تمكّن المسبار الشمسي “باركر” التابع لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا، من تحقيق إنجاز غير مسبوق في تاريخ المهمات الفضائية، حيث اقترب من الشمس مسافة قياسية بلغت 6.1 مليون كيلومتر، مخترقاً الغلاف الخارجي للشمس المعروف بـ”الهالة الشمسية”.
وأظهر “باركر” قدرة استثنائية على تحمل درجات حرارة شديدة بلغت 982 درجة مئوية خلال رحلته الجريئة، التي فتحت آفاق جديدة لفهم الظواهر الشمسية وتأثيراتها على النظام الشمسي.
وأعلنت ناسا أن فريق العمليات بمختبر جونز هوبكنز للفيزياء التطبيقية في ماريلاند تلقى إشارة من المسبار قبل منتصف ليل الخميس، مضيفة أن المركبة الفضائية ستبدأ في إرسال بيانات قياس تفصيلية عن حالتها في مطلع يناير المقبل.
وأوضحت ناسا عبر موقعها الإلكتروني أن المسبار تحرك بسرعة هائلة بلغت 692 ألف كيلومتر في الساعة، ما مكّنه من الاقتراب لهذه المسافة الفريدة، ومن المتوقع أن تساعد البيانات المرسلة في فهم كيفية ارتفاع درجة حرارة المواد في منطقة الهالة الشمسية إلى ملايين الدرجات، وتتبع أصول الرياح الشمسية وهي تدفقات مستمرة من المواد المنبعثة من الشمس وكذلك اكتشاف الآليات التي تُسرِّع الجسيمات النشطة إلى سرعات تقترب من سرعة الضوء.
وفي هذا السياق، قال مدير برنامج الفيزياء الشمسية في ناسا لوكالة رويترز جوزيف ويستليك “نحن نعيد كتابة الكتب المدرسية حول كيفية عمل الشمس باستخدام بيانات مسبار باركر”. وأضاف “كانت هذه المهمة مجرد نظرية في خمسينيات القرن الماضي، والآن أصبح تحقيقها ممكنًا بفضل تقنيات مبتكرة أتاحت لنا التعمق أكثر في دراسة الشمس”.
يُذكر أن مسبار “باركر” أُطلق عام 2018، وبدأ يقترب تدريجياً من الشمس عبر سلسلة من التحليقات بالقرب من كوكب الزهرة، الذي ساعدته جاذبيته في الدخول إلى مدار أضيق مع الشمس.
وأكد ويستليك أن الفريق يستعد حالياً لمزيد من الرحلات في إطار المرحلة الموسعة من المهمة، بهدف التقاط أحداث فريدة واستثنائية.