سيل بالغراء، أحد أهم مجاري المياه السوداء التي تعبر عبر الأودية في اتجاه الجنوب، يعتبر من الظواهر الطبيعية التي تشهدها مناطق الجبل الأخضر في ليبيا.
هذا السيل، الذي يتغير مساره عبر الأودية وصولاً إلى البحر الأبيض المتوسط، اختفى تمامًا بعد عاصفة دانيال التي ضربت المنطقة.
وكان اختفاء هذا المجرى من أبرز القضايا التي أثارت اهتمام المختصين والبيئيين، الذين بدأوا في متابعة وتحليل الأسباب المحتملة لذلك.
أسباب اختفاء المجرى
بعد مرور العاصفة دانيال، فوجئ الجميع باختفاء مجرى سيل بالغراء، وهو ما دفع العديد من المختصين في البيئة والموارد المائية إلى التحقيق في هذا الأمر.
وبعد فحص شامل للمنطقة، تم اكتشاف أن السيول جرفت التربة من الأودية، مما أدى إلى ظهور شقوق كبيرة في قاع الأودية، والتي كانت تعمل كمسار طبيعي للمياه.
هذه الشقوق لم تقتصر على تغيير مجرى السيل فحسب، بل أدت أيضًا إلى تلوث المياه الجوفية التي تغذي آبار المياه في جنوب الجبل الأخضر، مما شكل تهديدًا كبيرًا على مصادر المياه في المنطقة.
عودة مجرى السيل
وفي تقرير مصور للمنصة الإخبارية، تم رصد في الخامس والعشرين من ديسمبر 2024، عودة مجرى سيل بالغراء إلى مساره الطبيعي بعد انقطاع دام لعدة أشهر.
وقد تم ملاحظة أن المياه بدأت بالتحرك مرة أخرى عبر الأودية التي كانت تمر بها سابقًا، ولكن الوضع لم يعد كما كان عليه في السابق.
فمع تغير مسار المياه، تظهر المخاوف من أن تلوث المياه الجوفية سيستمر في التأثير على البيئة والمجتمعات المحلية.
يواجه الجبل الأخضر تحديات بيئية كبيرة نتيجة لهذه التغيرات. فالشقوق التي ظهرت في الأودية لا تشكل خطرًا على مجرى سيل بالغراء فحسب، بل تؤثر أيضًا على استدامة المياه الجوفية التي يعتمد عليها السكان في تلك المناطق. وقد يضطر المسؤولون إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتنظيف الأودية ومنع تلوث المزيد من الموارد المائية.