صادقت تونس على اتفاقية انشاء آلية للتشاور حول المياه المشتركة على مستوى الصحراء الشمالية بين تونس والجزائر وليبيا
جاءت المصادقة بعد أشهر من لقاء رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، والرئيس التونسي قيس سعيد، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الذي اتفقوا في أبريل 2024 خلال قمة جمعتهم في الجزائر على “تكوين فريق عمل مشترك لصياغة آليات لإقامة مشاريع واستثمارات كبرى مشتركة والتعجيل بتفعيل الآلية المشتركة لاستغلال المياه الجوفية المشتركة في الصحراء الشمالية”.
ويتكون أمر المصادقة من فصلين اثنين، ينصّ الأول على المصادقة على الاتفاقية المحدثة لهذه الآلية والتي تم توقيعها في الجزائر يوم 24 أبريل 2024، أما الفصل الثاني فيتعلق بنشر الامر بالرائد الرسمي.
وكان العدد الأخير من الجريدة الرسمية الجزائرية، الصادر في ديسمبر الماضي قد مرسوماً يخص تصديق الرئيس عبد المجيد تبون على اتفاقية ثلاثية تخص إطلاق «آلية للتشاور حول المياه الجوفية المشتركة» مع تونس وليبيا، على مستوى الصحراء الشمالية.
أكد المرسوم الجزائري أن «الآلية» التي لم يحدد اسمها حتى الساعة، سيكون مقرها بالجزائر، وسيتمثل دورها في «التشاور حول إدارة المياه الجوفية المشتركة بين الجزائر وتونس وليبيا.
استهلاك الجزائر
وكانت تقارير صحافية تونسية أشارت إلى حصول الجزائر على كميات كبيرة من المياه الجوفية بالمنطقة الحدودية التي تتبع تونس، تسببت في تضرر منسوب وادي مجردة وضفافه، بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة، إلى جانب بناء الجزائر سدوداً على مستوى المنبع بمنطقة سوق أهراس، الأمر الذي أثّر على الكميات التي تصل إلى المصب.
فيما أشار خبراء جزائريين في مجال الزراعة والموارد المائية، إلى انتباه الدول الثلاث لضرورة إطلاق تشاور حول المياه الجوفية المشتركة بينها، لتفادي أزمة سياسية محتملة، وهذا بسبب الجفاف الذي يضرب منطقة شمال أفريقيا عموماً، حيث بات مصدر تهديد لمياه الشرب والسقي في المنطقة، وهو ما يهدد الحياة برمتها في شمال أفريقيا.
حوض غدامس
وعلى الرغم من أن كميات المياه المشتركة بين تونس والجزائر في المنطقة الشمالية محدودة، فإن هناك منطقة جوفية كبيرة في الجنوب تشترك فيها الدول الثلاث، وهي حوض غدامس.
يشار إلى أن حوض غدامس المشترك بين الدول الثلاث يمتد على مساحة تبلغ مليون متر مربع، حسب بيانات توفرها وزارة الموارد المائية الجزائرية، وهو أحد أكبر منابع المياه الجوفية في العالم عبر الطبقة والتي تمتد بين جنوب شرق الجزائر وغرب ليبيا وجنوب تونس .
وتصل المساحة الحوض الجوفي إلى ضعف مساحة فرنسا إذ يقدر حجمها بحوالي 40 ألف إلى 50 ألف مليار متر مكعب من المنسوب الجوفي، ويشغل الجزء الأكبر منها 700 ألف كيلومتر مربع في الجزائر، ونحو 260 ألف كيلومتر مربع في ليبيا، ونحو 60 ألف كيلومتر مربع في تونس، ويعد هذا الحوض أكبر خزان للمياه الجوفية في المنطقة، إلا أن معدلات تجديده ضئيلة للغاية.
وفي الوقت الحالي، يتركز استغلال المياه في عدد من النقاط والآبار، حيث يوجد نحو 6500 بئر في الجزائر، و1200 بئر في تونس، ونحو 1000 بئر في ليبيا.
وتقدر الكميات المستغلة بنحو 2.2 مليار متر مكعب، منها 1.33 مليار في الجزائر و0.55 مليار في تونس و0.33 مليار في ليبيا.
ويمكن لهذا الخزان الجوفي أن يوفر المياه لحوالي 4.8 مليون شخص، ويعد مصدر حيوي في منطقة حافة بسبب عمليات التغذية الضعيفة بمياه الأمطار
ما بين المساعي للحفاظ على المياه والتعاون لاستغلال المخزون الجوفي بين الدول الثلاث، يبقى الواقع يؤكد أن هناك فقرا مائيا في الدول الثلاث، مع عدم إيجاد خطوات فعالة لحل الأزمة القائمة.