يحتفل الأمازيغ في يوم 13 من يناير برأس السنة الأمازيغية لعام 2975، ويطلق عليه تسمية “يناير”، ويسبق التقويم الأمازيغي، التقويم الغريغوري (الميلادي) بـ 950 عاماً.
تاريخ الاحتفال برأس السنة الأمازيغية
وترجع قصة الاحتفال برأس السنة الأمازيغية إلى أن اختيار هذا التاريخ من يناير يرمز إلى احتفالات الفلاحين بالأرض والزراعة، ما جعلها تُعرف باسم “السنة الفلاحية”، أو إلى أن هذا اليوم من يناير هو ذكرى انتصار الملك الأمازيغي “شيشناق” على الفرعون المصري “رمسيس الثاني” في مصر في المعركة التي وقعت على ضفاف النيل سنة 950 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ.
ويعيش الأمازيغ في شمال إفريقيا، وهم السكان الأصليون لتلك المنطقة، إذ يرجع تاريخهم إلى عصر الإمبراطورية الرومانية على الأقل، وقد بقول هناك وحافظوا محافظين على لغتهم وهويتهم وثقافتهم المختلفة عن العربية.
وينتشر الأمازيغ في المنطقة الممتدة من المغرب غرباً إلى مصر شرقاً، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالاً إلى نهر النيجر جنوباً، ويدين معظمهم الإسلام، ولغتهم الأمازيغية بلهجات محلية متعددة.
ويقدر عدد الأمازيغ في إفريقيا الشمالية ما بين 20 إلى 50 مليون نسمة، ويتركز معظمهم في المغرب والجزائر، عدا عن المغتربين المقيمين في أوروبا الذين تتراوح أعدادهم بين 2 إلى 4 ملايين نسمة.
وتسمى اللغة التي يتحدث بها الأمازيغ “تمازيغت”، ولها العديد من اللهجات الأمازيغية التي تختلف عن بعضها بشكل كبير من حيث نطق المفردات والقواعد، كما أن هذه اللهجات ليست مكتوبة، عدا التي يتكلم بها الطوارق.
أماكن انتشارهم
وينتشر الأمازيغ في المغرب (شمال البلاد ومنطقة الريف وجبال الأطلس)، والجزائر في (منطقة القبايل وشرق البلاد وشمال الصحراء الكبرى)، وفي تونس (جربة وتطاوين وشرق قفصة)، وفي ليبيا (جبل نفوسة وزوارة)، وفي مصر (واحة سيوة)، وفي مالي والنيجر وبوركينا فاسو وموريتانيا التي تتنقل عبر حدودها قبائل الطوارق.
ويطلق عليهم أيضا اسم “البربر” وهناك عدة نظريات متعلقة بهذه الكلمة، أحدها تقول إن الكلمة مشتقة من كلمة بارباروس وتعني الأغراب باليونانية، كما يطلق الأمازيغ على المغرب اسم تامازغا أو أرض الأمازيغ.
وتنتمي لغة تمازيغت إلى عائلة اللغات الأفرو آسيوية ولها صلة باللغتين المصرية والإثيوبية القديمة.
أصل الأمازيغ
وأصل الأمازيغ من الناحية التاريخية مفقود، وتباينت الروايات بشأنه، حيث كان ابن خلدون من أبرز المؤرخين الذين تناولوا هذا الموضوع بتفصيل، في كتابه “تاريخ البربر”، إذ أفرد فصلا خاصا للحديث عن سلالات نسب الأمازيغ، التي قدمها مؤلفون من قبله، مفادها أن أصل الأمازيغ يعود إلى المشرق، وأنهم قدموا من سوريا وفلسطين عقب طردهم من اليهود بعد موت جالوت، وأنهم استوطنوا مصر فترة قصيرة جدا.
ويعتقد ابن خلدون أن الأمازيغ “كنعانيون تبربروا”، ويقول إنهم هم أحفاد مازيغ بن كنعان. ويقول في هذا السياق “إنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح، كما تقدم في أنساب الخليفة وإن اسم أبيهم مازيغ وإخوتهم أركيش وفلسطين إخوانهم بنو كسلوحيم بن مصرايم بن حام”.
أما الباحثون الأوروبيون المعاصرون، فقد انقسمت آراؤهم عن أصول الأمازيغ، فبينما استند الألمان إلى علم اللغة لتأريخ جذورهم، اعتمد الفرنسيون على علم الأنتربولوجيا.
وهناك خبراء يقولون إنهم جاءوا من اليمن القديم وسافروا إلى إفريقيا عبر البحر، وهناك رأي آخر يرى أنهم ربما جاءوا من أوروبا أو مناطق البحر الأبيض المتوسط القديمة.
والأمر الوحيد المؤكد هو أن الأمازيغ موجودون في شمال القارة الأفريقية قبل أي شعب آخر تذكره كتب التاريخ، وعبر مئات السنين قاوم الأمازيغ عملية التعريب الكامل للغتهم وثقافتهم.
احتفال ليبيا بالسنة الأمازيغية
وتحتفل ليبيا بهذه المناسبة بإعداد أطباق الكسكسي الذي يُسقى بالحليب تفاؤلا منهم بأن تكون السنة الفلاحية ذات محصول زراعي جيد.
وهناك مناطق في ليبيا تحتفل بهذه المناسبة بشكل رسمي وتعتمدها عطلة رسمية، مثل منطقة زوارة، بعد إعلان المجلس الأعلى لأمازيغ ليبيا الاحتفاء بهذا اليوم في جميع المناطق الواقعة في نطاق عضويته.
ومن مظاهر الاحتفال ما يسمى بـ”أباينو”، وهو عبارة عن جولة للأطفال رفقة شخص بالغ يمثل دور العجوز بلباس قديم، ووجه مطلي بالفحم ويرددون أشعار وأهازيج يلتمسون عبرها طلب هبات من الناس ويشكرون الكرماء ويستهزئون بالبخلاء.