عفاف عبد المحسن
(1)
_ تبعثر وهج الشمس المنتظرة هناك، في كبد الفضاء ….. إلى متى .. صرخت في الكون المجحف .. أظل أبكي انتظار من لن يأتي .. جحيم حرارتي يجفف هاطلي المالح، قبل انحداره من المآقي .. مشفقا على كبريائي .. مدركا أن .. من تآكلتني الدهور لأجل هنيهة فرح في ملكوت نأيه القدر .. لن يأتي إلا في الصرخة الأخيرة .. يحتضنني، يواسيني، ويشكرني لسنوات، منحته نوري كي يسهر مع العشاق، ولهم، ويهديهم وردية ضوئه الحاني، ولم يعانقني إلا لنموت، سويا حيث أشرق من الغرب، وتنطبق السماء على الأرض بغية بوح آخر، لحياة لن تنتهي .
(2)
_ الحرائق التي تستعر في قلب امرأة غيور .. كل صنوف الإطفائيات لا تخمدها حتى ( والله أحبك دون غيرك من النساء )، هي تعيش على الجمر طوال فترة تغيب حبها , تكتوي أكثر حين يأتيها معتذرا .. تنصهر تماما إذا هاتفها يعتذر على موعدهما .. ليست الحرائق لعشقها المجنون لحبيبها (عند بعضهن)، ولكنه حب التملك .
(3)
_ ثملة .. عاهدت الروح توبة عند محاريب الوحدة، والقلق، والوجع، والندم .. في ليلة مقمرة انكفأ القمر ساكبا بعض رفيف نوره على روحها، علها تستفيق .. نهرته والدمع جَرَّح ناعم خديها أخاديد، تعلن فداحة الألم .. اذهب برفيفك .. هيهات تصمد .
(4)
_ الأقلام … الألوان … الألحان والمعاني … الكلمات، والجمل، شعرا نثرا، غزلا مدحا هجاء . واستُفِزْت خطابة وأغاني .. حاولت جميعها فاستسلمت .. كيف تصفك! وأنت ما بعد الوصف .. تقف عند رؤوس القمم , تنام بين شفرات السماء، والسديم , تجلس بين أروقة القلوب , تضحك عند أفنية الشمس، وميراث القمر , تؤثث بفخامة قلبك مختلف الخفق، والتكوين , نمطا مختلفا للوفاء .. رأيته ذات صباح في لهفة عينيك .
