عقدت اللجنة الدائمة للمصحف الشريف اجتماعها الأول، بعد إعادة تشكيلها، وذلك بمقر جمعية الدعوة الإسلامية، حيث باشرت أعمالها التي تشمل مراجعة، وطباعة، ونشر المصحف الشريف، وعلوم القرآن الكريم.
وأكدت اللجنة أن من أولوياتها إعادة إحياء “مصحف الجماهيرية”، المعروف أيضًا بـ”مصحف جمعية الدعوة الإسلامية العالمية”، من خلال مراجعته، وإعادة طباعته، وتوزيعه في مختلف المؤسسات الدينية، والعلمية، بما في ذلك المساجد، ومراكز التحفيظ، والمكتبات العامة، والخاصة.
يُذكر أن هذا المصحف كُتب وفق رواية الإمام قالون، عن شيخه الإمام نافع المدني، وهي الرواية التي جرى العمل بها في ليبيا منذ قرون. كما أنه اعتمد في رسمه على منهج الإمام أبي عمر الداني، وهو النهج الذي كان متبعًا في الكتاتيب، والزوايا الليبية. كما تم ضبطه وفق الوقوف الهبطية، التي تعد معتمدة في ليبيا، والمغرب العربي عمومًا، واعتمد في تحديد مواضع السجدات، على ما هو مشهور في مذهب الإمام مالك.
وقد طُبع “مصحف الجماهيرية” لأول مرة منذ أكثر من أربعين عامًا، وكان المرجع الأساسي للأجيال الليبية في حفظ القرآن الكريم، حيث ارتبط بذاكرتهم البصرية، وتعلّقوا به من خلال مشايخهم الذين أشرفوا على تعليمه، ونقله عبر الأجيال. واليوم، تسعى اللجنة إلى استكمال جهود اللجان السابقة؛ لضمان استمرار هذا الإرث القرآني وإتاحته مجددًا للمجتمع الليبي.
وأكد الدكتور أحمد جاد الله، عضو اللجنة الدائمة للمصحف الشريف، أن انضمامه لهذه اللجنة يحمل طابعًا خاصًا، نظرًا لارتباطها بمصحف جمعية الدعوة الإسلامية العالمية، المعروف بـ”مصحف الجماهيرية”، الذي حفظ منه القرآن الكريم، مع أبناء جيله، مشيرًا إلى العلاقة الروحية، والوجدانية التي تربط الأجيال المتعاقبة بهذا المصحف، منذ أكثر من أربعة عقود.
وأوضح جاد الله أن هذا المصحف أُعدَّ، وخُطَّ، ورُوجع، وأُشرف على طباعته بأيادٍ ليبية خالصة، من قبل مشايخ، وعلماء كان لهم دور بارز في حفظ الهوية الليبية المغاربية. وأضاف أن اللجنة تسير على نهج هؤلاء العلماء، مقتفيةً أثرهم؛ لضمان استمرار هذا الإرث القرآني.
وخلال اجتماعها الأول الذي عُقد يوم الخميس الماضي بمقر الجمعية في طرابلس، أُسند إلى اللجنة مهام مواصلة عمل اللجان السابقة في مراجعة المصحف الشريف، من حيث كتابته، ورسمه، وضبطه، ووقوفه، وعد آياته، وأصول قراءته، إلى جانب الإشراف على إعادة طباعته ونشره ليكون متاحًا في المساجد، والزوايا، والكتاتيب، والمراكز، والمكتبات العامة والخاصة.
