محمد القذافي مسعود
أكنس ما علق بذاكرة الشوارع متفقدا ما تبقى من أرواح نمت على صـــدر المدينة كل صباح يقفون على باب «الســـنفاز» ويمضون إلى المجهول يقضون أوقاتهم في «اللــــوك لوك» والأحاديث الصدئة. كما يبدأ النهار ينتـــهي ميتا.
أحلم بمكنسة تنظف ذاكرتي. تنظف المدينة من بقايا أناس تعبوا من محاولة بقائهم على آدميتهم من معنى أن تستمر كإنسان، أن تبحث كل يوم عن إجابات لأسئلة تصدع رأسك بدون جدوى ولا حل لها سوى تناول «حبوب البندول».
٭ ٭ ٭
كل شي صار يفرغ من معناه.. يفرغ من ذاته ليكون أي شي آخر غير ذاته.. غير الذي يجب أن يكون عليه.. الأمر تعدى التدمير إلى النسف وحرق ما تبقى.
٭ ٭ ٭
كل شي يرتقي.. حتى الكذب صار له شكل خاص به ووظيفة تضمـــــن له حقــــوقه ومكانته.
كذاب تم تعيينه بوظيفة محلل سياسي
٭ ٭ ٭
تحطمت الآمال
تعطلت الأفعال
وتراجع معها الإيمان.
٭ ٭ ٭
سيادة الوزير رائحة نتنة تفوح من جوربك .. والفساد في أعلى مؤشر له بالأحمر على جبينك.. لن تفيدك العطور الباريسية غالية الثمن !
تلك كلماته وهكذا بثورية قلم يدرك أن الكلمة مصداقية معتملات الروح ومفتاحك للنفاذ داخل أفكار الآخرين وثمة سر في ( الكاريزمة ) فطري يهبه الله للبعض ليلجوا القلوب فتستقيم العلاقات الفكرية والروحية معا في ملتقى مع أشباههم أو أضدادهم سواء .. وهو منهم محمد القذافي مسعود إبن ليبيا المولود في غريان 13 / 7 / 1978 وفيها تتلمذ حتى اتضحت ملامح موهبته وهواياته الأدبية والفنية ليدرس في طرابلس بمعهد جمال الدين الميلادي ( بقسم المسرح والتمثيل والإخراج المسرحي ) متخرجا عنه عام 2000 م حاصلا على الدبلوم المتوسط .. وهو الآن الصحفي المستقل والشاعر الذي تضمنت النسخة الإنجليزية من كتاب الشعر العالمي في العام 2024 اسمه ضمن الشعراء العالميين .. وفي المجلد الثاني من الموسوعة العالمية للثقافة 2024 الصادر عن المركز الدولي لترجمة الشعر والبحث كان الاسم الوحيد من ليبيا هو ( محمد القذافي مسعود ) محتويا على أعمال باللغة الإنجليزية لعدد 265 من شعراء دوليين مشهورين وشعراء خارقون كما جاء في الكتاب من 103 دولة ومنطقة مع صورهم بالأبيض والأسود ومقدمة موجزة باللغة الإنجليزية ، بالإضافة إلى مراجعات الكتب والأوراق البحثية ومراجعات الشعراء ومقابلات الشعر وغيرها.
مسعود كتب في العام 2017 اترك عصا الراعي وفيها :
اترك عصا الراعي أيها المهذب .. كف عن الدوران
عن الخروج الأعمى من الحلم ..
اترك عصاك تهش بها قطيعا من أطفال ..
تقطع وعدا مبجلا لا يتحقق إلا بصعود مأساتك
تنسج عباءتك بشعب من يقين ..
تصل خيط شمس بآخر ..
من مؤلفاته _ عالفرح مصبحني / شعر غنائي 2006 .
_ المختلفين في نعناع النظرة / شعر / منشورات مجلة المؤتمر بطرابلس ليبيا
_ حواري معهن : ( حوارات مع عدد من المثقفات والكاتبات العربيات ) 2008 . دار ميم للنشر . الجزائر . 2008 .
وقد نشر نتاجه بكافة الصحف والمجلات الليبية والعربية
في 28/12/2011 كتبت الناقدة المصرية ( مروة متولي ) في صفحات من صحيفة الثورة الدمشقية .. مقالا نقديا تناول ديوان الشاعر عنونت القراءة ( فنيات ورؤى شعرية ) لتقول في بعض من أعمال الديوان وفي الشاعر ذاته :
محمد القذافي مسعود، صوت شعري له نبرته المميزة، فهو صوت جاد وحقيقي يحمل في ثناياه هماً إنسانياً وجمالياً، يتمثل ذلك في بعض جوانب من إحساس الشاعر بالكون والحياة وكذلك في استخدام اللغة ورسم الصورة ، فنحن حين نطالع ديوانه، تأخذنا اللغة والإيقاع الداخلي بقدر ما يأخذنا عمق الأفكار ورهافة المشاعر في مجموعة من القصائد المتميزة التي تحتمل أكثر من قراءة .
نلاحظ في هذا الديوان أن الشاعر يلتزم جانب الاقتصاد في العبارة والتركيز في الصورة، فقصائده لا تطول كثيراً، وهو ما منح الديوان كثافة في المعنى، فيبدو على تركيزه هذا ثرياً بما ينطوي عليه من فنيات ورؤى، وتتراوح موضوعات القصائد ما بين الحزن المشوب بالسخط من الواقع الذي يبدو تغييره مستحيلاً، والعلاقة بين الفرد والأرض حيث تصبغنا الأمكنة بهويتها، كذلك العلاقة بين الفرد والآخر الذي نتوسل فهمه لنا وتواصله معنا، كما تنطوي قصائد هذا الديوان في مجملها على إدانة كبيرة للحاضر ويأس من المستقبل، حتى وإن كان هناك بعض من الروح التحفيزية في بعض الأبيات.
الرتابة، الجمود، الركود، الركض وراء الزمن المحبط المثبط للهمم والقاتل للآمال، نلمح صدى هذه المعاني في أكثر من قصيدة في هذا الديوان، وتدور قصيدة أكثر/أقل في فضاء الأمنيات المستحيلة، في هذا الراهن المثقل بالمشكلات والعوائق، هذا الذي يجعلنا نرتمي على وساد التكسر.
” أهيم شارداً وراء- فكرة صغيرة-بمدينة ضائعة- ومتاهات صانعة الظلال
ظلال الوهم الوردية-برغم الزحام والاكتظاظ- أجدني تائهاً-يمتطي جواد الريح
دراهم قد لا تكون ثمناً- تأخذني حيث يولد السراب-مأوى الهموم
واغتراب القلب في وطنه – سؤال يحتاج شحن الذاكرة – وبوابة عبور
سؤال مغتال – وجواب ميت – على لسان حكمة – أوجدها منطق الخواء
عاقل من فرط ما احترس – أكلته الظنون”
نشرت هذه القراءة النقدية المستفيضة وغيرها من المنشورات عن الكاتب وله أيضا في موقع بلد الطيوب كما كتب عنه الشاعر رامز النويصري في ذات الموقع تحت عنوان ( محمد القذافي في إصدار عالمي عن قصائد الحب ) :
الشاعر الليبي محمد القذافي مسعود سيكون ضمن مجموعة من شعراء العالم ضمن الموسوعة الشعرية (مع نقاء الحب اللامحدود)، أو (With The Boundless Immaculacy of Love) ، وهي موسوعة ثنائية للغة لقصائد الحب.
الكتاب تحت إشراف Contemporary Literary Society of Amlor Banda، وMewadev Granth Academy-laurels’ choice (( جمعية الأدب المعاصر في أملور باندا، وأكاديمية ميوا ديف جرانث-اختيار الغار )) .
فالشاعرنا المتصاعد منذ البدء نحو فضاءات أوسع ورؤى أعمق عديد المنشورات على المواقع والمجلات الإلكترونية .. كمجلة المقتطف/ مجلة عشتار / مجلة أوتاد الأدبية / ثقافة بلا حدود / فضاءات / أفق الثقافية / مجلة أقلام عربية / الفوانيس / كتابات / المثقف / فراديس / مجلة جسور / مجلة التشكيلي / موقع وداد عقراوي / موقع اتحاد المثقفين الكورد / دروب / موقع أدباء ليبيا / الركن الأخضر / شبكة الفهد الإخبارية / صحيفة الإذاعة المغربية / الحدث / مدونة مصياف / الحوار المتمدن / موقع قناة الجزيرة / الفضاء الثقافي / موقع بوابة ليبيا / المقهى الثقافي / موقع سما كورد / دوغاتا كوم / مركز النور / مجلة الكلمة / بيت الشعر اليمني / موقع جداريه .
عالم الشاعر محمد القذافي عالم صغير يشكله بالاستعارة .. هذا عنوان مقال نقدي آخر بقلم الناقد عبدالحق ميفراني وهو شاعر وناقد من المغرب الشقيق قال في بعضه :
لا تتحدد سمات تجربة الشاعر محمد القذافي مسعود ، خارج سياق تجربة القصيدة العربية الحديثة، في تجاربها الجديدة التي شكلت بأفقها المغاير عنوانا كبيرا لمسار التحول الذي خططته، سواء داخل الجسد الشعري الليبي أو خارجه. وتمكننا قصائد الشاعر محمد القذافي مسعود من تلمس مسارات هذه الرؤى وفاعلية الإخصاب الشعري والذي جعل من القصيدة ديدن حفريات القلق الأنطولوجي، إذ عبرها تمكن هذا الجيل الشعري من رسم أفقه الخاص والمختلف.
وحين نشير لمسارات التحول، فإننا ننصت للمنجز النصي الذي يقدم توصيفات شعرية لهذا الملمح، وإذا كانت قصائد الشاعر محمد القذافي لا تمثل إلا جزءا مصغرا من هذا الجسد الشعري الخصب، إلا أنها تنفتح برهانها على قصيدة النثر كبناء، وعلى ثيمة التشيؤ ككتلة دلالية مهيمنة، على رغبة جامحة في الكتابة على العالم الذي ينهار، العالم الذي ينصهر في التشظي، وهذا التشظي دليل مضاعف على أفق الانكسار الذي صيغت وفق رؤى القصائد إذ لم نقل أن القصائد صدى مباشر لصوت الانهيار الكلي..
” وما بين فوضاي وحد السؤال
كان الغيم يمطر “
ولا يغلف الشاعر محمد القذافي مسعود نصوصه الشعرية داخل سياقات واصفة بقدر ما ينشغل بعالمه الصغير الذي يشكله أمامه، بلغة أقرب الى الكتابة البصرية، وحين نستدعي مفهوم التشيؤ فلأنه واصف لسمات أفق النصوص ووحدة توليدية لدلالات القصائد ورؤية ثاوية تشيد انبناءاتها إذ يكفي أن نعيد قراءة هذه القصائد الأضمومة لكي يكشف لنا الشاعر محمد القذافي، سر هذا الفعل الكيميائي الشعري حيث لا روح للمعنى، ولا ذاكرة للأشياء إلا قدرتها على خلق استعارتها الحية .
القذافي مسعود كعالمه الشعري لا يحده مكان ربما الأزمنة وحدها تقيده بتواقيتها فكان له من العضويات التي قاربت بينه إنسانيا والجميع وبين حرفه والقراء المتناولين ذائقة مختلفة والنقاد المتمعنين كعضويته بتجمع شعراء بلا حدود عام 2008 _ وكيف وهو الفنان والكاتب الغنائي لا تكون له عضوية بنقابة الفنانين الليبيين _ وهو عضو هيئة تحرير مجلة الفضاء الثقافي الالكترونية ( 2007 / 2008 ) _ عضو بالحركة العامة للكشافة والمرشدات ” انتسب عام 1991 ف ” فوج كشاف غريان إلى أن أصبح قائد فرقة ” 1997 ” وحتى عام 2000 ثم توقف نشاطه ليستأنف نشاطه الكشفي في القيادة عام 2004 وبعد ذلك توقف نهائيا _ عضو مؤسس بفرقة المسرح الحي غريان 1997 ف .التي شاركها تقديم باكورة إنتاجها ( مسرحية التعاقب ) عام 1999 بالمهرجان الوطني الثامن للفنون المسرحية / طرابلس _ عضو اللجنة الوطنية للعمل التطوعي الشبابي / غريان 2003 ف_ منسق الشئون الثقافية باللجنة الوطنية للعمل التطوعي الشبابي غريان ( 2003 _ 2005 ) _ المنسق الإعلامي العام لفرقة صحراء ليبيا للمنوعات ( 2002 _ 2004 ) .
_ وأنا أبحث عن سيرته هنا وهناك وقفت عند ماكتبه في مقاله النقدي عنه الكاتب المغربي ميفراني وسأقتطع لكم قراءنا ماجعلني أقارن بالمشار كات العديدة للشاعر محمد مسعود القذافي والكاتب الصحفي حيث قال في ختام مقاله النقدي :
قنوات نصوص الشاعر هي حقل رؤاه الذي يغرف منه، والذي لا ينبني إلا على تخطيطات أولية للدهشة، وما الرهان على القصائد القصيرة والشذرية إلا صدى مفتوح على قدرة التكثيف التي يصوغ بها الشاعر رؤاه. الشاعر محمد القدافي مسعود شاعر قادم مع حلمه الصغير في أن يكون العالم أشبه باستعارة صغيرة تكورها يداه..
” نكتب على فخذ البيت
أننا هنا
ننهش غربة الشارع
ليصيـر الزقـاق
قمراً على كتف الروح ” .
هل العالم صغير لشاعر شارك : أمسية مجلة الفضاء الثقافي / طرابلس 2008 _ وأمسية المركز الثقافي السوداني بطرابلس 2008 _ كما شارك بورشة نقدية بنادي أدب الدقي / القاهرة 2007 _ وكان ضمن الشعراء بالأمسية الشعرية الثانية بمعرض طرابلس للكتاب 2007 _ وارتحل لزله ليشارك مهرجان زلة للشعر والقصة 2004 ف زلة _ وفي المهرجان الوطني الثامن للفنون المسرحية 1999 ف طرابلس _ كما حضور مهم للقذافي مسعود ومساهمة في مهرجان النهر الصناعي للمواهب الأدبية 4 / 1 / 1997 ف. بنغازي _ شارك في عدة حملات تضامنية مع عدد من الجمعيات والمؤسسات الحقوقية في الوطن العربي وتحصل على عدد من شهادات التقدير من جهات مختلفة _ أماسي شعرية في : طرابلس / الزاوية / غريان / مصراتة .. أقام العديد من الأمسيات الشعرية والثقافية المنوعة بمدينة غريان بداية من عام 1996 حتى عام 2004 ف _ أجرت معه إذاعة مونتي كارلو الدولية مقابلة في برنامج ” أفكار ” من إعداد وتقديم فايز مقدسي 2008 _ وأجرى حوارات صحفية مع عدد من الأدباء والكتاب والفنانين الليبيين والعرب نشرت بالصحف الليبية وبعض المطبوعات العربية المختلفة ..
أشعر بك تنفضينني
عنك كل صباح
ما أقسى حضنك البارد
فيك ليلي يتخشب
كما نهاري يصدأ
غ رر ي اا ه اا ن
حينما نبحث عن صحفي وشاعر خاض تجاربه الصحفية في بلده وقادته لأبعد من حدوده ناح كتاب وأدباء ثقافتهم ولغتهم مختلفة ليؤمنوا استحقاق حرفه أن يزاحمهم إصداراتهم ومنشوراتهم سنجد المحتفين به خصصوا له مواقع فخيمة .. فوجدنا خلال البحث عن سيرته تعليقا نقديا نشر بصحيفة المساء المصرية عام 2006 للدكتور جمال عبد الناصر اختص نصا للشاعر محمد القذافي مسعود أما الدكتور زرقون قريرة نصر في الجزء الثاني من كتاب الحركة الشعرية في ليبيا خصص صفحة وأكثر للقذافي تعريفا وتحليلا .. وتصدر اسمه قائمة الأدباء الشباب في موقع بلد الطيوب عبر المسؤول عن الموقع الشاعر رامز النويصري .. ونشرت له صحيفة العرب اللندنية في العام 2005 وتعود في العام 2006 تتحدث عنه العرب اللندنية عبر اتجاهات في الأدب الليبي المعاصر .. وكتاب ( أسئلة القصيدة الحديثة في ليبيا ) للشاعر الفلسطيني جميل حمادة .. واهتمت مجلة الملتقى الليبية في عددها التاسع عام2005 أن تفرد له مساحة لأحد أعماله .. هذا الشاعر والكاتب الصحفي المستقل صاحب النتاج الشعري والنثري بين الفصيح والعامي حتى أنه كتب شعرا غنائيا استهوت بعضها الفنان شكري العروسي فكان بينهما تعاونا عام 2008 م .. ومايزال صاحب السيرة يبدع عطاءً ممعنا ولكنه يطوف خارج حدود الوطن مرتبطا بعالمه الواسع لا كما قيل عنه نقدا عالمه صغير وهذا يجعلنا بعد أن جمعنا عنه هنا لدارس أو باحث أو مهتم بسير المثقفين الليبيين مايمكنه من التعرف عليه داعية من يفعل استشراف مستقبل النتاج الأدبي والصحفي كما يتوقف عند ما كان من إبداع .. تاركة في الختام المفتوح هذا ربما يأتي بعدنا من يضيف جديدا .. بعض أبيات من وجدان الشاعر الصحفي الليبي الذي صعد للعالمية بحروفه مصدقا حلمه مثبتا موهبة فذة يشار إليها يقول في بعض قصيدته ظلال الوهم الوردية :
أهيم شارداً وراء
فكرة صغيرة
بمدينة ضائعة
ومتاهات صانعة الظلال
ظلال الوهم الوردية
برغم الزحام والاكتظاظ
أجدني تائهاً
يمتطي جواد الريح
دراهم قد لا تكون ثمن
تأخذني حيث يولد السراب
مأوى الهموم
واغتراب القلب في وطنه
سؤال يحتاج شحن الذاكرة
وبوابة عبور
سؤال مغتال
وجواب ميت
على لسان حكمة
أوجدها منطق الخواء
عاقل من فرط ما احترس
أكلته الظنون