحاب الجيش، ويبدو أن بشار كان وحده المطلع على تطورات الهجوم لكنه استمر من دون أن يبلغ أيا من القيادات، أو يفوض أو يترك السلطة بطريقة تمنع تفكك المؤسسة العسكرية، لكنه في الواقع لم يفعل، مثلما ترك فرصة الحل السياسي طوال 7 سنوات، بعد هزيمة الميليشيات، وكانت أمامه الفرصة ليحفظ سوريا ومصير شعبها بمسار سياسي يمنع التدهور، لكنه لم يفعل، مثلما احتفظ لنفسه بواقع الأحوال العسكرية، حتى سقطت دمشق، ليهرب، ويعرض بلاده لمصير صعب.

الجولاني في ثوب جديد

فى الوقت الذي يقدم فيه أحمد الشرع «الجولانى» نفسه في صورة جديدة، بعيدا عن تاريخه مع داعش والقاعدة، فإن بشار يصدر بيانا من مهربه لينفي فيه أنه خدع جيشه وشعبه، ويقول إنه طلب من روسيا العمل على تأمين الإخلاء الفوري بعد سقوط العاصمة دمشق وآخر المواقع العسكرية، ونفى ما نسبته إليه وسائل الإعلام، وهى مفارقة لأنه يؤكد ببيانه ما نشر بالفعل.

بيان الأسد ومحاولات تبرير الهروب

بشار يقول في بيانه إنه غادر يوم الأحد 8 ديسمبر، وأنه خلال تلك الأحداث لم يطرح موضوع اللجوء أو التنحي واختار القتال، ويقول إنه لم يغادر في أصعب سنوات الحرب، ولم يغدر بحلفائه، وأنه لم يكن من الساعين للمناصب إلى آخر البيان، الذي يكشف عن أنانية ورغبة في الإبقاء على نفسه، ولو كان بالفعل غير راغب في السلطة لاتخذ قرارات يبعد نفسه فيها لصالح بلاده، لكنه لم يفعل.

بشار في بيانه لم يقدم تفسيرا لهذا السقوط السريع، ويبدو أنه لم يكن يتصور ما جرى، بالرغم من أنه كانت له مقدمات، وبشكل عام فقد أصبح من الماضي، وعلى السوريين أن يحاولوا إعادة بناء سوريا بعيدا عن أي أطماع لدول وأجهزة، وهو خيار صعب وسط غموض وتقاطعات تمثل تحديا للمستقبل.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة