الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-10

3:44 مساءً

أهم اللأخبار

2025-01-10 3:44 مساءً

مركز بحوث التقنيات الحيوية يسلط الضوء على خلايا هيلا وأثرها في تطوير العلاجات المناعية والجزيئية

Wide Web

سلط المركز الليبي لبحوث التقنيات الحيوية على خلايا هيلا (HeLa) التي تعد من أعظم الاكتشافات في تاريخ الطب الحيوي، حيث شكلت نقطة تحول حاسمة في دراسة بيولوجيا الخلايا السرطانية وتطوير العلاجات التخصصية.

وأوضح المركز أن هذه الخلايا، التي أخذت في الأصل من سرطان عنق الرحم لمريضة تدعى هنريتا لاكس عام 1951، أصبحت أول خط خلايا خالدة يمتلك قدرة غير محدودة على الانقسام خارج الجسم البشري، مما جعلها أداة محورية في فهم العمليات البيولوجية والجزيئية المرتبطة بالأورام.

ما يميز خلايا هيلا هو قدرتها على الانقسام المستمر، نتيجة إدماج فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) في الحمض النووي الخاص بها.

هذا الإدماج أدى إلى تعطيل الجينات المثبطة للأورام مثل p53 وRb، ما مكن هذه الخلايا من تجاوز نقاط التحكم الخلوي.

 إضافة إلى ذلك، تظهر خلايا هيلا نشاطًا مفرطًا لإنزيمات أساسية مثل التيلوميراز (Telomerase) الذي يمنع تقصير التيلوميرات، مما يمنحها صفة الانقسام اللانهائي.

تبرز الدراسات الحديثة الأدوار الديناميكية لإنزيمات مثل Matrix Metalloproteinases (MMPs)، التي تسهل انتشار الخلايا السرطانية واختراقها للأنسجة المحيطة، وإنزيم Lactate Dehydrogenase (LDH) الذي يدعم التحول الأيضي المعروف  “تأثير واربورغ” (Warburg Effect)، حيث تعتمد الخلايا السرطانية على تحلل الجلوكوز اللاهوائي لإنتاج الطاقة.

 كما تلعب Cyclin-Dependent Kinases (CDKs) دورًا جوهريًا في تنظيم تقدم الدورة الخلوية وضمان استمرارية التكاثر الخلوي.

ساهمت خلايا هيلا في تحسين الفهم العميق لتفاعل الخلايا السرطانية مع العلاجات المختلفة، بما في ذلك الأدوية الكيميائية والإشعاعية.

 كما وفرت نموذجًا مثاليًا لتحليل استجابة العلاجات المناعية، مثل الأجسام المضادة وحيدة النسيلة التي تستهدف مستقبلات نمو الخلايا السرطانية مثل EGFR وVEGF.

من الإنجازات البارزة التي اعتمدت على خلايا هيلا هو فهم تفاعل البيئة الميكروية للأورام، حيث تلعب الإشارات البيوكيميائية والبروتينات المفرزة مثل السيتوكينات دورًا حاسمًا في تطور الورم أو تثبيطه.

 هذه الدراسات فتحت آفاقًا واسعة لتطوير علاجات جزيئية تستهدف التفاعلات بين الخلايا السرطانية والبيئة المحيطة.

إن إجراء أبحاث دقيقة باستخدام خلايا هيلا يتطلب وجود مراكز بحثية متقدمة تتيح للعلماء تصميم تجارب تحاكي بيولوجيا الجسم بدقة.

 يعتمد هذا العمل على التعاون متعدد التخصصات بين علماء الأحياء الجزيئية، والهندسة الوراثية، والبيولوجيا الخلوية، مما يساهم في الوصول إلى استراتيجيات علاجية متخصصة تعالج نقاط الضعف البيوكيميائية للأورام.

مع التقدم المستمر في دراسة خلايا هيلا، أصبح بالإمكان تحسين الفهم العميق للآليات الجزيئية التي تحكم تطور الأورام، وتطوير أدوية تستهدف بشكل دقيق الإنزيمات والجينات المحورية في نمو الخلايا السرطانية، مما يفتح الباب لتحسين فعالية العلاجات وتقديم أمل أكبر للمرضى في مواجهة السرطان.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة