في مشهد يجسد إرادة الحياة والانتصار على التحديات، يقف ملعب بنغازي الدولي اليوم شامخاً بحلته الجديدة، مستعيداً لمكانته كأحد أبرز الصروح الرياضية في ليبيا وإفريقيا، بعد سنوات من الغياب والإهمال، هذا المشروع الضخم، الذي طال انتظاره.
من ماضٍ مهجور إلى حاضر مشرق
لطالما كان ملعب بنغازي الدولي شاهداً على لحظات تاريخية صنعت أمجاد كرة القدم الليبية، حيث احتضن المباريات الحاسمة، وهتفت الجماهير في مدرجاته، وانتصرت الفرق بين جدرانه. إلاّ أن الزمن لم يكن رحيماً بهذا الصرح، حيث تحوّل إلى أطلال مهجورة بعد انسحاب عدة شركات عالمية لم تتمكن من استكمال إعادة تأهيله.
لكن الحلم لم يمت.. وبعد سنوات من الانتظار، جاء الخبر الذي طال انتظاره؛ حيث أعلن صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا بقيادة “المهندس بالقاسم حفتر” عن انطلاق مشروع إعادة بناء الملعب، ليعود إلى الواجهة كتحفة معمارية عالمية تعكس روح بنغازي الصامدة.
إعادة الإعمار.. إنجاز وطني بإشراف القيادة العامة
جاءت إعادة إعمار ملعب بنغازي الدولي بتوجيهات القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، الذي أبدى اهتمام كبير بهذا المشروع، وقام بعدة زيارات ميدانية لمتابعة مراحل التنفيذ، معبراً عن فخره واعتزازه بهذا الإنجاز الذي يمثل خطوة مهمة في دعم البنية التحتية الرياضية في ليبيا.
ويأتي هذا المشروع ضمن خطة تنموية متكاملة يقودها صندوق تنمية وإعادة إعمار ليبيا، تشمل إعادة تأهيل المنشآت الحيوية، مما يضع بنغازي على خارطة المدن الرياضية العالمية.
مواصفات عالمية تليق بالمستقبل
بمساحة 105×68 متر، تم تعشيب أرضية الملعب بأحدث تقنيات العشب الهجين، ما يزيد من جودة اللعب ويضمن الاستدامة على المدى الطويل، كما يتميز بسقف عصري مكون من 227 ركيزة فولاذية، مع أعمدة رئيسية تبلغ 42 عمود، قادرة على تحمل الظروف المناخية القاسية، بينما تم تصنيع الغطاء الخارجي بمواد مقاومة للحرائق والعوامل الجوية، وفقاً لأعلى المواصفات الدولية.
وفي إطار الحرص على سلامة الجمهور، تم تجهيز الملعب بـ10 بوابات رئيسية لدخول الجماهير، إضافة إلى 24 بوابة طوارئ، فيما تبلغ سعته الإجمالية أكثر من 40 ألف متفرج، مع مقاعد مخصصة لكبار الشخصيات، الإعلاميين، وذوي الاحتياجات الخاصة.
مرافق متطورة وتجهيزات حديثة
يضم الملعب العديد من المرافق الحديثة، أبرزها:
مبنى متعدد الطوابق لكبار الشخصيات يضم صالة رئاسية، منصة، وغرف فاخرة.
مساحات مخصصة للصلاة، دورات مياه، مقاهي، مطاعم، متاجر، ومستودعات.
مصاعد تقنية حديثة لضمان سهولة التنقل داخل الملعب.
قاعة مؤتمرات صحفية، استوديوهات تحليلية، وغرف تبديل ملابس متطورة للفرق الرياضية.
منصة نقل مباشر مجهزة بأكثر من 100 كاميرا لتغطية شاملة لجميع الفعاليات الرياضية.
مرحلة جديدة لكرة القدم الليبية
اليوم، ومع اكتمال هذا المشروع العملاق، تستعد بنغازي لاستعادة مكانتها على خارطة الرياضة الإفريقية والعالمية، الملعب الجديد ليس مجرد ميدان للمباريات، بل رمزٌ للصمود، وواجهة رياضية تعكس طموحات الشباب الليبي في تحقيق مستقبل مشرق للكرة المحلية.
بنغازي تحتفل، والجماهير تستعد، وكرة القدم الليبية والإفريقية تستعيد أحد أعظم ملاعبها.. مرحباً بعودة ملعب بنغازي الدولي.
