الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-07

11:09 مساءً

أهم اللأخبار

2025-01-07 11:09 مساءً

عندما يفقد التكريم معناه .. ظاهرة التطبيل في ليبيا !!

عندما يفقد التكريم معناه .. ظاهرة التطبيل في ليبيا !!

 أ . عبد السلام شليبك

    أصبح موضوع التكريم والاحتفاء بالإنجازات ملفتًا بشكل كبير في العديد من الدوائر الرسمية وغير الرسمية في ليبيا. بصراحة، ما ألاحظه بشكل متزايد هو أن فكرة التكريم، التي من المفترض أن تكون قيمة سامية تعكس التقدير المستحق للعمل والإنجاز، أصبحت تُستخدم في كثير من الأحيان بطريقة تفقدها معناها الحقيقي. لا أتحدث هنا عن التكريم الذي يأتي في محله، بل عن ذلك الذي ترافقه كثرة التطبيل والمبالغة، حتى بات أشبه بروتين فارغ يُمارس لإرضاء الأذواق أو تحقيق مكاسب شخصية.

في المجتمعات التي تحترم معايير واضحة وصارمة للتكريم، لا يتم توزيع دروع التقدير إلا لمن يستحقها حقًا. هناك معايير تُبنى على أساس الإنجازات الفعلية، الإبداع، والإسهام الحقيقي في تحسين المجتمع. أما عندنا، فالأمر أصبح مختلفًا. نجد أحيانًا دروع التكريم تُوزع بلا حساب، وفي بعض الحالات تبدو وكأنها أدوات مجاملة أو محاولة لإظهار الصورة المثالية على حساب الحقيقة.

المبالغة في التكريم وكثرة الدروع التي توزع حتى في مناسبات بسيطة تعكس جوانب من المجاملة الزائدة، وربما تصل إلى حد النفاق. هذا النوع من التصرفات لا يخدم المجتمع بأي شكل. على العكس، فهو يضعف قيمة العمل الحقيقي ويشجع على التسابق نحو المظاهر الفارغة بدلًا من تحقيق إنجازات ذات معنى.

ما نحتاجه في ليبيا هو إعادة النظر في مفهوم التكريم وكيفية ممارسته. يجب أن يكون لدينا معايير واضحة وشفافة تضمن أن هذا التكريم يذهب لمن يستحق، وبطريقة تحفز الآخرين على العمل الجاد والإبداع. لا يمكننا بناء مجتمع متقدم إذا استمررنا في التركيز على الشكليات دون الجوهر.

المجتمع لا يتقدم بالألقاب والشهادات الجوفاء، بل بالجهود الصادقة والإخلاص. علينا أن نعيد القيمة الحقيقية لفكرة التكريم، بحيث يصبح وسيلة لدفع عجلة التطوير والعمل المثمر، لا مجرد وسيلة للتفاخر والمظاهر الفارغة.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة