الأخبار الشاملة والحقيقة الكاملة​

2025-01-27

9:21 مساءً

أهم اللأخبار

2025-01-27 9:21 مساءً

“هنا تيتا” المرشحة لمنصب مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.. والباحثة عن ود إسرائيل.. سيناريوهات وردود أفعال حول مرشحة غوتيرش

"هنا تيتا" المرشحة لمنصب مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا.. والباحثة عن ود إسرائيل.. سيناريوهات وردود أفعال حول مرشحة غوتيرش

في خطوة تهدف إلى تعزيز جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام والاستقرار في ليبيا، رشّح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الدبلوماسية الغانية البارزة هانا سيروا تيتا لتولي منصب مبعوثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ورئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (UNSMIL). تأتي هذه الخطوة بعد مسيرة مهنية طويلة لتيتا في المجال السياسي والدبلوماسي على المستويين الوطني والدولي.

ولدت هانا تيتيا في 31 مايو 1967 في مدينة سيجد بالمجر، لأب غاني وأم مجرية. أكملت تعليمها الثانوي في مدرسة ويسلي الثانوية للبنات في كيب كوست بغانا بين عامي 1978 و1985. ثم التحقت بجامعة غانا، حيث حصلت على درجة البكالوريوس في القانون (LL.B). بعد ذلك، التحقت بكلية القانون في غانا وأصبحت محامية معتمدة عام 1992.

بدأت تيتيا مسيرتها المهنية كموظفة قانونية لدى الاتحاد الدولي للمحاميات (FIDA) من عام 1992 إلى 1993.

عملت في شركة المحاماة “أنسا-أساري وشركاؤه” ثم التحقت بشركة “غانا أجرو فود” (GAFCO) كمستشارة قانونية. شغلت هناك مناصب متعددة، منها مدير الموارد البشرية ونائب المدير العام.

انتُخبت عضوًا في البرلمان الغاني عن دائرة أوتو سينيا في انتخابات عام 2000.

عُينت وزيرة للتجارة والصناعة في الفترة ما بين 2009 -2013 في حكومة الرئيس جون أتا ميلز، حيث كانت جزءًا من فريق الإدارة الاقتصادية وعملت على تعزيز الاستثمار والتجارة.

شغلت منصب وزيرة الخارجية في الفترة ما بين 2013 -2017 في حكومة الرئيس جون ماهاما، حيث مثلت غانا في المحافل الدولية وكانت عضوًا في مجلس الأمن القومي ومجلس القوات المسلحة.

علاقتها مع الكيان الإسرائيلي

عام 2016 التقى رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوزيرة الخارجية في غانا، هانا تيتيا. وقد رحب بدورها الرئيسي في توسيع العلاقات بين البلدين والقيم المشتركة للديمقراطية وسيادة القانون.

في سياق القرارات المناهضة لإسرائيل في المنظمات الدولية، أعرب نتنياهو عن أمله أن لقائه بتيتا يعزز التقارب مع غانا ويؤثر في التغيير الملحوظ في تصويت الدول الأفريقية في الأمم المتحدة المستمر لصالح إسرائيل.

بعد الحرب على غزة التي بدأت في 7 أكتوبر ظهر التباين في المواقف على الساحة الأفريقية أيضًا، فتبنّت دول مثل جنوب أفريقيا والسنغال رفض حرب إسرائيل على غزة، وكانت دول أخرى من أنصار الحرب والداعمة لإسرائيل، مثل كينيا وغانا والكونغو الديمقراطية.

غانا التي لم تتخذ أيّ موقف دبلوماسي أو سياسي ضدّ إسرائيل في حربها على غزّة، بل أيدتها في حربها على غزة ، ويرى مراقبون أن غانا هي الباحثة دوماً عن ود إسرائيل.

العمل مع الأمم المتحدة

شغلت منصب المديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في نيروبي (UNON) في عام 2018.

تم تعيينها كممثلة خاصة للأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي ورئيسة مكتب الأمم المتحدة لدى الاتحاد الأفريقي.

تعمل حاليًا كمبعوثة خاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمنطقة القرن الأفريقي، حيث لعبت دورًا بارزًا في حل النزاعات الإقليمية وتعزيز التعاون.

المهام الدولية والخبرة

قادت تيتيا العديد من المبادرات في مجالات السلام والأمن والتنمية المستدامة، كما شاركت في جهود حل النزاعات في جنوب السودان ومنطقة القرن الأفريقي، ما أكسبها خبرة واسعة في التعامل مع الأزمات السياسية المعقدة.

مؤهلاتها لمنصب مبعوثة ليبيا:

بفضل خلفيتها القانونية والسياسية والدبلوماسية، يرى غوتيرش أن تيتا خيارًا قويًا لقيادة بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، تمتلك خبرة عميقة في الشؤون الأفريقية والتعامل مع النزاعات، إلى جانب قدرتها على بناء الثقة وتعزيز الحوار بين الأطراف المتنازعة.

ردود الفعل على ترشيحها:

قوبل ترشيح هانا تيتا بردود فعل متباينة في الأوساط الليبية. بينما رحب البعض بخبرتها الدولية وحيادها، أبدى آخرون تحفظات استنادًا إلى التجارب السابقة مع مبعوثين من خلفيات أفريقية. لا يزال تعيينها رسميًا في انتظار موافقة مجلس الأمن الدولي.

وأعربت روسيا عن قلقها الشديد تجاه طريقة ترشيح تيتا، وقال مندوبها في مجلس الأمن الدولي، فاسيلي نيبينزا، إن “التعيين تم دون تشاور مسبق مع أعضاء المجلس، وإن عملية الاختيار تفتقد إلى الشفافية”.

ودعا نيبينزا إلى “تأجيل القرار حتى يتم تقديم قائمة كاملة بجميع المرشحين، مع توضيح مبررات اختيارهم واستبعادهم”.

وقال المحلل السياسي الليبي، سالم أبو خزام، إن “هناك انقساماً حاداً في مجلس الأمن الدولي تجاه قضية تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، وهذا الانقسام أساساً بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا”.

وتابع أبو خزام، في تصريح خاص لـ “إرم نيوز”، أن “هذا الانقسام مؤثر بدرجة كبيرة، لكن دخول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الخط سيقلب الموازين، فالرجل متجه نحو تخفيف التوتر مع روسيا، وقابل للتضحية بأوكرانيا، وقبول رغبات روسيا”.

وشدد على أن “وجود حنا تيتا كأفريقية ونائبة لا رئيسة، وليست باختصاصات كاملة، يمكن أن يمر لكنه لن يحسم الأمور في الملف الليبي”، مشيراً إلى أن “السيدة حنا تمثل حلا وسطا بين الأطراف بغض النظر عن قدراتها”.

مخاوف من تكرار السيناريو

المحلل السياسي الليبي، الدكتور خالد الحجازي، فاعتبر أن “تعيين المبعوث الأممي يتطلب موافقة مجلس الأمن الدولي، إذ يمكن لأي من الدول دائمة العضوية استخدام حق النقض (الفيتو) لإيقاف التعيين”.

وأكد الحجازي، في تصريح لـ “إرم نيوز”، أنه “في الحالة الليبية، تعد روسيا والصين من أبرز الأطراف التي غالباً ما تعترض على الأسماء المقترحة، بينما تعتمد الموافقة عادةً على توافق دولي واسع لضمان دعم المبعوث في مهمته”.

وتابع: “كونها من إفريقيا جنوب الصحراء قد يُنظر إليها من قبل بعض الأطراف الليبية أو الإقليمية على أنها غير قريبة من تفاصيل الأزمة الليبية، مما قد يُضعف فرص قبولها من مختلف الأطراف المحلية”.

وأشار إلى أن “نجاح تعيينها يعتمد على موقف القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، فرنسا، وروسيا، إضافة إلى موافقة الأطراف الإقليمية المؤثرة، كدول الجوار الليبي، مبرزا أن “ليبيا تواجه انقساماً سياسياً حاداً وصراعات بين الفصائل المتنافسة، مما يجعل مهمة أي مبعوث أممي صعبة للغاية”.

رأى المتحدث السابق باسم رئيس المجلس الرئاسي، محمد السلاك، أن ترشيح تيتا يعد قرارًا غير موفق. وأشار إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تعزز هذا الموقف، أبرزها ما وصفه بفشل تجربة المبعوث السابق عبد الله باتيلي، الذي لم يتمكن من تحقيق تقدم في الملف الليبي.

وفي تصريحات خاصة لموقع “إرم نيوز“، قال السلاك إن تجربة المبعوث الغرب أفريقي عبد الله باتيلي كشفت عن عجز واضح في فهم طبيعة الوضع الليبي وتعقيداته. وأوضح أن باتيلي لم ينجح في التعاطي مع الأطراف الليبية، وفشل في الوصول إلى أي نتائج مثمرة خلال فترة عمله.

وأعرب السلاك عن تخوفه من أن يؤدي الانتقال من داكار (السنغال) إلى أكرا (غانا) إلى إعادة تجربة باتيلي الفاشلة، مما يعيد الملف الليبي إلى نقطة الصفر. وقال السلاك: “هناك خشية من أن يكون تعيين حنا تيتا استنساخًا لتجربة باتيلي، مما يضعنا أمام مأزق جديد”.

إذا تم تعيين هانا سيروا تيتيا رسميًا، فستواجه تحديات كبيرة في ليبيا تشمل تحقيق تقدم في العملية السياسية، توحيد المؤسسات، ودعم إجراء الانتخابات. لاسيما في ظل الكشف السيناريوهات التي تلوح بخيبات البعثة المتتالية.

شارك المقالات:

مواقيت الصلاة

حالة الطقس

حاسبة العملة