أحمد فؤاد شنيب
ليت شعري مادهاها _ عندما ضج صباها
وأضاءت روضة الحي زهورا _ مقلتاها
وإذا مرت على درب الهوى _ غنت خطاها
هي في القرية بستان _ يرويه نداها
وهي في الروض جمال وبهاء يتناهي
يسكر الكل إذا ما ابتسمت فاح شذاها
كيف لا يشتاقها العشاق من بلَّ صداها
لم تلد أم بهذا الحسن في الكونسواها
***
وأتى الخطاب والكل صريع بهواها
يبذلون الحب والمال وأرواحا فداها
علها تختار من ترضاه حلما لمناها
وأبوها الشيخ يدعو الله أن تلقى فتاها
ليتها تقبل من يملأ بالسعد حماها
قبل أن تبرحه الروح وتسعى في علاها
***
شرطت هند على من رامها زوجا وجاها
رأس جني عظيم البطش في الغار اشتهاها
هو من نار أليس النار خدا وشفاها ؟
وهي من نور أليس الشمس من صبح سناها ؟
واستبدت هند في الرفض ولو حان رداها
فاستشاط العاشق الجني غيظا وسفاها
وأتاها يقذف النار وبالشر رماها
***
ورأى العشاق في الشرط اقترابا من رضاها
وغدا في ظلمة الليل إذا اشتد دجاها
يهرع الكل إلى الغار امتثالا لرؤاها
إن رأس الغول مهر مستحق لغلاها
غير أن الجن تأبى أن يرى الإنس حماها
فأصابتهم بصخر ورمتهم بلظاها
فانثنى كل عشيق خشية الجن وشاها
***
واحد قد فاق في حكمته الكل انتباها
أنكر الجن على الأرض وفي جوف ثراها
ولقد آلى على النفس اختراقا لأذاها
أوغل المقدام في الغار اقتحاما فرآها
قامة ممشوقة القد بغنج تتباهى
وسرت هند إلى القرية يطويها فتاها
قصة قد نسجتها هند والناس رواها