ليلة مرعبة عاشها أهالي العجيلات التي تبعد حوالي 80 كيلومترا غرب العاصمة الليبية طرابلس جراء اندلاع اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة بين التشكيلات المسلحة المسيطرة على المدينة.
وطالب أهالي المدينة المنظمات الإغاثية مثل الهلال الأحمر بالمساعدة في توفير ممرات آمنة لخروج العائلات خاصة وأن المينة تحولت ليلة أمس إلى ساحة حرب.
تبعات
وتركزت الاشتباكات في نطاق بوابة رأس يوسف ومنطقة الجديدة وجنان اعطيه، ولم يتضح بعد إن كانت خلفت أضرارا بشرية إلا أن مقاطع الفيديو التي تناقلها رواد مواقع التواصل الاجتماعي أظهر احتراق عدد من السيارات وإغلاق الطرقات.
وأدت الاشتباكات إلى تعليق الدراسة بالمدينة حيث أعلن مراقب التربية والتعليم ببلدية الجديدة في العجيلات عصام مولود الفهري، تعليق الدراسة داخل الحدود الإدارية للبلدية نتيجة للاشتباكات المسلحة، وبين أن هذا القرار يأتي حفاظا على سلامة التلاميذ والطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
أطراف الاشتباكات
واندلعت الاشتباكات بين مجموعة مسلحة تابعة لكتيبة 103 مشاة، المعروفة باسم السلعة، وأخرى تابعة لـحاتم الفهري.
وحملت المؤسسة الوطنيــة لحقـوق الإنسـان بليـبيـا، آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي صلاح الدين النمروش المسؤولية القانونيّة الكاملة حيال ما قامت به الكتيبة “103 مشاة” التابعة للمنطقة جراء الهجوم الذي قامت به دونما وضع أي إعتبارات لأمن وسلامة السكان المدنيين وعدم إجلاءهم من منطقة النزاع وتحويل مناطقهم السكنية إلى ساحة قتال، وشددت على ضرورة قيام جميع القوات العسكرية والأمنية بضمان أمن وسلامة المدنيين أثناء العمليات العسكرية والأمنية وعمليات إنفاذ القانون وعدم تعريض المدنيين للخطر، وذلك طبقاً لما نصّت عليه قواعد وأحكام القانون الدولي الإنساني.
خلفيات
ورغم أنه لم تتضح بعد أسباب الاشتباكات إلا أن سكان محليين قالوا إن الكتيبة 103 تسعى لملاحقة تجار الممنوعات في المدينة، وتمت إقامة سواتر ترابية في عدد من الطرقات بعد استهداف بوابة تابعة لها من طرف مجهولين في منطقة الجديدة.
وكان آمر المنطقة العسكرية الساحل الغربي أطلق عملية عسكرية في الثالث من الشهر الجاري لاستهداف أوكار الجريمة في الساحل الغربي وبدأ بمدينة الزاوية التي شن فيها غارات بالمسيرات إضافة إلى تدخل القوات البرية.
الغرب الليبي يعيش على صفيح ساخن سياسيا وعسكرية بسبب حالة الغضب الشعبي من حكومة الوحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة المتهم بالتطبيع إضافة إلى العمليات العسكرية التي تخترق سكون المدن المأهولة وتثير الرعب في قلوب الأهالي وهو ما يجعل حكومة الوحدة على المحك ويجعل بقائها في السلطة أمر مرتبط بحسابات معقدة ربما لا تكون في صالحها.