حسن إدريس
يا أيها الناسُ كم نحتاج معجزةً .. لندرك الآن أن الحبّ معجزةُ !!
اعتاد القراء والباحثون والدارسون لسير الأدباء في كافة مشارب الأدب .. البحث عن أولئك الذين خبرتهم الحياة فصاروا كبارا بما عاشوا من سني عمر أبانت حنكتها فيهم .. وبما خطوا من إرث ثقافي يثرون به الساحة الثقافية في بلدانهم ومن ذاع صيته ففي الوطن العربي والبعض استطاع قلمه أن يثبت وجودا متميزا بين مثقفي وأدباء العالم بتراجم وتبادل خبرات وحضور شخصي لمحافل أدبية برزت أعمالهم القيمة فيها .. بعضهم على قيد الحياة والأمل مستمرين بعطاءاتهم والبعض فارقوا عابرين تاريكين أثرا يحتذى .. ولكننا اليوم نجمع سيرة شابة سيضيف إليها الشاعر حسن أحمد الطاهر إدريس صاحب الأربع والثلاثين ربيعا مما ستختبره فيه الحياة ويعاركها وربما يتصالحان في أحايين كثيرة بدأتها هكذا لأعلن للقارئ أننا لن نضع نقطة نهاية سطر في بيوغرافيا تبدأ ماتزال لشاعر ولد في طرابلس 20/6/1990 م ومن جامعتها تحصل على درجة البكالوريوس وكان من أوائل الخريجين في تخصصه الهندسة المدنية عام 2012م فعمل معيدا بكليته وقد شارف على استكمال رسالة الماجستير متطلعا لاستزادة علمية مع مكانته الأدبية الرفيعة حيث ملامح اهتمامه بالشعر العربي الذي أتقنه اتضحت في سني عمره الأولى دعمها باهتماماته بكافة الآداب صاقلا موهبته بمشاركات عديدة في مهرجانات وتكللت بعد نضجه الشعري بحضور بارز لمحافل محلية ودولية حاصدا جوائز في عدد من المسابقات التي خاضها واثقا من قلمه القائل مقدما لإحدى قصائده العنونها ( موت مؤجل ) انتخب بعضا من أبياتها بعد التقدمة :
” إلى الأبرياء الأنقياء الذين استضافتهم المقابر عندما ضاقت عليهم أرض وطنهم الفسيحة، إلى الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الشباب الذين مروا خطأً بدرب الموت، إلى كل من نسيتُه …؛ إلى كل نقي حي يموت على قيد الحياة كل يوم، يؤلمه وطنه المسروق وهو يدري أنه في جيب لصٍّ يعرفه جيدا.. “
نَمُوتُ عَلى قيْدِ الحَيَاةِ … كَنَخْلَةٍ
تُرَاقِبُ طُوفَانًا … يَمُرُّ … لتُكْسَرَا
وَتَسْأَلُ عَن ظِلٍّ لَهَا .. قُدَّ حُلْمُهُ:
(أَيَصْغُرُ ظِلِّي كُلَّمَا صِرْتُ أَكْبَرَا؟!)
# لحسن إدريس فنون إبداعية أخرى فهو يتقن فن الخط العربي بأنواعه وربما شاهدنا له معارض مهمة مستقبلا وفي فن الكتابة الأدبية لم يتوقف عند الشعر فكانت له مشاركات نثرية قصيرة وأخرى مقالات مطولة تتدارس شؤون الأدب واللغة وقد أجري معه عديد اللقاءات منها برنامج بيت القصيد عبر قناة الرافدين من نثرياته القصيرة قال الشاعر مشعرا مضيفه بالانبهار :
” ربما يبتسم الإنسان وهو يخفي وراءه جيوش من الآلام فإذا كانت السعادة من نصيب شخص فما يمنع من أن يرسمها على صفحات الآخرين بابتسامته “.
# في قراءة قصيرة لكنها جامعة لديوانه الأول ” عندما التقيتُ بي ” المجموعة الشعرية الأولى التي صدرت عن دار إمكان للطباعة والنشر متضمنة قصائد كتب معظمها في أوقات عصيبة مرت بها البلاد ومدينته على وجه التحديد .. كتب عنه الشاعر الكبير عمر عبدالدايم قارئا بتحليل الشاعر المشفق لا الناقد المتمحص ومن يقرأ الآن سيدرك لماذا انتحى عبدالدايم هذا المنحى مع مجموعة حسن الباكية :
لا يُخفِي شاعرُنا مقته للحرب والاقتتال بين ابناء الوطن ، لذلك نجده يغني للأنقياء وللأبرياء ، يغني للأب وللأم يغني لطرابلس وللأمل الذي لا بُدّ آتٍ..
وحين يرهقه ضجيجنا اللامعقول يصرخ حسن ادريس:
يا أيها الناسُ كم نحتاج معجزةً
لندرك الآن أن الحبّ معجزةُ!!
الموت .. مفردة تكررت كثيراً في ديوان حسن ، على أنه في مواجهة هذا اللغز الأكبر والسؤال الأعظم نجده ينبري لتعريفه والتعامل معه بكل بساطة قائلاً:
لأن الموتَ قافيةُ الحياةِ
ستخبرك القصائدُ عن مماتي
في 30/نوفمبر / 2018 شارك في مهرجان الشعر العربي – دورته الأولى الدورة الذي أقامته الجمعية الدولية للشعراء العرب وترك أثرا جميلا في قلوب الشعراء المشاركين فقال عنه الشاعر خالد المحيميد من حمص / هادىء .. عميق .. يحس بكل حرف يقوله .. في ابتسامته الكثير من الشاعرية عم .. هو الشاعر في الشكل والمضمون بورك المهرجان الذي جمعنا بالصفوة .. كان الحسن بصمة فريدة شعرا وحضورا وألقا .
متعثر إني بصوتك مذ مشى
في حقل ذاكرتي هناك ووشوش
لا شيء يسمعني سوى صمتي
ولا صوت سواك اطل فيا وعششا
ولأن سحرك فكرة شعري أتي
وبكل سر لا يباح به وشى
ولأنك الأحداث كنت مؤرخا
لسنين حسنك حين طرفك رمشا
وأتيتي من أقسى الجمال لتنقضي
استكشاف ماجلان حقبة فتشا
سيظل صوتك لي عجيبا دائما
كبلال في الجنات لحظة خشخشا